المحامي شحدة إبن بري : كان على المتابعة إعلان الإضراب العام وتحشيد الجماهير

0 16٬562
  • حول إحياء ذكرى يوم الأرض المحامي شحدة إبن بري في مقابلة خاصة بـ”الصنارة”:

كان على المتابعة إعلان الإضراب العام وتحشيد الجماهير وعدم التذرّع بأن الشارع غير جاهز


*المتابعة جسم توافقي وجد لتمثيل الجماهير العربية وأخشى أن يتحوّل الى جسم مشلول*أضع اللوم على القيادات السياسية لأنها تركت الشارع وانتقلت الى وضع تدير فيه أمورها وكأنها جمعيات داخل غرف ومكاتب*النقب يرزح تحت نير الهدم اليومي وكان يجب جعل قضيته قضية مشتعلة قطريا*


    محمد عوّاد

أحيت الجماهير العربية يوم أمس الخميس الذكرى الـ – 47 ليوم الأرض الخالد بمسيرة في مدينة سخنين وبزيارات الى أضرحة الشهداء. وجاء ذلك تنفيذاً لقرار لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية التي قرّرت ألاّ يكون يوم إضراب بعد أن جرى نقاش داخل اللجنة طالب خلاله بعض مركباتها بأن يتم إعلان الإضراب فيما طالب البعض بالاكتفاء بمسيرة بذريعة أن الشارع غير جاهز. وقد أعرب الكثيرون عن  تذمرهم من عدم إعلان الإضراب أحدهم المحامي إبن بري إبن النقب, وقد أجرينا معه هذه المقابلة خاصة حول الموضوع:

الصنارة: هل كان يجدر بلجنة المتابعة إعلان الإضراب في ذكرى إحياء يوم الأرض هذا العام وفي مثل هذه الظروف؟

المحامي إبن بري: أحيّي قرار تنظيم المسيرة في سخنين وكل من شارك فيها. بالمقابل أقول إنّ  هذا أقل ما يمكن عمله في هذه الظروف إذ تجتاح البلاد عاصفة من المظاهرات ضد سياسة الحكومة وضد فاشيتها وتشريعاتها وعنصريتها وضد الاحتلال وضد برامج بن ڠڤير في إقامة وحدات عسكرية وكتائب فاشية خاصة. لذلك اعتقدت أنّه كان على مركبات لجنة المتابعة أن تتبنّى هذا العام قرار  الإضراب العام والشامل لكي تُسمع الجماهير العربية صوتها على الملأ. لأنه كان هناك غياب ملحوظ في حركة الاحتجاج للأقلية العربية.

 

الصنارة: ولكن الحديث يدور عن إحياء ذكرى يوم الأرض؟

المحامي إبن بري: يوم الأرض هو أكثر مناسبة ملائمة للخروج بقرار إضراب عام على شعارات ومطالب الأقلية العربية, ومظاهرة ترفع مطالب الأقلية العربية على الملأ, لذلك اندهشت عندما علمت أنّ هناك أطرافاً أيّدت الإضراب فيما عارضت أطراف أخرى وبدأت تروّج بأن الشارع غير مستعد الخ… لجنة المتابعة بدأت بمناقشة الموضوع ليس في الجلسة الأخيرة بل قبلها, ثم أجّلت الموضوع الى جلسة لاحقة. كان بالإمكان تحشيد الجماهير العربية منذ فترة من خلال اجتماعات في البلدات العربية على شرف يوم الأرض, ومن خلال الدعوات وفي الإعلام, كان كل شيء جاهزاً ولكنها أجّلت النظر في موضوع الإضراب من جلسة الى أخرى الى أن اقترب الموعد والى أن قالوا إنّ الشارع غير جاهز.

 

الصنارة: هل ترى أن الإضراب مُجدٍ أكثر ؟

المحامي إبن بري: الإضراب هو أداة موجعة للاقتصاد والنشاط التجاري ونحن نعلم أنّه في نهاية المطاف السلطة تدفع ثمناً. فعندما لا ينتظم العمل لا يكون هناك إنتاج وفي حال توقّفت التجارة لا تكون هناك ضرائب…

 

الصنارة: الإضراب موجع للمؤسسة ولكنه أيضاً موجع للمضربين, فقد يتضررون بأنفسهم!

المحامي إبن بري: هذا هو الثمن الذي علينا أن ندفعه. فهل المتظاهرون اليوم في كل مكان لا يدفعون ثمناً؟! كل من له قضية عليه أن يدفع ثمناً وهذا واجب..

 

الصنارة: هل تعتقد أن الجمهور العربي مشحون ويتجاوب مع الدعوة للإضراب العام؟ فقد لاحظنا في المظاهرات الأخيرة أنه لم يكن حشد كبير للجماهير؟

المحامي إبن بري: الجماهير تكون مشحونة عندما تُشحن وتكون فارغة عندما يتم تفريغها. الجماهير هي بشر تسمع وتستمع وتقتنع وتشعر. لذلك فإن الجماهير تكون حاضرة عندما يتم إحضارها وتكون غائبة عندما يتم تغييبها.

 

الصنارة: هل لجنة المتابعة هي القيادة للجماهير العربية أم أن أعضاء الكنيست هم القيادة؟

المحامي إبن بري: الكنيست للأحزاب السياسية ولكن القيادات يمكن أن تكون أيضاً مجموعات غير القيادة البرلمانية. لذلك فإن المتابعة تجمع بين البرلماني وغير البرلماني والسلطات المحلية وأُطر أخرى, هي جسم توافقي وُجد لتمثيل الجماهير العربية ولكن أخشى أن تتحوّل في المستقبل الى جسم مشلول لأننا نبحث عن اتفاقات وتوافق بين الأطراف. أحياناً نريد أجساماً فاعلة وليس أجساماً مشلولة…

 

الصنارة: قلت إنّه كان تخدير وإحباط للشارع العربي من قبل القيادة. هل حصل ذلك بشكل مقصود ومن قبل من؟

المحامي إبن بري: عدم تنشيط الشارع هو مقولة وفعل أيضاً. فقد يكون الإهمال عن طريق عمل معين أو عن طريق عدم عمل معيّن. والإهمال في الحراك هو عدم القيام بشيء أو القيام به بطريقة غير صحيحة. لذلك فإنّ عدم تنشيط الشارع والتفاعل معه يأتي بنتيجة سلبية وهي تخدير وإبعاد الشارع عن كل حراك. لذلك فإنّ المسؤول هو فقط القيادة السياسية, أنا أضع اللوم الكثير على القيادات  لأنها تركت الشارع وانتقلت الى وضع تدير فيه أمورها وكأنها جمعيات داخل غرف ومكاتب. هذه القيادات لم تعمل أي شيء من أجل أن ينخرط الشارع في موجات الحراك والنضال وأن يكون على أهبة الاستعداد في أي لحظة تناديه يلبي النداء.  

 

الصنارة: ما هو الوضع لديكم في النقب؟

المحامي إبن بري: الوضع في النقب سيء جداً والناس منهكون من ناحية القوى لأن عمليات الهدم مستمرة يومياً, وقبل أسبوعين كانت مظاهرة جبارة في بئر السبع. النقب عملياً يرزح تحت نيرالهدم اليومي. لذلك علينا أيضاً عندما نتحدث عن سياسة الحكومة والإضراب كان علينا أن نرى أيضاً موضوع النقب, أي أن تتحوّل قضية النقب قضية مشتعلة قطرياً وليس منطقية نائية بعيدة عن الأنظار والمسمع…

 

الصنارة: هل تقترح أن يتم إحياء يوم الأرض بالإضراب كل سنة؟

المحامي إبن بري: لا أقول أن يتم الإضراب في السنة القادمة ولكن أحياناً يكون هناك توقيت ملائم جداً وهذا العام كان التوقيت ملائماً جداً من كل النواحي. فتخيّل لو تم هذا العام الإضراب حول عصابات بن ڠڤير المزمع إقامتها. وحول ما يحدث في النقب وما نريد أن تُسمعه الأقلية العربية في هذه الفترة بالذات. إنها فرصة والسياسة هي فُرص واستغلال فُرص…

 

الصنارة: من من مركبات المتابعة أيد الإضراب ومن عارضه؟

المحامي إبن بري: نحن نعرف أن الجبهة والتجمع وحركة أبناء البلد أيدوا الإضراب أما البقية فقد تلعثمت وبدأت تختلق الأعذار…

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا