سفير إسرائيل الأسبق لدى موسكو يكشف عما يجب على بلاده فعله بعد “تمرد فاغنر”

Koby Gideon / GPO
0 8٬106

اركادي ميلمان: بما أن “تمرد فاغنر” غيّر روسيا، فيجب على إسرائيل تغيير سياستها من روسيا، وعلى رأسها الحياد في أوكرانيا

دعا اركادي ميلمان، السفير الروسي الأسبق في إسرائيل، حكومة بلاده، إلى إعادة النظر في سياسة الحياد في أوكرانيا، بعد تمرّد مجموعة فاغنر. إليكم اللقاء كاملا، كما بُثّ على شاشة i24NEWS AR، في نشرة أخبار الثامنة، مع الزميل أدهم حبيب الله.

play-rounded-fill
س: هل التطورات الأخيرة في روسيا يجب ان تدفع بإسرائيل الى إعادة النظر في سياسة الحياد؟ 

ج: كل الوضع في روسيا تغير بعدما حدث في الامس. روسيا تدخل الى مرحلة من عدم الاستقرار الى مرحلة الصراعات الداخلية. وبما ان كل شيء تغيّر، فيجب على إسرائيل ان تفكر هي الاخرى الان، في تغيير السياسات، واتباع سياسات مختلفة، من تلك التي كانت اتبعتها حتى الان، تجاه روسيا.

س: ماذا تقصد بان على إسرائيل اتخاذ سياسة مغايرة تماما؟ 

ج: إسرائيل بحاجة الى حرية الحركة في السماء السوري، امر تقوم به الان بالتنسيق مع وحدات الجيش الروسي الموجودة على الأراضي السورية، تنشط إسرائيل ضد إيران وضد شحنات الأسلحة التي تُستخدم في عمليات إرهابية واعمال عنف ضد اسرائيل. هذا التنسيق مطلوب لكنه لا يعني انه يجب الا نقف الى جانب الغرب والولايات المتحدة وان ندعم سياسة اميركا في الملف الاوكراني بنهاية المطاف حينما سنحتاج الى دعم في مآزقنا فان الدولة الوحيدة التي ستقوم بذلك هي اميركا ليست الصين ولا روسيا ولا أي دولة اخرى، هذا اثبت في الماضي وسيثبت بالمستقبل.

س: هل تعتقد بان ما حصل في الأيام الأخيرة يُجبر إسرائيل بالتفكير فعلا على اتخاذ سياسة مغايرة تماما؟ 

ج: بلا شك ما شهدناه بالأمس شهدنا إشارة واضحة ملموسة تدل على انه توجد في روسيا مجموعات ضغط لديها مصالحها وهذه المجموعات تضع علامات استفهام على نظام الرئيس بوتين. مجموعة فاغنر وهي مجموعة من المرتزقة، هي مجموعة محظورة وفق القانون الروسي، لا يوجد قانون في روسيا يسمح بالمجموعات الخاصة. وهي مجموعة خاصة عسكرية مسلحة تنشط اسمها فاغنر وهذه المجموعة اجتازت الحدود بين أوكرانيا وروسيا حيث حاربت في الأشهر الأخيرة ضد الجيش الاوكراني، هم قاموا بمحاصرة المقر القيادي العسكري الروسي في مدينة روستوف وهي مدينة كبيرة تعدادها أكثر من مليون نسمة. وهذا الجيش الخاص حاصر القيادة العسكرية التي تأوي القيادة الرئيسية الروسية في جنوب اوكرانيا، وبريغوجين جلس مع جنرالين مهمين الأول وزير الامن وثاني قائد اركان الجيش وتحدث معهم بشكل جعلهم يفهمون انه هو من يُملي القرارات. وصل الامر الى حد الى انه طلب ان يحضر وزير الدفاع وقائد اركان الجيش الى هذا الاجتماع والا سيرسل جنوده الى موسكو. وعلى مدار ساعات الامس بين روستوف وموسكو خرج عناصر فاغنر ووصلوا الى مسافة 200 كيلو متر عن موسكو قبل ان يتم التوصل الى اتفاق. هذه مجموعة كان لديها 4000-5000 مقاتل وصلوا تقريبا بلا مقاومة الى تخوم موسكو، وهذا يعكس مدى عدم استقرار الوضع، وعدم قدرة النظام وقف مجموعات مثل مجموعة فاغنر، لذلك ما حصل بالأمس هو إشارة بالنسبة للوضع في روسيا.

س: ما تعقيبك على إدانة السفارة الأوكرانية في تل أبيب، للحياد الإسرائيلي؟ 

ج: أوكرانيا موجودة في حرب بمواجهة روسيا، وواضح انها تغرب بان تدعمها كل دولة والا تكون في الصف الآخر. مشكلة إسرائيل ان لديها مصالح ومصالح الأمنية والقادرة الإسرائيليون مجبرون على تامين امن إسرائيل لذلك يتخذون الوضع الحيادي الذي يمكن ان يتغير وان نتجه أكثر باتجاه الموقف الاوكراني مع الحفاظ على علاقات مع روسيا تسمح لحركة سلاح الجو الإسرائيلي في السماء السوري، علينا ان نفهم ان المصلحة الإسرائيلية للنشاط في سوريا يتماشى مع المصلحة الروسية. لو لم يكن الروس معنيون بذلك لقاموا بمنع النشاط العسكري الإسرائيلي في سوريا. وهذا يجب ان نأخذه بالحسبان، لان الروس غير معنيون بتوسع النفوذ الايراني في سوريا. لذلك هناك مصلحة مشتركة يجب تكريسها والحفاظ عليها. يجب ان يقلقنا التعاون العسكري بين روسيا وإيران. لان تسرب أسلحة متقدمة روسية وعلى راسها مقاتلات سوخوي 35 الى إيران مقابل بيع المسيرات الإيرانية والصواريخ متوسطة المدى الى روسيا. لذلك جزء من تغيير السياسيات يجب ان يأخذ بالحسبان هذا التعاون العسكري والاستراتيجي بين روسيا وإيران.

المصدر : i24NEWS

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا