سماح بطحيش من بقعاثا, صائغة ومصممة مجوهرات تشارك غداً بمعرض “المصممون العرب” بعنوان “ناعمة كالبازلت”!

0 9٬992

غدا يُفتتح معرض “مصممون بالعربية”, في متحف إسرائيل في القدس. لأوّل مرة يُخصص معرض لمصممين للمجتمع العربي في متحف إسرائيل ويُقام برعاية رامي طريف, أمين قسم التصميم والهندسة المعمارية, وبمشاركة خمسة مصممين من بقعاثا وحتى يافا. المعرض يبدأ اليوم الجمعة 28 تموز ويستمر حتى شباط 2024.

سماح بطحيش من بقعاثا, صائغة ومصممة مجوهرات ستعرض مجموعة باسم “ناعمة كالبازلت”, من خلالها توصل للجمهور رسالة أن المرأة جنس ناعم لكن مع ذلك وبسبب المجتمع والتقاليد والعادات التي تحيطها تجعلها أحياناً قاسية, لكنها من الداخل ناعمة.. وفي داخلها القوة والنعومة معاً..

تعرّفوا على سماح من خلال المقابلة الشيّقة.

الصنارة: كيف توجهت لدراسة مجال صنع وتصميم المجوهرات؟

سماح: بعد إنهاء المرحلة الثانوية في المدرسة قررت التسجيل في كلية “تال حاي” لدراسة موضوع الفن ومن ضمن الدراسة تعلمت موضوع صياغة المجوهرات.

بعد تلك المرحلة التحقت بدورة في “بورصة المجوهرات” موضوعها “جيولوجيا المجوهرات” وبعد ذلك انتقلت الى كلية “شنكار” حيث تعلمت تصميم المجوهرات مجدداً, ولكن مع التركيز على الجانب التصميمي أكثر من صنع وصياغة المجوهرات.

أنهيت في شنكار اللقب الأول (4 سنوات) واللقب الثاني (سنتان ونصف – تصميم متعدد المجالات).

الصنارة: من أين ولد لديك الشغف للإكسسوار والمجوهرات؟

سماح: ولدت في عائلة فنية, كل أفراد عائلتي منخرطون في الفن, إخوتي وأخواتي ووالدي, في مجالات التطريز والرسم والخياطة وتصميم الأزياء. عشت في هذه الأجواء. أعشق التفاصيل الصغيرة وأن أفكك وأركّب القطع…

كذلك اخترت مجال تصميم المجوهرات لأنه غير متداول وغير مطروق كثيراً. محلات المجوهرات عندنا تبيع بضاعة جاهزة وعادية, لا يوجد لدينا صائغ فعلاً.

الصنارة: هل تستطيعين العيش من هذا المجال؟

سماح: أنا بصدد افتتاح محلّي الخاص, ولكن بغض النظر اذا كانت هذه المهنة مربحة أم لا, أنا أحبّها وعندما اشتغل بالصياغة أشعر “أنني أنا”! أعطي كل شيء..

اذا افتتح الشخص حانوته وفعلاً ابتكر التصميمات واشتغل صح فسوف يجني الربح. عمل اليد فيه مجال للربح وهناك أشخاص يحبون هذه المنتجات اليدوية المصنوعة حصريا لهم..

الصنارة: أين ستفتتحين حانوتك؟

سماح: في “بقعاتا” في هضبة الجولان, محل مجوهرات من خلاله أعرض إمكانية تصاميم خاصة, مثلاً زوجان مخطوبان يريدان تصميمات شخصية للدبل. أنا أسمع قصة الزبون ومن قصته أكوّن فكرة وأصمم القطعة..

الصنارة: ما هي المواد التي تستخدمينها؟

سماح: المجال واسع, ممكن مثلاً أن أصنع حليّا من الخيطان! بشكل عام استخدم الفضة والذهب وأحياناً أدمج الزركون والماس.

الصنارة: ما طموحك في هذا المجال؟

سماح: أن أصل الى أبعد الحدود.. أحب أن أترك بصمة بحيث يتعرّف الشخص الى أعمالي فور أن يراها ويعرف أنها من تصميمي. ختمي في كل أعمالي هو الشاكوش والمسمار- هذا اللوڠو خاصتي.

الصنارة: هل هناك مصممو مجوهرات يعجبك عملهم عالمياً او محلياً؟

سماح: كثيرون, لكنني تأثرت بشكل خاص من مصممة مصرية أسمها عزة فهمي, ابتدأت طريقها المهني في مكتبة, أصبحت تبحث في الكتب وصدفة عثرت على كتاب عن المجوهرات وأحبت أن تتعرف أكثر على تاريخ المجوهرات.

ابتدأت من طاولة وكرسي, بمعنى لم تكن لديها الإمكانيات المادية, وبدأت تصنع المجوهرات وتبيعها ومن المدخول تحضر كرسياً آخر وتشغّل موظفاً آخر حتى أصبح لديها اليوم أحد أكبر المصانع وأصبحت معروفة عالمياً. من لا شيء, صنعت اسماً كبيراً.

الصنارة: هل هناك من دعمك أم عارض مهنتك في العائلة؟

سماح: بالعكس تماماً! تلقيت الدعم من أهلي ومن زوجي وأهل زوجي.. بسبب هذا الدعم الكبير وصلت الى ما وصلته اليوم. بسببهم أكافح أكثر لأجتهد وأصل الى القمة.

الصنارة: حدثينا عن مشاركتك في معرض “مصممون بالعربية” الذي سيفتتح غداً في القدس. ماذا ستعرضين من خلاله؟

سماح: سأعرض كولكشن من مجموعة قدمتها لمشروع تخرجي من “شنكار”, اسمها “ناعمة كالبازلت”! من خلال تصميماتي أوصل للناس أن المرأة هي جنس ناعم لكن مع ذلك وبسبب المجتمع والتقاليد والعادات التي تحيطنا تجعلنا أحياناً قاسيات, لكننا من الداخل ناعمات.. في داخلنا القوة والنعومة معاً..

الصنارة: من خلال تصميماتك الفنية, أي رسالة تعكسين؟

سماح: من خلال مجموعتي التي سأعرضها غداً أحكي عن المنطقة التي أتيت منها, هضبة الجولان. أعكس القصص التي نعيشها يومياً ومن وجعنا كنساء وحياتنا في المجتمعات العربية..

عندما أصمم قطعة مجوهرات فأنا أضع في بالي صورة معينة.. مثلاً, صممت قطعة للصدر, استوحيتها من صاج الخبز الذي نصنع عليه الخبز, فهو يشبه صدر المرأة, والصدر هو مصدر الحياة, عندما يولد الطفل أوّل شيء يمسكه هو صدر والدته ليرضع حليبها. الصدر هو مصدر حياة الإنسان, وفي نفس الوقت أربط الأمر بدور المرأة في منطقتنا المحتلة.

حجر البازلت متوفر بوفرة في هضبة الجولان. هو حجر صلب, وصلابته تعكس الصعوبات التي نواجهها نحن كنساء في منطقة هضبة الجولان. الكولكشن يحاول أن يشمل كل القصص التي نعيشها كنساء, من عادات وتقاليد وغيرها..

الصنارة: ماذا استهواك لتشاركي في المعرض؟

سماح: المعرض يكشف أعمالي لفئات جديدة وثقافات جديدة ولمنطقة أكبر من منطقة الجولان. وفي نفس الوقت هي فرصة لأشارك مع فنانين عرب في معرض واحد.

الصنارة: مقولة تؤمنين بها؟

سماح: جملة أحب أن أقولها دائماً: “أحّبني كما أنا, إقبلني كما أنا, فأنا هي أنا”!

أحب المرأة كثيراً وأحب أن أعبّر عنها بطريقتي وأن أوضّح للجميع أنها ليست ضلعاًَ قاصراً, بل هي قوية أيضاً.

– انستڠرام سماح: samah.bat

– انستڠرام متحف إسرائيل: imjarabic.museum

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا