مارفل تحاول استعادة جمهورها بـ”الغزو السري”

بوستر مسلسل "الغزو السري" (الجزيرة)
0 8٬912

تحولت تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلى وحش مرعب يتربص بنا في كل زاوية من وجهة نظر الكثيرين، وظهر ذلك مثلا في إضراب كتّاب هوليود الذين طالبوا بتعهد الأستوديوهات بعدم استخدام الذكاء الاصطناعي بصورة تؤدي للاستغناء عن خدماتهم.

ولكن في ذات الوقت، يعرض مسلسل “الغزو السري” (Secret Invasion) التلفزيوني والذي استخدم الذكاء الاصطناعي في أولى حلقاته.

المسلسل من بطولة صامويل جاكسون الذي عاد لدور نيك فيوري في سلسلة أفلام مارفل، ويدور العمل حول الرجل العادي الذي يدير عناصر “الأفنجرز” من وراء الستار، وينقذ الأرض مرة تلو الأخرى مع صديقته “كابتن مارفل”، ولكن هذه المرة لا يوجد “أفنجرز” ولا أبطال خارقون، بل نيك فيوري هو بطل العمل وحده.

بين الحرب الأوكرانية وحرب الفضاء

بعدما تشعب عالم مارفل الممتد، أصبح من المستحيل جمع خيوط أحداثه بدون الرجوع لأعمال سابقة، أو البحث على شبكة الإنترنت، وتسبب مسلسل” الغزو السري” في غضب محبي أعمال “مارفل”، فالعمل لا يمكن فهمه إلا بالرجوع إلى فيلم “كابتن مارفل” (Captain Marvel)، الذي يحتوي على أحداث تشكل بدايات المسلسل الجديد.

في الفيلم يقوم نيك فيوري مع كابتن مارفل بإنقاذ الأرض من غزو فضائي تقوده جماعة من الكائنات تدعى “سكرلز” (Skrulls)، ويكتشفون في النهاية أنهم هاربون من حرب أهلية دمرت كوكبهم. ويقوم كل من فيوري وصديقته بالبحث معهم عن كوكب جديد، الأمر الذي يستدعي سفرهم للفضاء.

وتبدأ أحداث مسلسل “الغزو السري” بعد سنوات من هذا البحث، وفيه تقرر مجموعة من الـ”سكرلز” احتلال الأرض مرة أخرى عبر خطة سرية معقدة، تعمد إلى إشعال الحرب بين كل من الولايات المتحدة وروسيا، الأمر الذي قد يقود إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل، وإنهاء الحياة البشرية، ليصبح الكوكب خاليا منتظرا سكانه الجدد، وعلى كل من نيك فيوري وباقي فريقه إيقاف هذه العملية المرعبة.

تشبه هذه الحبكة إلى حد بعيد أفلام الأكشن خلال حقبة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، التي كانت صدى للحرب الباردة الممتدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى سقوط الاتحاد السوفياتي، عندما كانت التخوفات تجاه قيام حرب نووية بين القطبين مسيطرة على العالم، بالإضافة إلى حالة العداء الأميركية تجاه كل ما هو روسي، وظهر ذلك في تصنيفهم في خانة الأشرار في عدد كبير من الأفلام.

أما الوضع هنا فمختلف قليلا، حيث لا يعرض المسلسل فكرة العداء السافر بين الولايات المتحدة وروسيا، بل يشير لاحتمال وقوع حرب شاملة نتيجة لأحداث خارجية، ما يجعل طرح تساؤل حول العلاقة بين هذه الحبكة والحرب الروسية الأوكرانية التي يخشى البعض من استمرارها بشكل يحتم مواجهة بين القطبين.

ويأخذ المسلسل فكرة قديمة ويعيد إنتاجها بشكل يلائم العصر الحالي، فالمزج بين الحروب الحقيقية، والمجازات السينمائية ليس جديدا على صناعة الترفيه الأميركية، وأشهر أفلام الخيال العلمي كثيرا ما أشارت بشكل خفي إلى الغزو الثقافي على سبيل المثال، والخوف من الآخر، أو المهاجرين، أو الشيوعية.

بعيدا عن الأبطال الخارقين

لأفلام ومسلسلات “مارفل” نوع محدد منذ البداية، فهي أعمال لأبطال خارقين، قد تختلط أحيانا بالخيال العلمي، ولكن في أساسها تعتمد على شخصيات ذات قدرات غير طبيعية اكتسبوها لأسباب مختلفة ويطوعونها لخدمة العالم، وإحلال العدالة ودرء الأخطار، ولا تنطبق هذه القاعدة على شخصية نيك فيوري ولا على مسلسله الجديد، فهو لا يمتلك أي قدرات خاصة سوى ذكائه وشجاعته.

لذلك تحول المسلسل إلى نوع الأكشن مع عناصر من الخيال العلمي، واكتسب طابعا يمكن وصفه بـ”الأرضي”، فرغم أن الأشرار هنا كائنات فضائية بالأساس، فإن الحرب تدور رحاها على كوكب الأرض، بأسلحة عادية.

الحلقة الأولى دارت حول طريقة منع الفضائيين من الاستحواذ على القنبلة التي ستشعل الحرب بين أميركا وروسيا، والسبيل إلى ذلك اعتراض حلقة الوصل بين تاجر السلاح والفضائيين القادرين على تغير شكلهم إلى شكل البشر.

ويتخذ المسلسل طابعا أكثر قتامة على عكس الخفة المعتادة، وروح الفكاهة الموجودة حتى في أكثر المواقف خطورة.

ويراهن صنّاع مسلسل “الغزو السري” على رغبة مشاهدي “مارفل” التقليديين ببعض التغيير في قواعد السلسلة التي أصبحت محفوظة بالفعل وتسببت في توقف الكثيرين عن متابعتها بالشغف ذاته، ولكن هل سيكسبون هذا الرهان أم لا؟ ذلك ما سيتم الكشف عنه بعد انتهاء عرض المسلسل بالكامل.

يستمر عرض مسلسل “الغزو السري” حتى 26 يوليو/تموز القادم، وقد حصل حتى الآن على تقييم 63% من النقاد، و76% من الجمهور على موقع “روتن توماتوز” (Rotten Tomatoes)؛ الأمر القابل للتغيير حتى نهاية عرض الحلقات.

المصدر : الجزيرة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا