البروفيسور محمد وتد للصنارة:”تعيين أكاديميين عربا ينبع بفضل كفاءتهم العلمية وقدراتهم الشخصية وبفضل شجاعة المؤسسات الأكاديمية”

0 12٬558

play-rounded-fill
زياد شليوط 

باشر بروفيسور محمد وتد في مطلع الشهر الجاري (نيسان) مهام عمله كرئيس للكلية الأكاديمية في رمات غان، بعد فوزه بهذا المنصب من بين عدد كبير من المرشحين.

والبروفيسور وتد عمل مدة 16 عاما محاضرا في كلية الحقوق في الكلية الاكاديمية صفد، حيث شغل منصب عميد كلية الحقوق، في السنوات 2024-2018، ومنصب قائم بأعمال نائب رئيس الكلية للشؤون الأكاديمية في السنوات 2023-2022.

ويشغل البروفيسور وتد أيضا منصب باحث كبير في معهد الأبحاث للأمن القومي في جامعة تل-ابيب. ويحاضر في العديد من كليات الحقوق في إسرائيل وفي خارج البلاد.  لقد تدرب البروفيسور محمد وتد في محكمة العدل العليا في إسرائيل عام 2004-2003، تحت إشراف القاضية داليه دورنر. 

تتفرع أبحاث البروفيسور محمد وتد لتشمل العديد من المجالات الحقوقية، منها القانون المقارن والدولي الخاص بالقانون الجنائي، القانون المقارن الخاص بالقانون الدستوري، القانون الدولي، قوانين الحرب، التعذيب والإرهاب، اخلاقيات مهنة المحاماة، الجوانب القانونية والحقوقية المتعلقة بالطب ومواضيع الصحة المتعددة، وأبحاث اخرى حول العلاقة بين مجال القانون ومجال العلوم السياسية.

تخرج البروفيسور محمد وتد من كلية الحقوق في جامعة حيفا، حيث استكمل جزءا منها في جامعة أكسفورد البريطانية (برنامج لتبادل الطلبة). وأكمل البروفيسور وتد دراساته العليا في مجال الحقوق في الجامعة العبرية في القدس، في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الامريكية، ومراكز عديدة في كندا، ألمانيا وايطاليا. وحاز على جوائز امتياز وعلى منح دراسية مرموقة عديدة، منها فولبرايت، هلبرت، مينرڤا، وهومبولدت. 

البروفيسور محمد وتد عضو في مجلات أكاديمية مرموقة عديدة. في السنوات 2010-2015، شغل البروفيسور محمد وتد منصب المحرر الرئيسي للمجلة الأكاديمية العلمية والعالمية المرموقة “الطب والقانون”، الصادرة عن المنظمة الدولية للطب والقانون. 

يشغل البروفيسور محمد وتد مناصب جماهيرية عديدة ومهمة، منها عضوية اللجنة العامة المعنية بالتوصية على مرشحين لمنصب المستشار القانوني للكنيست، عضوية اللجنة الممتحنة في نقابة المحامين في إسرائيل، رئيس مجلس ادارة مشترك (مع نائب رئيسة محكمة العدل العليا المتقاعد البروفيسور الياكيم روبينشطاين) لجمعية كاڤ مشڤيه – تطوير قيادة تشغيلية في المجتمع العربي، عضو ادارة مؤسس في المعهد الاسرائيلي للصحافة، وعضو في رئاسة مجلس الصحافة في إسرائيل.

يشغل البروفيسور محمد وتد منصب نائب رئيس المحكمة التأديبية في نقابة المحامين في لواء الشمال؛ عضو المحكمة التأديبية في مجلس الصحافة في إسرائيل؛ ورئيس منتدى الأخلاقيات في منظمة روتاري إسرائيل.

البروفيسور محمد وتد حائز على وسام پول هاريس المرموق من قبل صندوق روتاري العالمي إشادة بعمله التطوعي في إطار منظمة الروتاري.

وبهذه المناسبة أجرت صحيفة وموقع “الصنارة” لقاء خاصا مع البروفيسور محمد وتد.

الصنارة: بداية نبارك لكم هذا التعيين الرفيع ونتمنى لكم التوفيق في المهام الجديدة الملقاة عليكم. ولا بد أن نسأل ماذا يعني لكم شخصيا الفوز بهذا المنصب، وكذلك ما مردوده العام؟

ب. وتد: يشكل هذا التعيين مرحلة مهمة جدا في مسيرتي الأكاديمية وخاصة الادارة الأكاديمية. قبل نصف العام تقريبا حصلت على درجة الأستاذية الكاملة، وعلى الصعيد الاداري كنت في السنة السابقة قائما بأعمال رئيس كلية صفد للشؤون الأكاديمية، وذروة العمل أن تكون رئيس ادارة مؤسسة أكاديمية، خاصة وأني أشغلت منصب عميد كلية الحقوق بين 2024-2018.

على المستوى العام هناك نوع من الاحساس أنك تقدم شيئا ذا قيمة لمجتمعك. كأقلية دائما نشعر أن هناك سقفا زجاجيا، وهناك من الأكاديميين من يكسر مثل هذا السقف، كما حصل مع ب. منى مارون التي حصلت مؤخرا على منصب عميدة جامعة حيفا. ويجب أن ننقل مقولة مهمة للأجيال القادمة، وهي ان تعملوا بجدية وتكونوا مهنيين عندها ستفتح الأبواب أمامكم، ومن يصل لمراحل عليا عليه أن يحافظ عليها وألا يسيء لها، وعلينا أن نجعل الصورة جميلة ومهنية للوصول الى هذه المراتب.

وكما كانت لدي فرحة كبيرة بالأستاذية الكاملة، هكذا أنا اليوم بعد فوزي برئاسة الكلية، وكم يسعدني أن أسمع عندما ألتقي طلابا وطالبات عرب يعبرون عن رغبتهم في أن يكونوا مثلي، ليس كشخص انما كقيمة من حيث المثابرة والارادة، وهذا ظهر في أطر أخرى مثل القضاء، حيث أضيف عدد من القضاة إلى الجهاز القضائي مؤخرا أيضا. 

 

الصنارة: تم انتخابك وأنت المحاضر العربي من بين عشرات المنافسين اليهود، فهل هذا يدل على قدرات خاصة يجب أن يتمتع بها الأكاديمي العربي؟

ب. وتد: ما زلنا نتواجد في منطقة الآراء المسبقة التي ترى أن ابن الأقليات صعب عليه أن يدير مؤسسة كبيرة، متجاهلين فكرة أن الأقلية ممكن تكون “رسمية” وتقدر على إدارة الأمور بشكل مهني. لكن يجدر هنا التنويه إلى خطوة الكلية الأكاديمية في رمات غان، إلى أنها تمتعت بالشجاعة الكافية بانتخاب شخص من بين العشرات من المتقدمين، اعتمادا على قدراته الأكاديمية وسمعته، بغض النظر عن كونه ابن أقلية، ولا ننسى أن نسبة الطلاب العرب في المؤسسة تبلغ 50% أي نصف عدد الطلاب، ومن المهم ألا يكون العربي طالبا أو أستاذا فقط، انما يصل إلى أعلى المراتب، لهذا سعدت بما وصلت اليه من انجاز وكوني عربيا لم يكن عائقا أمامي.

الصنارة: كيف تفسر حصول أكاديميين عرب على مناصب عليا في ظل الأجواء المشحونة والتمييز الرسمي وخاصة على ضوء ما مرّ على البلاد من محاولة للمس بالجهاز القضائي؟ 

ب. وتد: بعيدا عن السياسة، يجب أن نذكر أن الأمور مهنية بحت والمنافس مؤهل للوظيفة، مثل التعيين الذي فازت به ب. منى مارون، وهذا ليس لأنها عربية بل بفضل قدراتها واجتهادها وكونها أستاذة كبيرة. كذلك تعيين قضاة عرب في سلك القضاء جاء لأنهم أصحاب باع في المجال، وهذا ما شهدناه في مجال الطب أيضا، فكلما ابتعدنا عن المجال السياسي نرى أن الصورة أكثر مهنية وتفرض نفسها على الواقع، فعندما يتم تعيين أكاديمي في منصب رفيع فهذا يتم بناء على ثقافته وعلمه، وهذا الواقع يجسر على الوضع الراهن بين الأغلبية والأقلية، وهو أمر محبذ. وعندما نرى شخصيات عربية تعين لهذه المناصب فان ذلك لا يتم بسهولة، ومن خاض هذه المعارك يدرك أن هذا يحتاج التى جهد كبير. ونسجل هنا الاحترام للمؤسسات التي لا تخضع للردع الجماهيري باتخاذ القرارات الشجاعة. إن مؤسسة تتغاضى عن العواصف السياسية وتقوم بتعيين مهني كهذا، ليس أمرا مفروغا منه.

الصنارة: ننتقل إلى طبيعة عملك الجديد في رئاسة الكلية الأكاديمية، هل تملك استراتيجية وأهدافا تعمل على تحقيقها للانطلاق بالكلية إلى مناطق جديدة؟ 

ب. وتد: كلية رمات غان مؤسسة أكاديمية لها اسمها، وعندها ما يزيد عن 14 برنامجا تعليميا، وتضم أكثر من 3000 طالب وطالبة، وكل مؤسسة تصبو لوضع هوية معينة لها هي تتشكل من عدة بنود منها الأكاديمي، سواء في تعليم الصحة، التكنولوجيا وأيضا في مجالات أخرى. ومن هنا من المفروض أن أطور في الكلية خاصة في هذه المجالات.

ما لفت نظري في الكلية، أن أكتشف فسيفساء جميلة بوجود طلاب من قوميات وديانات مختلفة، وهذا دفعني للعمل من أجل ابراز الوجود المشترك، وان دل هذا على شيء يدل على أرضية خصبة لتحقيق ذلك، بأن نأخذ كل شيء جميل وننشيء ثقافة جديدة تلائم طموحاتنا الشخصية، والعمل على بناء قياديين جدد ليس في المسار الشكلي، انما قياديون يحملون قيما وأفكارا حول التعايش المشترك، حول أهمية التعايش المشترك ويعملون على تحقيقها بعد تخرجهم. ومن هنا بدأت وباشرت في تخطيط هوية التعايش من منطلق إيماني بهذا الموضوع، لأنه من المهم ابراز التعايش لأنه ينقصنا كما تنقصنا شخصيات قيادية تعمل في هذا المجال، لخلق فرص جديدة لأبنائنا وبناتنا.

الصنارة: هل وجدتم تجاوبا مع وجهات نظركم من قبل إدارة الكلية والمسؤولين فيها، وكيف ظهر ذلك؟

ب. وتد: لا بد من كلمة حق لإدارة الكلية ومجلس الأمناء فيها على منحهم الثقة الكاملة لي للعمل وفق ما أراه، وقد اجتمعت مع أصحاب المهام والمراكز في الادارة لوضع المقترحات العملية، من أجل خطط عمل فعلية وليس نظريات، وقد طرحت أمامهم ما ذكرته لك ولم أجد اعتراضا بل تشجيعا ودعما كبيرا.  

الصنارة: هل ستعمل على تحويل الكلية الى جامعة خلال رئاستك لها، أم أن هذا يحتاج إلى جهد خارق؟

ب. وتد: لو سألتني عن ذلك في الماضي ربما أكون حذرا في الإجابة، لكن بعد تحول “معهد رايخمان” الى أول جامعة خاصة فان الفرصة باتت متاحة، خاصة وأنه تتوفر لدينا الأرضية الأكاديمية والبشرية. لكن هذا لا يكفي للاعتراف بنا كجامعة، لأن هذا يحتاج إلى زيادة أكبر في عدد الطلاب، وتطورا من حيث كتابة الأبحاث، فنحن ما زلنا بحاجة لعمل كبير وترتيب الأمور لنتحول الى جامعة في المستقبل المتوسط وليس البعيد.

                                                                                                                                                                                             

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا