(ممول) – الأزمة القلبية لا تنتهي بعد الخروج من المستشفى  

man having heart attack. healthcare concept
0 6٬738

 

يُصاب 25 ألف شخص بنوبات قلبية كل عام في البلاد. كيف يمكن تجنّب حدوث أزمة قلبية؟ ما هي العلاقة بقِيم الكوليسترول؟ كيف يمكن تقليل مخاطر حدوث أزمة أخرى؟ ولماذا من المهم جدًا الحرص على عملية التأهيل؟ الدكتور يتسحاق جابيزون من سوروكا يُعيد ترتيب الأمور المتعلّقة بالمرض الذي يُعتبر السبب الثاني للوفيات في إسرائيل.

في كل عام يتعرّض حوالي 25000 شخص في البلاد لنوبة قلبية، ومع الأسف، يتوفّى أكثر من 7000 شخص بسبب أمراض القلب. في الواقع، ومنذ أواخر تسعينيات القرن العشرين، شكّلت أمراض القلب السبب الثاني للوفاة (بعد السرطان) بين النساء والرجال في إسرائيل. يستدعي ارتفاع نسبة الإصابة بالأزمات القلبية ضرورة توفّر معلومات موثوقة ليس فقط حول الأزمة القلبية نفسها، ولكن أيضًا حول أهمية إعادة تأهيل المريض حتّى يتمكّن من العودة إلى الروتين ومنع حدوث أزمة قلبية أخرى.

الكوليسترول أمر جيّد أم سيّء؟  

الكوليسترول هو مادة دهنية تلعب دورًا في بناء أغشية الخلايا وإنتاج هرمونات ستيرويدية وعُصارات المرارة. ينتقل الكوليسترول في الدم في جزيئات تحتوي على الدهون والبروتينات وبالتالي يصل إلى جميع الخلايا.

ينقل نوع الكوليسترول المعروف باسم “الكوليسترول الجيد” (HDL-C) الكوليسترول الزائد من أنسجة الجسم إلى الكبد. في المقابل، ينقل “الكوليسترول السيّئ” (LDL-C)  إلى خلايا الجسم، ويرتبط الكوليسترول السيّئ بتطوّر تصلّب الشرايين وحدوث أمراض القلب.

يتواجد الكوليسترول الجيّد بنسبة أعلى لدى النساء، ويمكن رفع نسبته بصورة معتدلة مع ممارسة الرياضة وفقدان الوزن والإقلاع عن التدخين. محاولات رفعه بالأدوية لم تؤدِ إلى تحسّن في أمراض القلب وبالتالي تم التخلّي عنها.

خلافًا للمفهوم الشائع، فإن نسبة النساء المُصابات بأمراض القلب ليست أقلّ من الرجال، ولكن بين الرجال تظهر الأزمات القلبية في وقت مبكر، وعادةً ما تبدأ في سنّ الخمسين، بينما تظهر أزمات القلب عند النساء عادةً بعد عقد من الزمان، وذلك بفضل الهرمونات الأنثوية.

يميل فائض الكوليسترول الضّار إلى الترسّب في جدران الأوعية الدموية، ويتراكم في الخلايا الالتهابية في عملية تُضعف أداء الأوعية الدموية، ويمكن أن تؤدّي إلى الإصابة بتصلّب الشرايين الذي يهاجم شرايين القلب. كلما كانت عضلة القلب تعاني من ضعف إمدادات الدم، تزداد احتمالية الإصابة بنوبة قلبية.

الحدّ من خطر الإصابة بأزمة قلبية أخرى 

نحن نعلم أن الشخص الذي تعرّض لأزمة قلبية مرّة قد يتعرّض لغيرها. وتشير الإحصائيات إلى أن هناك نسب عالية من المرضى الذين يعانون من أزمات قلبية متكرّرة في غضون خمس سنوات من أول أزمة تعرّضوا لها.

من أجل تقليل خطر حدوث أزمة قلبية أخرى، من المهم تحديد عوامل الخطر وخفضها. على الرغم من وجود عوامل وراثية تلعب دورًا مهمًا، إلا أن هناك أيضًا عوامل خطر سلوكية يمكن تغييرها وبالتالي تقليل المخاطر. على سبيل المثال: ينصح الأشخاص الذين سبق وتعرّضوا لأزمة قلبية بالامتناع عن التدخين وشرب الكحول المفرط من ناحية، والحفاظ على نظام غذائي صحّي ونشاط بدني منتظم من ناحية أخرى. العوامل النفسية والعاطفية لها دور أيضًا، ومن المفيد جدًا تقليل التوتر والضغوطات قدر الإمكان.

إعادة تأهيل القلب- جزء من سيرورة التعافي 

تقلّل برامج إعادة تأهيل القلب بشكل كبير من خطر حدوث أزمة أخرى، وتشجّع على نمط حياة صحّي وتحسّن جودة حياة المرضى. تشمل إعادة التأهيل زيارات إلى طبيب قلب خبير بإعادة التأهيل الذي يعمل بالتعاون مع طبيب القلب الخاص بالمريض، ومتابعة فحوصات الدم ودعم التغيّرات السلوكية مثل التمارين البدنية ومتابعة أخصائي التغذية والمزيد. يشمل النشاط البدني تدريبًا أسبوعيًا في مركز إعادة التأهيل وفي بعض المرضى أيضًا مرافَقة عن بُعد تشمل مراقبة النشاط البدني للمريض بواسطة برمجيّة.

بالإضافة إلى ذلك، وفي إطار التأهيل، يتابع الطاقم جرعات الدواء وقيم الكوليسترول للمريض للتأكّد من أنه يحقّق الأهداف المحدّدة لتقليل خطر الإصابة بأزمة قلبية أخرى.

جدير بالإشارة أنه كجزء من إعادة التأهيل، من الممكن أيضًا إجراء لقاءات مع أخصّائي نفسي والمشاركة في مجموعات دعم مختلفة. في الواقع، الاستجابة لإعادة التأهيل ليست جسدية فحسب، بل عاطفية ونفسية أيضًا. فبعض الناس لديهم مخاوف بشأن الذهاب إلى المستشفى أو القيام بنشاط بدني، ويساعد إطار إعادة التأهيل أيضًا في التغلّب على هذه الصعوبات العاطفية.

جزء لا يتجزأ من إعادة التأهيل هو أيضًا التعامل مع العجز الجنسي المُحتمل الذي قد يكون ناجمًا عن الأزمة القلبية. كجزء من إعادة تأهيل القلب وإذا لزم الأمر، هناك إمكانية لعقد لقاءات مع أخصائي في علم الجنس لمساعدة المرضى. الهدف هو الإحاطة بجميع دوائر حياة المريض وإعادته إلى الأداء الأمثل، وربما أفضل مما كان عليه قبل الأزمة القلبية.

يحقّ إعادة تأهيل القلب للمرضى الذين تعرّضوا لأزمة قلبية أو عملية قسطرة مع تدخّل جراحي. أيضًا الأشخاص الذين خضعوا لجراحة لتجاوز الانسدادات أو الأشخاص الذين يعانون من فشل كبير في القلب أو المرضى الذين خضعوا لزراعة جهاز إزالة الرجفان Defibrillator في أجسامهم. في سلّة الخدمات الصحية في البلاد، هناك استحقاق لإعادة التأهيل لمدة ثلاثة أشهر. يغطّي التأمين المكمّل شهورًا إضافية من المرافقة. تجدر الإشارة إلى أنه في معظم الحالات يوصى بإجراء إعادة تأهيل القلب لمدة 12 شهرًا. 

التوجّه لإعادة التأهيل هو توجّه شمولي ويتم تنفيذه في المستشفيات والمجتمع. تبدأ أنشطة إعادة التأهيل بالمتابعة مع طبيب العائلة وتستمر بلقاءات مع طبيب القلب التأهيلي وطاقم المستشفى. خلال فترة إعادة التأهيل، يأتي المريض مرّتين في الأسبوع إلى مركز إعادة التأهيل ويكون على تواصل وثيق بطاقم إعادة التأهيل، والذي لا يشمل فقط طبيب القلب التأهيلي، ولكن أيضًا ممرّضات إعادة التأهيل وأخصائيي الفسيولوجيا وأخصائيي العلاج الطبيعي والمدرّبين.

 

الوقاية هي خير علاج

لسوء الحظ، شهدنا في السنوات الأخيرة زيادة ثابتة ومقلقة في معدّلات السمنة والتدخين ونمط الحياة الذي يتّسم بالجلوس وقلّة الحركة، وفي الوقت نفسه انخفاض في النشاط البدني المنتظم. أنماط الحياة هذه لها تأثير على صحّتنا وقد تزيد من خطر الإصابة بأزمة قلبية.

هذا هو السبب في أنه من المهم منذ سنّ مبكرة اتّباع نظام غذائي سليم وصحّي يعتمد على نظام تغذية البحر الأبيض المتوسط الذي يتضمّن الكثير من الخضروات والفواكه. بالطبع، يوصى بممارسة الرياضة كثيرًا، والسفر بشكل أقلّ بالسيارة أو السكوتر الكهربائي وتفضيل المشي على الأقدام. الوقاية من الأزمات القلبية أفضل من أي علاج.

كاتب المقالة هو مدير قسم إعادة التأهيل في سوروكا، المركز الطبّي الجامعي، “كلاليت” ورئيس قسم إعادة تأهيل القلب. 

لمعلومات إضافية واستفسارات أخرى يجب التوجّه للطبيب المعالِج.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا