عيونهم على كرسي الرئاسة.. رؤساء سابقون يعودون للتنافس في الانتخابات المحلية القادمة

0 8٬154

زياد شليوط

أربعة أشهر تفصلنا عن موعد يوم الانتخابات القادمة للسلطات المحلية في البلاد، يوم الثلاثاء 30/10/2023، ورغم ذلك فما زالت حركة الانتخابات في سلطاتنا المحلية العربية تجري بتؤدة وبطء، ويعزو البعض ذلك إلى انشغال قطاعات شعبنا وأهالينا بأخبار الجرائم المتتالية في بلداتنا والتي تترك العائلات في نكبة وثكل وتيتم، الى جانب القلق من انعدام أفق لانزياح هذه الغيمة السوداء التي تخيم على مجتمعنا، ولا تترك حيزا للتفكير في مستقبل آمن ومشرق، كما أن عددا من المرشحين يعمل بصمت وهدوء خشية من تربص عصابات الاجرام بهم، ومحاولة ممارسة الضغوط عليهم وابتزازهم كما يحصل مع الرؤساء الراهنين.

play-rounded-fill

لكن هذا لا يمنع المرشحين من التحرك، والبدء في طرح أسمائهم علنا، كي يضمنوا لهم مكانا في “بورصة الأسماء”، ومكانة في تفكير قوائم العضوية وحساباتها. ومما يشار اليه في انتخابات هذا العام ظاهرة عودة الرؤساء السابقين، والذين سبق لهم وأن خسروا رئاسة السلطة المحلية في الانتخابات الأخيرة أو التي سبقتها، الى طرح أنفسهم والتنافس على منصب الرئاسة، معتمدين على تقصير من جاء بعدهم الى سدة الحكم، أو وقوعهم في أخطاء يمكن لهم أن يستغلوها في دعاياتهم الانتخابية.

وأبرز مثال على ذلك اعلان رئيس بلدية حيفا السابق، يونا ياهاف، عن قراره، بعد تردد، بترشيح نفسه لمنصب رئيس البلدية في الانتخابات المقبلة للسلطات المحلية. وسبق لياهاف أن أشغل المنصب ثلاث فترات متتالية، إلى أن خسر الانتخابات أمام رئيسة البلدية الحالية د. عينات كاليش، وعاد ياهف ليعلن “هذه مهمة حياتي”. وأشار ياهاف إلى ظاهرة الخنازير البرية في المدينة، والتي تقض مضاجع سكان حيفا، قائلا: “في غضون 90 يومًا من تسلمي لمهام منصبي لن يكون هناك خنازير برية في حيفا. لا يمكن للخنزير البرية والبشر العيش معًا”.

وفي مدينة المغار، أعلن رئيس المجلس المحلي السابق (قبل أن تتحول الى مدينة)، زياد دغش عن ترشيح نفسه والتنافس على منصب رئيس البلدية، لوضع حد “للفوضى وعدم الأمان وحل ضائقة الاسكان” كما قال في شريط مصور متوجها لأهالي مدينته التي تعرفه مؤكدا أن” المغار تعرفني من عملي، والمغار تحتاج لمن يديرها بأمانة، لذا قررت خوض الانتخابات”. هذا وأعلن عدد من المرشحين المنافسة على رئاسة بلدية المغار، إضافة الى الرئيس الحالي المحامي فريد غانم.

وفي مدينة طمرة أكدت أوساط مقربة من رئيس البلدية السابق، موسى أبو رومي لـ”الصنارة” أنه سيعلن ترشيح نفسه لرئاسة البلدية اضافة إلى رئيس البلدية الحالي د. سهيل ذياب، ويحظى أبو رومي بتأييد أوساط واسعة وتبدو احتمالات عودته إلى منصب رئيس البلدية أكيدة خاصة وأنه خسر الانتخابات الأخيرة بفارق بسيط في الأصوات بينه وبين ذياب. كما علم أن مرشحا جديدا من جيل الشباب يستعد لدخول ميدان التنافس على منصب الرئاسة.

وفي شفاعمرو يعود ناهض خازم، رئيس البلدية الأسبق، ليرشح نفسه مرة أخرى أمام الرئيس الحالي عرسان ياسين، في محاولة لاستغلال أخطاء الأخير والذي عاد إلى الرئاسة في انتخابات 2018 بعد عشر سنوات نتيجة “فشل” الرئيسين السابقين، فيجدها خازم فرصة لنجاحه في الانتخابات القادمة، خاصة وأن الرئيس السابق أمين عنبتاوي أعلن عدم رغبته في التنافس، حيث شكل الثلاثي ياسين، خازم وعنبتاوي حالة من الترشيح المغلق على مدار عقدين، ومع انسحاب عنبتاوي فتح المجال لمرشح شاب جديد وهو رياض حصري بالدخول الى نادي المرشحين الشفاعمريين لرئاسة البلدية، وربما يلحق به مرشحون آخرون.

وتشذّ مدينة الطيرة في المثلث عن هذه القاعدة، حيث تشير مصادر مطلعة في المدينة لـ”الصنارة” بأن رئيس البلدية مأمون عبد الحي، يبدو مطمئنا من فوزه مجددا وللمرة الرابعة في انتخابات الرئاسة القادمة، بعد ثلاث دورات متتالية سجل فيها نجاحات وانجازات، اضافة الى حفاظه على ائتلاف واسع داخل المجلس البلدي حيث يحظى بدعم الحركة الاسلامية من جهة والجبهة الديمقراطية من جهة أخرى. هذا وينافس عبد الحي في الانتخابات على رئاسة البلدية كل من المهندس فادي عرابي عراقي والمحاسب وسيم قاسم، وقد أشغل وظيفة المدير العام لبلدية الطيرة في سنوات سابقة.

وتشهد مدينة سخنين عودة ثنائية لرئيسين سابقين للبلدية وهما مازن غنايم ومحمد بشير. ويسجل مازن غنايم عودة قوية للمنافسة على الرئاسة، بعد تجربته القصيرة والاشكالية كعضو كنيست عن “القائمة العربية الموحدة”، ويذكر أن غنايم كان رئيسا للجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية أيضا. ويعود المحامي محمد بشير لينافس على رئاسة البلدية كمرشح عن الجبهة الديمقراطية، بعدما أعلن رئيس البلدية الحالي صفوت أبو ريا عن عدم ترشيح نفسه ثانية. ويدخل سباق الرئاسة السخنينية المربي كمال خلايلة، مدير مدرسة “ابن سينا” الابتدائية كمرشح عائلي يلقى الدعم من فرع التجمع في سخنين.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا