د. نزار اندريا: التدخين يعتبر من بين أهم الأسباب التي تؤدي الى امراض القلب

0 208

–          “نسبة المدخنين الشباب العرب والسمنة الزائدة لدى المجتمع العربي اعلى وممارسة أنواع الرياضة لا يعني بالضرورة الوقاية من امراض القلب”

يصادف اليوم الأربعاء اليوم العالمي لصحة القلب والتوعية تجاه امراض القلب ومسبباتها في العالم اجمع، وفي حديث لـ د. نزار اندريا اخصائي امراض القلب ومدير خدمات الكتروفيزيولوجيا القلب العلاجيه في المركز الطبي بوريا ان التدخين يعتبر من بين العوامل الأكثر انتشارا للتسبب بأمراض القلب في المجتمع العربي في البلاد.  وتطرق د. اندريا في حديثه عن نسبة التدخين في المجتمع العربي التي وصفها اعلى بكثير مقارنة مع المجتمع اليهودي وقال:” ان ظاهرة التدخين تعتبر امرا مقلقا للغاية لدى المواطنين العرب، خاصة إذا كنا نتحدث عن شباب في مقتبل العمر، حيث ان مخاطر التدخين في جيل مبكرة تتضاعف عدة مرات، كما ان نسب التدخين في المجتمع العربي، تعتبر من النسب الأعلى في البلاد والعالم، وتصل ما بين 25-30% وهي نسبة مرتفعة جدا اسوة بالمجتمع اليهودي، مع العلم ان نسبة المدخنين في العالم قد انخفضت مؤخرا الى اقل من 20%”.

“المدخنون الشباب معرضون لمخاطر قلبية مضاعفة”

وتطرق د. اندريا في حديثه الى ظاهرة التدخين لدى الشبان الذين هم في مقتبل العمل وقال:” نلاحظ في المجتمع العربي ان نسبة المدخنين من الشباب مرتفعة وهذا الامر في غاية الخطورة ويزيد احتمال التسبب بأمراض القلب لدى هؤلاء، حيث ان شرايين القلب تتأثر بأضرار الدخان بدءا من جيل صغير وهذا عامل مهم جدا ويعتبر عاملا مضاعف للتسبب بأمراض القلب لديهم. وكل ما كان الانكشاف للدخان في جيل أصغر ولفترة أطول فإننا نتحدث عن ضرر أكبر، وما من شك ان الأشخاص المدخنين معرضين أكثر لجلطات القلب عن غيرهم. العوامل الوراثية لها دور أيضا في التسبب بأمراض القلب لكن الأسباب الأخرى مثل التدخين والحفاظ على مستوى ضغط الدم، وموازنة السكري، وتخفيض الكولسترول الضار LDL، هذه الأسباب تكمن بيد الشخص نفسه الذي بإمكانه التحكم بها حفاظا على صحة القلب ومنعا لأمراض اخرى”.

“الوقاية والوعي لدى المجتمع العربي”

وتحدث د. اندريا عن المجتمع العربي والوعي من قبل افراد المجتمع تجاه امراض القلب والعوامل المسببة له وقال:” ما زلنا نواكب انعدام الوعي المطلوب والكافي تجاه مسببات امراض القلب وأهمية الوقاية منه. مشكلتنا كمجتمع اننا نزور الطبيب عندما نكون مرضى وليس عندما نكون اصحاء، من هنا فان موضوع الوقاية لدينا قد يكون منخفض مع انه من المفروض زيارة الطبيب ان تكون مرتبطة بالوقاية كوننا أصحاء ولكي نبقى اصحاء.  فالكثير من الأشخاص يرفضون تناول الادوية للكولسترول وضغط الدم والسكري، هناك من يظنون انهم ليسوا بحاجة لهذه الادوية وانهم لا يشكون من شيء، الى ان تداهمهم الجلطة القلبية. هناك مرضى بعد حدوث الجلطة لديهم يخافون ويبتعدون عن التدخين ويبدأون بتناول الادوية بانتظام، ولكن بعد فترة يتوقفون عن تناوله وكأن شيئا لم يكن ويعودون للتدخين بسبب التأثر بالمرجعيات الخاطئة من وسائل التواصل او الأصدقاء او يشعرون انهم ليسوا مرضى بعد الآن الى ان تحدث الجلطة لهم للمرة الثانية والتي تعتبر مخاطرها وتأثيراتها أكبر بكثير من الجلطة الأولى”.

“سمنة الأطفال لدى المجتمع العربي”

وعن سائر مسببات امراض القلب قال د. اندريا:” نتحدث عن مرض السكري والكولسترول والضغط وهي شائعة جدا في المجتمع العربي خاصة وان القاسم المشترك لهذه الامراض هو السمنة الزائدة وزيادة الوزن.  فنسبة السمنة عند البالغين في المجتمع العربي اعلى من المجتمع اليهودي، والأكثر من ذلك لدينا وباء يدعى “سمنة الأطفال” فنسبة السمنه عند الاطفال اخذة بالازدياد في جميع شرائح المجتمع بما يتضمن الفتيان والفتيات العرب. طبعا لا نلغي ان قسما منه جينات وراثية مكتسبة من العائلة، ولكن هناك أيضا دور كبير للتغذية الغير سليمة، قلة ممارسة الرياضة وقضاء الوقت امام الشاشات. من الجيل الصغير لم نتربى على ممارسة الرياضة الأسبوعية. يبحثون عن الرياضة فقط لبناء العضلات او تنسيق الجسم وليس لحماية الجسم من الجلطات”.

“رياضة المشي الأكثر صحة”

واشار د. اندريا في حديثه قائلا:”  في السنوات الأخيرة نرى ارتفاع ملحوظ بممارسة شتى أنواع الرياضة في المجتمع العربي سواء كانت رياضة فردية او ممارسة الرياضة والتمارين من خلال الانضمام الى معاهد رياضية ولياقة بدنية التي أصبحت منتشرة في المجتمع العربي  وهذا امر مبارك طبعا ويؤكد ان هناك ارتفاع بمستوى الوعي تجاه ممارسة نهج حياة رياضي وصحي ولكن للأسف في كثير من الأحيان نلاحظ ان المحفز لممارسة الرياضة في النوادي الرياضية هو تجميلي فقط يهدف الى تنسيق الجسم وبناء العضلات وليس وقاية حقيقية للحفاظ على صحة القلب والوقاية من امراض القلب. فرفع الاثقال مثلا له تأثير أقل للحماية من الجلطات، بينما السباحة المشي والركض والايروبيكا بكثافة معتدلة هي رياضة تأثيرها إيجابي على القلب. اللياقة البدنية هي ليست بتكبير العضلات وانما بالجهد الذي يقوم به القلب والرئتين. الأشخاص الذين يركبون الدراجات او يمارسون السباحة والركض والمشي يقللون من احتمال حدوث الجلطات. أي ان الرياضة تعمل على تحسين وتجميد تلك المناطق الحساسة في الشرايين بسبب الكولسترول وتمنع تمزقها وتكوّن الجلطاتهنا أيضا يجب التنويه ان زيادة عدد من يمارسون الرياضات المختلفة في المجتمع العربي لا تعني اننا أصبحنا مجتمع رياضي، فما زلنا نجلس ساعات امام الشاشات ونركب السيارات هنا وهناك، وبالتالي نتحرك ونمشي اقل بكثير من الماضي”.

 واختتم د. نزار اندريا حديثه مشيرا الى أهمية التنويع في النظام الغذائي خاصة وان نظام غذاء حوض البحر ألأبيض المتوسط الذي يتضمن حصة كبيرة من الحبوب والنباتات التي تلعب دورا هاما جدا في المحافظة على صحة القلب والوقاية من الامراض. في السنوات الأخيرة سمعنا كثيرا عن عدة أنواع من الحمية التي تساعد في إنقاص الوزن لكنا ليست بالضرورة تقي من امراض القلب او نحافظ على صحة القلب خلافا‌ ‌للأكل‌‍‌ الصحي، كالنبات والبقوليات والتي مثبت انها تقلل من امراض القلب‌ والضغط العالي في الدم وأيضا لمرضى السكري.  

صورة د. نزار اندريا من تصوير المركز الطبي بوريا

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا