مرشحات عربيات لعضوية المجالس البلدية والمحلية لـ”الصنارة”: نسعى إلى تغيير الصورة النمطية عن المرأة العربية

0 24٬312

play-rounded-fill
تجري في السابع والعشرين من هذا الشهر الانتخابات للسلطات المحلية في البلاد، وأدى تأجيل الانتخابات التي كان من المفروض أن تتم قبل أربعة أشهر بسبب الحرب، إلى تراجع الاهتمام بالحدث وعدم متابعة تطوراته، لكن مع الاعلان عن اجراء الانتخابات مجددا، وتصميم وزارة الداخلية على عدم التأجيل مرة أخرى، فقد عاد موضوع الانتخابات إلى الواجهة وبدأت التحركات من جديد إلى الشارع المحلي استعدادا لخوض الانتخابات من خلال طرح البرامج والأفكار، والتقاء المرشحين بالمواطنين. 

ويبرز في هذه الانتخابات ترشيح ناشطات نسائية في قوائم محلية في أماكن مضمونة بل وبعضها على رأس قوائم العضوية. وللوقوف على دوافع تلك الترشيحات وما تعنيه بالنسبة لمجتمعنا ومستقبله، قامت “الصنارة” بلقاء عدد من المرشحات والاستماع إلى أفكارهن وتطلعاتهن وأحلامهن. 


زياد شليوط 

المربية ألمازة جبارة عضو بلدية الطيبة ورئيسة قائمة الجبهة: كوني امرأة في مجلس ذكوري في مجتمع تقليدي أحدث كسرا للنمطية السائدة

المربية ألمازة جبارة عضو بلدية الطيبة ورئيسة قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة للمجلس البلدي، تعمل في سلك التربية والتعليم، تقول عن ترشيحها في رأس قائمة الجبهة أن “هذه سابقة في مدينة الطيبة، أن ترأس امرأة قائمة الجبهة، وهذا يعتبر تحولا ايجابيا وهاما”.

وتضيف ردا على سؤال حول المقصود بالتحول الايجابي قائلة: ” هذا مهم للنساء في العمل العام، حيث لم يحصلن على دورهن في الحيز العام، مع أنهن يتمتعن بقدرات عالية في اتخاذ القرارات، أي أن المرأة قادرة وعلى وعي وثقة بذاتها وتستطيع كسر الأنماط القائمة بحقها والانخراط في العمل السياسي العام”. 

ونسأل ألمازة كيف تم انتخابها لرئاسة القائمة فتجيب وتوضح: “سبق وكنت المرشحة الثانية في قائمة الجبهة في الانتخابات الماضية، ودخلت عضوية المجلس لعامين، وبناء على نشاطي ولمنحي استمرارية هذا النشاط تم ترشيحي للمكان الأول، وحصلت على تأييد أغلبية ديمقراطية في كادر الجبهة”. 

وتوضح ألمازة تجربتها في العامين الأخيرين بالقول: ” العمل شاق ويتطلب متابعة يومية ودراية في كثير من الأمور وبشكل مهني. وكوني امرأة في مجلس ذكوري في مجتمع تقليدي أحدث كسرا للنمطية السائدة، مع أنه ليس سهلا عليك مخاطبة المجتمع بمفاهيمك الجندرية في هكذا مجتمع، مع أن هناك مساحة لإبداء الرأي واتخاذ القرارات وفق قناعاتي الشخصية، وعندما أحصل على حقي في النقاش لا يكون ذلك منّة من أحد بل ممارسة لحقي المشروع”.

ولا تتردد المربية ألمازة في الرد على سؤالنا حول امكانية ترشحها لرئاسة البلدية في الجولة القادمة، وكذلك إقدام نساء أخريات على خطوة مماثلة، بأن ذلك وارد فعلا وتضيف: ” مبدئيا لا أعارض ترشيحي لرئاسة البلدية من أجل كسر نمطية أخرى في الترشح والانتخاب، لأني أرى أنه من حق المرأة الترشح للرئاسة، لكننا لم نصل بعد كمجتمع الى ذلك لأن البنى التقليدية ما زالت مسيطرة خاصة في مجتمعاتنا الفردية، فالعائلات الكبيرة تتحكم في منظومة الانتخابات، ونحن لا نريد امرأة في قائمة ما للزينة، ومن ترشح امرأة في مكان غير مضمون انما تلجأ إلى تزيين القائمة بوجه نسائي وهذا ما لا نريده. ما زال تمثيل المرأة في المجالس ضعيف رغم وصولها لأماكن متقدمة مهنيا وعلميا واجتماعيا، فهناك نرى النساء يرأسن أقساما ودوائر في مجال عملهن لكن الحيز العام ما زال ضعيفا”.

وتدعو ألمازة النساء وكل امرأة تتمتع بمزايا قيادية وقدرة على التغيير في المجتمع أن تأخذ دورها في الحيز العام.

 

ربى سليمان – حلاحلة مرشحة في قائمة “شفاعمرو بيتنا”: أعمل على رفع منسوب الوعي وتغيير فكرة المجتمع عن عمل المرأة

ربى سليمان – حلاحلة عاملة اجتماعية، مرشحة في قائمة “شفاعمرو بيتنا” لانتخابات المجلس البلدي في شفاعمرو، وهي متزوجة وأم لثلاثة أبناء تقول عن ترشحها: 

“لم أجد من قبل، إطارا سياسيا مناسبا ويحاكي الأيديولوجيا التي أؤمن بها أو الأجندة التي أعمل من أجلها، لكن عندما التقيت مع الأخوة مؤسسي القائمة واستمعت إليهم، وجدت أن هذه القائمة تحاكي ما أسعى إليه لذا لم أتردد في الانخراط والترشح فيها”.

وبالنسبة للتحديات والعقبات تقول بأنها كانت أكثر من الخطوات السهلة وذلك “لأني زوجة وأم أولا وموظفة ثانيا وناشطة اجتماعيا ثالثا. أي أن لدي أكثر من قبعة فالتحدي أمامي كان التوفيق بين تلك المواقع والمهام وأن أكون متواجدة بشكل كيفي ونوعي وليس كمي فقط. التحدي الثاني تغيير الصورة النمطية عن المرأة كوني امرأة بين رجال، في أن مكانها في البيت والمكتب، لكن أن تتواجد وسط الهيمنة الذكورية فأمر فظيع، وهذا ما سئلت عنه كثيرا من قبل عائلتي خاصة وجمهور النساء، لكن وجدت فرصة تتوفر للمرأة من قبل الرجال بل والترحيب بها في أن تكون جزءا من العمل، وهذا ما استغربه الكثيرون”.

وتقول ربى عن الأجندة التي ستعمل من أجلها: ” أن أكون شريكة فعالة وأغير النظرة النمطية للمرأة، أن أعمل على رفع منسوب الوعي وتغيير فكرة المجتمع عن عمل المرأة، وتحقيق أجندة قائمتنا التي أؤمن بها وخاصة أننا أهل بلد واحدة دون تفرقة عائلية أو طائفية أو سياسية، وأن نرفع صوت بلدنا عاليا وأن نرعى قدرات وطاقات الشباب، وبالتالي ايجاد أطر تعليمية وتربوية تتجاوب مع متطلبات العصر والانطلاق مع الجيل الجديد في مشاريع مبتكرة خاصة وانه لدي المعرفة والاجتهاد والمتابعة في هذه المجالات. 

وتوجه ربى رسالتها بالعمل على تعزيز الانتماء والوعي السياسي بين الشباب والنساء الذين يعزفون عن هذه المواضيع في الفترة الأخيرة. 

 

المربية نهيل أبو جنب – عرايدي، المرشحة الثانية في قائمة “مستقبل المغار”: أطمح أن أكون عنوانا للنساء وتقديم الدعم وإيجاد فرص عمل لهن

المربية نهيل أبو جنب – عرايدي، المرشحة الثانية في قائمة “مستقبل المغار”، متزوجة ولها أربع بنات، عملت كمعلمة ومديرة مدرسة ابتدائية وتدير حاليا مركز فنون وموسيقى في جمعية “ورشة” المغارية، ناشطة اجتماعية ومتطوعة في عدة مجالات. 

خرجت نهيل للتقاعد قبل عامين وبحثت عن مجالات للتطوع، وفي هذه الأثناء، تقول: “توجه إلي عدد من الأشخاص وخاصة من النساء واقترحوا عليّ الترشح في قائمة انتخابية، وفعلا التقيت بالسيد وجدي سرحان، رئيس القائمة وهي قائمة ممثلة في المجلس البلدي بعضوين، وحصل تفاهم بيننا واتفاق على الترشح في القائمة”.

وأضافت نهيل أنها ستعمل على “قضايا التربية المنهجية واللامنهجية خاصة واني قادمة من هذا الحقل. أن أكون عنوانا للنساء وتقديم الدعم لهن وايجاد فرص عمل. متابعة قضايا التخطيط والبناء ووحدات السكن للأزواج الشابة وغيرها”.

وأكدت نهيل أنها تلمس “تأييدا خاصة من قبل النساء والشباب وقسم كبير منهم من تلاميذي سابقا، وهناك من يرى تجربتي في التعليم ضرورية اضافة إلى أني أطمح الى التغيير من الداخل”.

 عائشة نجار، رئيسة قائمة “الحراك الشبابي” لعضوية المجلس البلدي في عرابة: ترشيحي قوبل بالارتياح والتأييد من مختلف العائلات والأوساط المحلية

عائشة نجار، رئيسة قائمة “الحراك الشبابي” لعضوية المجلس البلدي في عرابة، ممرضة في صحة الجمهور ةمديرة مركز لرعاية الأم والطفل، متزوجة وأم لثلاثة أولاد، تقول بأن قائمة “الحراك الشبابي” خاضت الانتخابات للمجلس البلدية في الدورة الماضية وحصلت على عضوين. دخلت القائمة الائتلاف في البداية لكنها خرجت إلى صفوف المعارضة بعدما لم تحصل على ما تم الاتفاق عليه وتضيف “واصلنا عملنا من خلال المعارضة وخاصة في مواضيع الصحة والمرأة والطفولة المبكرة. ونجحنا في بعضها رغم كوني في أحيانا كثيرة الصوت المعارض الوحيد، ومع هذا كنت مع أي قضية عامة لصالح بلدي وسدّا منيعا أمام المخالفات القانونية”.

وتشير عائشة إلى ما حققته القائمة في الدورة المنقضية قائلة: “نجحنا في دعم مكانة المرأة بايجاد وظيفة مستشارة خاصة ووحدة رفع مكانة المرأة، وكذلك وضع موضوع الصحة على طاولة أعمال المجلسس البلدي”.

وعن طموحات القائمة للدورة القادمة تقول عائشة: “طموحاتنا تكمن في معالجة موضوع البيئة وايجاد وحدة لجودة البيئة في مدينتنا، وكذلك العمل على استقلالية لجنة التنظيم والبناء واعادتها إلى سلطة البلدية وغيرها”. 

وبالنسبة لترشح عائشة على رأس قائمة للمجلس، تقول بأنها وجدت الترحاب الكبير عندما ترشحت لأول مرة ” وكنت مرشحة نسائية لكن حصلت ضغوط مما جعل بعض النشيطات يتراجعن، لكني أصريت على المتابعة واتفقنا مع الحراك الشبابي، ووجدنا بعض التحديات كجسم جديد. لكن ترشيحي قوبل بالارتياح والتأييد من مختلف العائلات والأوساط المحلية. صحيح أن نظرة أعضاء المجلس لي كامرأة لم تتغير بشكل كبير وتواجهني صعوبات كثيرة في العمل كوني امرأة، إلا أني وبعد جهود كبيرة تجاوزت هذا التحدي”. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا