الأخصائية النفسية، ميري أبو حنا للصنارة: يجب علينا التخفيف من الانكشاف على المظاهر الصعبة خلال فترة الحرب لتجنب عقدة الناجي
أمام تلك الظاهرة الخطيرة، التقى مراسل موقع وصحيفة “الصنارة”، الأخصائية النفسية التربوية ميري أبو حنا، المختصة في مجال علاج المراهقين، الأطفال وإرشاد الأهل والطواقم التربوية، للحديث عن الانعكاسات النفسية لحالة الحرب في البلاد على المواطنين، وكيفية مواجهة حالات القلق والخوف وتأنيب الضمير الذي يصيب العديد من الأشخاص بسبب الحرب.
صالح معطي
الصنارة: ما هي الانعكاسات النفسية لحالة الحرب المستمرة على الجمهور في البلاد؟
أبو حنا: الانعاكسات النفسية التي تسفر عن الحرب هي ضغط نفسي مستمر، خاصة واننا في البداية ظننا ان ما يحدث هو فترة قصيرة وستمر بشكل سريع، ولكن الحرب ما زالت مستمرة، مما يسفر عن تعرض المواطنين لضغط كبير فوق المعتاد، وبحالة لم يقم الشخص بتفريغ هذه الضغوطات سيشعر ان حالته النفسيه متعبة بشكل كبير، ولهذا يجب على كل شخص ان يتوجه للأمور التي يحبها وتساعده على تحسين حالته النفسية، مثل الجلوس في الطبيعة او ممارسة الرياضة او التواجد في المطبخ، او اي شيء هو يحبه ويساعده على الاسترخاء، ومن المهم التقليل من الانكشاف على الأخبار من اجل التخفيف من العبء والضغوطات النفسية، مع العلم اننا لن نتخلص بشكل كامل من الانعكاسات النفسية ولكن نستطيع التخفيف من الضغط النفسي بهذه الحالة”.
الصنارة: ما هو التأثير النفسي على الأطفال نتيجة انكشافهم على مشاهد الحرب الصعبة، ومعايشتهم للحرب من خلال سقوط الصواريخ فوق بلداتهم؟
أبو حنا: هناك دور كبير للأهالي بهذا الموضوع، ويتوجب على الآباء والامهات عدم السماح لأطفالهم بالانكشاف بشكل كبير على الأخبار، ويتوجب عليهم محاولة تخفيف مشاهدتهم للاخبار على التلفاز او الهاتف، لانه على صعيد الكبار في العُمر الاخبار تتسبب باضرار مؤذية، فكيف على صغار السن. كذلك يجب متابعة التأثيرات النفسية للاطفال، بحالة شعرنا انه قد تغير شيء بسلوكهم مثلاً، خاصة ان الأطفال كلما كانوا اصغر، فانهم يعبرون عن شعورهم بالخوف والقلق من خلال تصرفاتهم وافعالهم وليس من خلال حديثهم مع الآخرين، لهذا من المهم ان ينتبه الشخص لسلوكيات ابنائه، لانه من الممكن ان يصبح الابن عنيفاً او هادئاً، وبحالة لاحظوا اي شيء من هذه الامور مثلاً، عليهم التوجه لاشخاص مختصين بأسرع وقت ممكن من اجل سلامة اطفالهم النفسية، والأهم من ذلك يجب على الأهل الا يظهروا أي توتر على مشهد من أطفالهم”.
الصنارة كيف يمكن مواجهة حالات القلق والفزع بعيدا عن تناول المسكنات والأدوية؟
أبو حنا: بشكل عام كل شخص في هذه الحياة قد يتعرض بحياته ولو لمرة واحدة على الأقل لحالة من الهلع، ولكن هذه الفترة يوجد محفز لحالات الهلع بسبب الاحداث المتسارعة، حيث يشعر الشخص بالخوف من الموت وهو شعور نفسي بحت، وهو عبارة عن حالة من الخوف من أن يتعرض الشخص للموت، وأعراض ذلك ان يشعر الشخص بتعرق ودقات قلب سريعة وحالة من التقيؤ، وهذه الأمور تعبر عن حالة نفسية، عادةً هذه الاعراض قد تستمر لمدة ٥٠ دقيقة كحد أقصى وهي عادة تذهب بدون اي علاج او استخدام دواء او غيره، وفي حال تكررت هذه الاعراض، يصبح ما يحدث هو عبارة عن اضطراب، ومن اجل تخفيف هذه الأعراض من المهم ان نقوم بتمارين تنفس وتمارين استرخاء.
الصنارة: هل هناك حالات نفسية معينة لمستيها لدى الأطفال في أجواء الحرب؟
أبو حنا: أكثر شيء تعاملت معه خلال هذه الفترة هو انكشاف مراهقين من الشبان والفتيات على حالات وفاة في العائلة، وهذا أسفر عن تأثير على سلوكهم وعلى شهيتهم، إضافة الى عوارض خوف وقلق بالاضافة لخوف من النوم لوحدهم بغرفهم، حيث ينامون بجانب الآباء والأمهات، وهناك حالات وصلت إلى حد الخوف من الحضور الى المركز لتلقي العلاج.
واختتمت ميري أبو حنا حديثها قائلةً: ” من المهم ان نفرق بين الخوف والقلق، الخوف هو شعور عابر والقلق هو حالة نعيشها، من المهم أن نهتم بصحتنا النفسية والانكشاف على المظاهر الصعبة يتسبب بصدمة نفسية، وعقدة الناجي )الشعور بالذنب ان حياتنا مستمرة بشكل جيد)، نخفف انكشاف على الاخبار والتوتر والخوف والضغوطات من الحياة، من اجل الحفاظ على انفسنا وعلى نفسيتنا”.