ممثلو الرأي العام في المجتمع العربي: الحكومة تتحمل مسؤولية الجرائم والشرطة واجبها الكشف عنها ونحن نعمل داخل مجتمعنا

0 9٬941

زياد شليوط

بعد كل جريمة وقعت في مجتمعنا وخاصة جرائم ذات وقع خاص تركت أثرا عميقا في نفوس الناس، كانت تنطلق عبارات مثل “هذا تجاوز للخطوط الحمر”، ولأن التعبير والكلمات لم يعد بمقدورها التعبير عن حجم المأساة التي يعيشها مجتمعنا، أخذنا نقرأ عبارات مثل “انتهى الكلام”، في إشارة الى الاحباط واليأس وانعدام التأثير للكلمة، خاصة وأن من يوجه لهم الكلام لا يقرأون ولا يعون.

قبل شهرين وقعت جريمة في يافة الناصرة هزت أركان المجتمع وقبلها بأشهر وسنوات في مجد الكروم وأم الفحم وغيرهما، وفي مطلع هذا الأسبوع هزتنا جريمة الطيرة التي ذهب ضحيتها مدير عام البلدية، وبعدها بيوم وقعت المجزرة الرهيبة في أبوسنان. فهل بقيت “خطوط حمر” في عرفنا، وهل بقي للكلام جدوى في لغتنا، وألف هل وهل يطرحها الناس بأسى وألم وإحباط ويأس.

وكي لا نتعود على مسيرات “الأموات” المتعاقبة، وكي لا تنتشر مشاعر اليأس بين الأهل وخاصة الشباب، وكي لا تتصاعد موجات الهجرة سواء الداخلية أو الخارجية، ومن أجل أن نعود ونقيم مسيرات الحياة والأمل سنبقى ندق جدران الخزان ولن نكل، ومن هذا المنطلق وبعد الجرائم المروعة وآخرها “مجزرة أبو سنان”، أجرت “الصنارة” لقاءات سريعة مع مسؤولين في مجلس أبو سنان المحلي وسكرتير اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.

عمر واكد نصار، رئيس بلدية عرابة وسكرتير اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية لـ”الصنارة”: نحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عما وصل اليه مجتمعنا من تدهور


الصنارة: سبق وقدمتم ورقة عمل للحكومة كلجنة قطرية لمحاربة العنف والجريمة، أين تقفون من هذه الورقة وهل سيتم العمل بموجبها؟

نصار: استفحال الجريمة لا يمكن السكوت عنه، واللجنة القطرية والمتابعة وغيرهما من المؤسسات تتداول في الموضوع، وفي وكيفية الضغط على الحكومة من خلال خطة عملية لمحاربة الجريمة. نعتقد أن سياسات الحكومة المتعاقبة التي أهملت المجتمع العربي وحرمته من التطور على كافة الأصعدة وحصارها لمجتمعنا، أوصل شبابنا الى حالة من اليأس تجاه المستقبل المجهول، وبعضهم أخذ يبحث عن حلول مثل الهجرة والامتناع عن الزواج وقلة سلكت في مسلك الربح السريع والعمل في الممنوعات، لذا نحمل الحكومة المسؤولية الكاملة عما وصل اليه مجتمعنا من تدهور.

الصنارة: بعيدا عن اتهام سلطاتنا المحلية، الايقاع بشبابنا في التهلكة من قبل السلطة كما أشرت، كيف لنا أن نوقفه ونصون شبابنا مما يخطط لهم؟

نصار: نحن نحمل الحكومة المسؤولية، هذا صحيح، لكن هذا لا يعني أنه لا يقع علينا قسط من المسؤولية، والعمل يبدأ من البيوت في مرافقة الأبناء، ويمتد الى المدارس والنوادي والجمعيات ورجال الدين، فالكل يتحمل المسؤولية، ونحن في خطابنا اليومي أيضا علينا أن نعتمد مفاهيم التسامح واحترام الآخر والحفاظ على نسيجنا الاجتماعي. نحن كسلطات محلية يمكننا أن نؤثر في زيادة الاستثمار في توفير الأطر للشبيبة، الرياضة، الفن، التنعليم اللامنهجي، مما يمكنه أن يخرج أعداد كبيرة من شبابنا من حالة الإحباط والفراغ.

الصنارة: كيف تتعاملون مع الانتخابات القادمة، في ظل استفحال الجريمة ودخول منظمات الاجرام الى هذا الميدان؟

نصار: نحن مطالبون بأخذ دورنا لحماية مجتمعنا وشبابنا من الاحتكاك والخلافات، وهذه مسؤوليتنا جميعا كمرشحين وناشطين في الانتخابات.

من يتتبع أعمال القتل الأخيرة في مجتمعنا، يرى ارتفاعا ملحوظا بحق المرشحين والرؤساء وأعضاء وموظفي السلطات المحلية، وهذا يدل أن سلطاتنا المحلية باتت مستهدفة، وهذا يجب طرحه خلال الحملة الانتخابية وأن يلتفت اليه الناخب لدى ادلائه بصوته، وعدم الانزلاق في التعامل مع عصابات الاجرام التي تعمل على اقتحام سلطاتنا والسيطرة عليها، وهذه مسؤولية مجتمع كامل وجميع القوائم المتنافسة والمرشحين، وربما تستدعي وثيقة شرف معتمدة بين المتنافسين في التعامل بدون هوادة مع هذه العصابات.


سيف فوزي مشلب، مساعد رئيس مجلس أبو سنان المحلي ومرشح الرئاسة لـ”الصنارة”: نحن متأكدون أن لا علاقة للجريمة بالانتخابات المحلية


الصنارة: كيف تبدو أبوسنان بعد الجريمة المروعة، وكيف تعاملتم مع الحدث الجلل؟

مشلب: البلدة حزينة بعيد المجزرة الرهيبة التي وقعت فيها، المصاب أليم بسقوط ضحايا أبرياء. لقد توجهنا للحكومة والشرطة مباشرة مطالبين بضرورة ايقاف الجريمة، والحكومة قادرة على ذلك خاصة أنها تمتلك قدرات كبيرة، وأكبر دليل أنه بعد الضغط الذي مارسناه، تمكنت السلطكات من منع أحدج المشتبهين بالضلوع في الجريمة من السفر خارج البلاد.

الصنارة: هل هناك علاقة للجريمة في الانتخابات المحلية القادمة، خاصة وأن أحد الضحايا كان مرشحا للرئاسة؟

مشلب: لا علاقة للجريمة التي حصلت بالانتخابات المحلية ونحن متأكدون من ذلك. وبالتالي لن يكون تأثير مباشر للحدث على الانتخابات القادمة، رغم هول الجريمة وصعوبتها، خاصة أن الجميع في بلدنا أكد على هذا الأمر، وخاصة العائلة المفجوعة من خلال كلماتهم ومواقفهم المتزنة في هذا الموقف الصعب، مما يجدر بنا التنويه الى ذلك بمزيد الاحترام والتقدير.

الصنارة: كيف تتوقع أن تكون جنازة الضحايا؟ 

مشلب: أعلن المجلس المحلي الاضراب الشامل في البلدة حتى الاثنين القاتدم، فالبلدة متحدة ومتعاضدة كعالة واحدة تشد أزر بعضها البعض في هذا المصاب الأليم. وأتوخى حضورا حاشدا للجنازة من مسؤولين حكوميين ورجال دين من مختلف الطوائف وممثلين من المجتمع العربي اضافة إلى أهالي القرية، فالحادث كبير والمشاركة ستكون كبيرة.


الدكتور يوسف مطانس، القائم بأعمال رئيس مجلس أبو سنان المحلي لـ”الصنارة”: البلدة بكل طوائفها موحدة ومتكاتفة تشجب القتل والاجرام بكل أنواعه

 

الصنارة: ما هي الأجواء في أبو سنان في هذه الأيام؟

د. مطانس: الجو العام في البلدة حزين، غاضب، مشمئز، مستنكر ويشجب الجريمة الرباعية. والبلدة بكل طوائفها موحدة ومتكاتفة تشجب القتل والاجرام بكل أنواعه، وهي عازمة على الضغط على الحكومة والشرطة من أجل القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.

الصنارة: هل سيكون للجريمة تأثير على الانتخابات المحلية الوشيكة

د. مطانس: ليس من رابط أو علاقة بين الجريمة والوضع السياسي في البلدة، ولا علاقة لها بالانتخابات، ومن هنا أعلن رفضي القاطع لما نشر وقيل في الاعلام العبري بأن الموضوع سياسي. لقد ربطتني علاقة وثيقة بمرشح الرئاسة المرحوم غازي صعب وكانت لنا أحاديث حول مصلحة القرية وأهلها ورؤيته لتصحيح بعض الأمور من وجهة نظره من منطلق غيرته على البلدة واهتمامه بها. لكن حدثا كبيرا كهذا لا بد وأن تكون له اسقاطات على عملية الانتخاب منها تخوف الناس من الخروج لصناديق الاقتراع.

الصنارة: ما هو دوركم كمجلس محلي في نزع الخوف من أفئدة الأهالي وإعادة الثقة لهم والخروج من هذه الدوامة؟

د. مطانس: قبل وقوع الجريمة الأخيرة، كان القلق سائدا لدى الناس الذين فقدوا ثقتهم بالشرطة، ولم يعودوا يشعرون بالأمان، حيث لم تعد ترى الناس تتجول في الشوارع في ساعات المساء، وهذا الأمر لا يقتصر على أبو سنان لوحدها. لذا بادرنا الى عقد اجتماعات عملية مع كل الأطراف في القرية وخاصة الجهات المختصة داخل المجلس المحلي مثل قسم الرفاه الاجتماعي والمعالجين النفسيين وضباط الدوام وقسم المعارف بالتعاون مع وزارة التربية وغيرهم، لبناء برنامج عملي مع الطلاب لدى عودتهم القريبة الى المدارس.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا