ارتفاع عدد ضحايا حوادث العمل في مجال البناء بنسبة 50%
لقي 21 عاملاً في مجال البناء مصرعهم، منذ بداية العام، بزيادة قدرها 50% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي عندما قُتل 14 عاملاً، وارتفع عدد ضحايا حوادث العمل في القطاعات الاقتصادية الأخرى بنسبة 26%.
وتحت مسمى معالجة ومتابعة القضية، تم تخصيص مكتب مستقل برئاسة الوزير يوآف بن تسور من حزب “شاس”، في كانون الثاني الماضي، وفي جلسة استماع في الكنيست، الشهر الماضي، قال بن تسور إنه متابع للظاهرة وتعهد بأن “يضع نصب عينيه” موضوع حوادث العمل، لكن التحركات المخطط لها من أجل تقليل عدد الحوادث، والتنفيذ في مواقع البناء يسير في اتجاه تنازلي.
ولقي ثلاثة عمال مصرعهم في حوادث عمل، في الأسبوع الماضي فقط، وتوفي عامل آخر متأثرا بجراحه بعد دخوله المستشفى لمدة أسبوعين، ويتجلى تدهور الأمان في مواقع البناء من خلال الزيادة الحادة في عدد الإصابات الخطيرة للعمال، فوفقًا لرصد “مجموعة مكافحة حوادث البناء والحوادث الصناعية”، أصيب 25 عاملاً بجروح خطيرة أو فقدوا عضوا حيويا في حوادث العمل التي وقعت منذ بداية العام في مجال البناء.
وعلى الرغم من الزيادة الحادة في عدد الجرحى والضحايا، فإن عدد أوامر السلامة الصادرة عن المفتشين نيابة عن وزارة العمل لمواقع البناء تنخفض في الواقع باستمرار. ويشار الى انّ، بين شهري كانون ثاني وأيار من هذا العام، تم إصدار 876 أمرًا – 23% أقل من الفترة المماثلة من العام الماضي، و52% أقل من الأوامر الصادرة في نفس الفترة من عام 2021. بالإضافة إلى ذلك، انخفض عدد المشرفين من 90 قبل عامين إلى 70 هذا العام، وأوضحت وزارة العمل أنه تم استلام ميزانية مخصصة قدرها ستة ملايين شيكل لزيادة عدد المفتشين وأنه حسب معطيات الوزارة فقد تمت منذ بداية العام حوالي 6 آلاف زيارة تفتيشية لمواقع البناء وتم إيقاف العمل في 608 موقع، وتؤكد الوزارة أن أوامر التفتيش تصدر وفق النتائج الميدانية وأنها ليست هدفاً بل أداة.
ويتجلى الانخفاض في الإنفاذ أيضًا في عدد جلسات الاستماع التي أجراها مسجل المقاولين للمقاولين الذين وقعت حوادث مميتة في مواقع البناء الواقعة تحت اشرافهم. ومنذ بداية العام، تم عقد ثلاث جلسات استماع للمقاولين، مقارنة بـ 30 جلسة في نفس الفترة من العام الماضي.
وفي نفس السياق، عقد عضو الكنيست عوفر كسيف (الجبهة والعربية للتغيير) بالتعاون مع الائتلاف من أجل الصحّة المهنيّة، الاثنين الماضي، مؤتمرًا طارئًا تحت عنوان السّلامة والصحّة المهنيّة بحضور عائلات ثكلى وضحايا حوادث العمل، محاضرين وباحثين في مجال السّلامة والصحّة المهنيّة، ممثلين عن الهستدروت، ممثلين عن “عنوان العامل-קו לעובד-، الفنانين سلاڤا وألكساندوا إلييڤ، بوريس چايمان والشاعر ميخائيل زاتس وممثلين عن منظمات مجتمع مدني؛ عرضوا من خلاله معطيات حول الموضوع بالإضافة إلى تقديم حلول، وستنبثق لجنة مصغرة عن المؤتمر لمتابعة التفاصيل ومحاولة دفع تشريعات في موضوع السلامة والصحة المهنية.