المحلل السياسي أمير مخول لـ”الصنارة”: رفض نتنياهو تقديم موعد الانتخابات يعني انسحاب غانتس وحزبه من الحكومة

0 12٬722

دعوة غانتس لإجراء انتخابات برلمانية: هل هي فقاعة سياسية أم دعوة جديّة؟!

play-rounded-fill
دعا الوزير بيني غانتس، أول أمس الأربعاء، عضو كابينت الحرب إلى إجراء انتخابات عامة في أيلول، وقال غانتس في مؤتمر صحافي: “يتعين أن نتفق على موعد لإجراء الانتخابات في أيلول، قبل مرور عام على اندلاع الحرب إذا صح التعبير… إن تحديد مثل هذا الموعد سيسمح لنا بمواصلة الجهد العسكري مع إرسال إشارة إلى مواطني إسرائيل بأننا سنجدد ثقتهم بنا قريبا”.

كما دعا غانتس إلى التطبيع مع السعودية وبناء تحالف واسع مع دول في المنطقة كجزء من تسوية إقليمية تضمن إنهاء سلطة حركة حماس في غزة وتساهم في تحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية على القطاع، مشددا على ضرورة “عدم الإضرار بالعلاقات الإسرائيلية الإستراتيجية مع الولايات المتحدة”.

وفي حديث مع “الصنارة” عقب المحلل السياسي والباحث، أمير مخول على دعوة غانتس بالقول: “قد يكون رد الفعل الأهم على تصريحات غانتس والأكثر إرباكا لنتنياهو، هو صمت الأحزاب الدينية الحريدية التي يعتبرها الأخير حليفه الطبيعي لكن الذي يهدد استمرار حكمه. فإذ أكد غانتس انه تباحث في الأمر مع قيادات سياسية بمن فيها نتنياهو، فهو يشير الى رؤساء الاحزاب الحريدية، والذي تربطه بهم علاقات ثقة وحصريا اريه درعي رئيس حزب شاس”.

غانتس يطرح نفسه بديلا لنتنياهو

وعن مدلولات هذا التصريح وما تحمله من جديد في سياسة غانتس، قال مخول: ” فعليا طرح غانتس نفسه ولأول مرة منذ انضمامه الى كابنيت الحرب، كبديل سياسي لنتنياهو، مشددا على التمايزات بينهما في مسألة المحتجزين والاسرى في غزة مؤكدا ان “حزبه لن يبقى شريكا في حكومة لا تعيد المحتجزين”. كما اعتبر نفسه انه القادر على اعادة الحياة للاتفاقات الابراهامية في مواجهة ايران ومساعيها لفرض حرب متعددة الساحات على اسرائيل وفقاً لاقواله. واضاف الى انه يسعى في هذا الاتجاه ولضمان التطبيع مع السعودية، وفي ذلك ايضا تماهيا مع مشروع ادارة بايدن ورؤيته لمستقبل المنطقة. كما دعا الى بلورة قوة متعددة الجنسيات تدير شؤون غزة دون الانسحاب الاسرائيلي، وهذا مرفوض على نتنياهو. واذ يعتبر غانتس ان التوافق على موعد للانتخابات خلال سبتمبر القادم يجعل بالامكان مواصلة الحرب بعد انجاز مراحلها الجوهرية المتبقية خلال الأشهر القادمة، بينما يعتبر نتنياهو ان الانتخابات تعني هدية لحماس، وتقويض فرصة تحقيق الانتصار الكبير في غزة و”بعد اجتياح رفح”.

وبرأي مخول فان “خطاب غانتس يشكل بداية النهاية لكابنيت الحرب اذ انه في حال رفض نتنياهو تقديم موعد الانتخابات فذلك يعني انسحاب غانتس وحزبه. وهذا الأمر معنية به ادارة بايدن التي بلغت قناعتها بأن حكومة نتنياهو تعوق الصفقة ووقف مؤقت لاطلاق النار وتشكل نقيضا للرؤية الامريكية ومصالح الدولة العظمى، اضافة لقناعتها بأن اسرائيل فاقدة للطريق في هذه الحرب وتحت حكومة نتنياهو”.

المفتاح حريدي والدعم أمريكي

ويرى مخول بأن من يملك “مفتاح القرار بانتخابات في سبتمبر أو بداية 2025 هي الأحزاب الدينية الحريدية، ويبدو انها منسقة مع غانتس وحصريا ان لها مصلحة بالانتخابات لتفويت الفرصة على قانون التجنيد الالزامي لشبابهم للجيش وسحب امتيازاتهم التمويلية من الدولة”.

لوحظ بأن تشاك شومر، رئيس الاغلبية الدمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي ساند دعوة غانتس واعتبرها تعكس رأيا عاما واسعا في اسرائيل يصل الى 70% من الجمهور، وعن ذلك يضيف مخول لـ”الصنارة”: “رد فعل تشاك شومر يشير الى التوافق الكبير بين الإدارة الأمريكية وبين غانتس وحزب المعسكر الرسمي، ومؤخرا تسعى ادارة بايدن الى التنسيق ايضا مع وزير الأمن غالنت، وتصدّيه لمواقف نتنياهو وخطواته المعني بها في ادارة الحرب”. 

وأكد مخول لـ”الصنارة” أن تصريحات غانتس لا تدل على قوته الانتخابية وكل الاحتمالات واردة، رغم اعتقاد غانتس أنه سينجح هذه المرة في الانتخابات، لكن لا شيء مضمون.

ويشار الى أن الائتلاف الاساسي لحكومة نتنياهو، الذي يرتكز على 64 نائبا ما زال متماسكا، ولا يواجه أي حالة من التفككات، خاصة من جانب كتلتي الحريديم المعنيتان بحل قضية قانون تجنيد شبانهم، في ائتلافهم الحالي، الذي يُعد الأمثل بالنسبة لهم. وأصدر مكتب نتنياهو بيانا يرد فيه على غانتس قائلا “إن الانتخابات ستجري في موعدها القانوني في نهاية تشرين الاول من العام 2026”.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا