مسلسل “فراولة”.. التسويق الهرمي للوهم في مجتمع يائس

0 8٬993
play-rounded-fill

تلجأ المجتمعات المأزومة إلى البحث عن الأمل ولو كان كاذبا، وينجح المغامرون والمحتالون دائما في بيع الوهم لهؤلاء الذين أُغلقت في وجوههم أبواب الحياة، ولعل الشاهد الأكثر حضورا في الواقع الاجتماعي على ذلك هو الإقبال على السحرة والمشعوذين والدجالين بنسب مثيرة للقلق، أما في مسلسل “فراولة” للمخرج محمد علي وبطولة نيللي كريم فهو ذلك الطابور الهائل الذي أغلق مدخل بناية عملاقة بحثا عن أحجار الطاقة الإيجابية في الحلقة الثانية من العمل.

يوثق المسلسل، الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من رمضان، لحالة أفراد مجتمع قوامها اليأس، فهم بين مهدد بالطرد من بيته لعجزه عن دفع الإيجار الشهري، وبين شاب انتهى مشروع زواجه قبل أن يبدأ بسبب التكلفة التي لا يستطيع الوفاء بها، وبين عاطل أعياه البحث عن عمل.

تدور قصة “فراولة” في إطار كوميدي خفيف حول فتاة قادمة من أسفل السلم الاجتماعي لأب يعمل حارس عقار وأم تعمل في قراءة الفنجان، وتحلم الفتاة “فراولة” بإعادة كتابة تاريخ عائلي مختلف ومستقبل مبهر، وتجرب العمل في التسويق العقاري، ورغم نجاحها، تعجز عن الحصول على ما تستحق، فتضطر للتسويق الهرمي لوهم يسكن في الأحجار ويسمى الطاقة.

ومن حافة التشرد والطرد من المنزل، تضطر “فراولة” للالتحاق بشركة تعمل عبر التسويق الهرمي في بيع الوهم للبشر بمقابل مادي كبير، ولكنها تعمل على توريطهم في الحلم بمقابل مادي كمسوقين بعد شرائهم السلعة، وهكذا يبيع “الزبون” السلعة لزبون آخر ما يلبث أن يتحول إلى مسوق.

تنجح فراولة في القفز من أسفل السلم الاجتماعي إلى أعلاه، وتتحول إلى سيدة أعمال يشار لها بالبنان.

مكانة خاصة

تحتل نيللي كريم مكانة خاصة بين ممثلات جيلها، فقد اقتحمت عالم التمثيل قادمة من عالم الباليه لتقدم بطولات سينمائية، أشهرها دورها في فيلم “أنت عمري” مع منة شلبي، وفي السنوات الأخيرة قدمت ميلودراما فاقعة من خلال عدد من المسلسلات أشهرها “سجن النساء” للمخرجة كاملة أبو ذكري، لكن المخرجة نفسها قدمتها فيما بعد في مسلسل كوميدي هو “بـ100 وش”، أثبت قدرتها على الأداء الكوميدي بالكفاءة نفسها التي قدمت بها الميلودراما.

وتمزج نيللي في “فراولة” بين أدائها الميلودرامي والكوميدي، إذ يعبر العمل عن حالة من الدراما الفاقعة والبؤس الخالص، والذي نجح السيناريست محمد سليمان عبد المالك في تغليفه بالكوميديا الخفيفة. وبين المواقف الكوميدية والأداء الخفيف الظل لنيللي، وتلك الدموع المخفية في محجريها، تم استعراض قصة مأساوية لطفلة تتساءل دوما عن سبب فقر والديها في مقابل ثراء المحيط، إذ تعيش في واحد من أرقى وأكثر أحياء مصر ثراء وهو “الزمالك”، لكن والدها حارس عقار سجن فيما بعد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا