“سره – موقع الصنارة نت https://sonara.net موقع الأخبار الأول | الناصرة والمنطقة Sat, 15 Apr 2023 18:16:57 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.3 https://sonara.net/wp-content/uploads/2022/09/cropped-logo-01-32x32.png “سره – موقع الصنارة نت https://sonara.net 32 32 “سره الباتع”.. بين مسلسل خالد يوسف وقصة يوسف إدريس https://sonara.net/%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%aa%d8%b9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%88%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%8a%d9%88/%d9%81%d9%86/48714/ https://sonara.net/%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%aa%d8%b9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%88%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%8a%d9%88/%d9%81%d9%86/48714/#respond Sat, 15 Apr 2023 18:16:57 +0000 https://sonaranet.wpengine.com/?p=48714 “لحسن الحظ ولسوئه أيضا، لم يتح لي أن أكمل مرافعتي، فقد هجموا علينا، لم نكن ندري من أين جاؤوا، ولكن امتلأت الساحة بتلك العصي اللعينة التي يسمونها النبابيت وبالحناجر المتوحشة الرهيبة التي تصرخ: الله أكبر، ولن أحدثك عن الرعب المجنون الذي انتابنا محكمة واتهاما ودفاعا وحراسا، فقد كنا لا نزال نعاني من فوبيا الفلاحين التي […]]]>

“لحسن الحظ ولسوئه أيضا، لم يتح لي أن أكمل مرافعتي، فقد هجموا علينا، لم نكن ندري من أين جاؤوا، ولكن امتلأت الساحة بتلك العصي اللعينة التي يسمونها النبابيت وبالحناجر المتوحشة الرهيبة التي تصرخ: الله أكبر، ولن أحدثك عن الرعب المجنون الذي انتابنا محكمة واتهاما ودفاعا وحراسا، فقد كنا لا نزال نعاني من فوبيا الفلاحين التي تكونت لدينا”.

هكذا يصف الأديب الراحل يوسف إدريس في قصته “سره الباتع” هجوم الفلاحين بـ”النبابيت” على جنود الحملة الفرنسية، لتحرير الفلاح حامد من أيديهم خلال محاكمته الهزلية. وهو المشهد الذي نقله المخرج خالد يوسف إلى شاشة التلفزيون ضمن أحداث مسلسله “سره الباتع”، فهل نجح الأخير في إيصال ما حققه الكاتب المصري الشهير في نصه الأدبي؟

يعرض المسلسل خلال موسم رمضان الحالي، من سيناريو المخرج نفسه، بمشاركة مصطفى إبراهيم وخالد كساب، ويلعب بطولته نخبة من الممثلين، مثل حسين فهمي وأحمد السعدني وأحمد فهمي وحنان مطاوع وخالد الصاوي وأحمد وفيق وعمرو عبد الجليل وعايدة رياض.

جمهور بين زمنين

لا شك أن جمهور العمل التلفزيوني أوسع بكثير من جمهور الأدب. لقد اختار يوسف نصا أدبيا لإدريس غفا عنه صانعو السينما والتلفزيون، ربما لصعوبة إنتاجه، خصوصا أن أحداثه تدور في زمن الحملة الفرنسية، أو لأن النص لم يكن عامرا بالأحداث لملء فيلم سينمائي مشوق، على خلاف قصصه الأخرى مثل “الحرام” و”العيب” و”حادثة شرف”.

منذ الحلقة الأولى للمسلسل، يطرح المخرج رؤيته الخاصة لمعالجة قصة أدبية معروفة، فالمهووس بحكاية السلطان حامد (الممثل أحمد صلاح السعدني) -الراوي في قصة إدريس- هو الفلاح الشاب حامد (الممثل أحمد فهمي) الذي يبدأ هوسه بمقام السلطان حامد منذ الصغر، يذهب إليه يضيء له الشموع، ويصلي بجواره ويتحدث إليه. وفجأة، يعثر على مخطوطة في المكان يعتقد أنها قد تحل لغز المقام، ثم ينطلق في رحلة البحث عن ترجمة للغة الفرنسية التي كتب بها نص المخطوطة الأثرية.

بالتوازي مع الزمن المعاصر، نعود إلى زمن حملة نابليون على مصر، عندما يقود الشاب حامد كفاح الفلاحين ضد الفرنسيين في قرى الدلتا، ومن خلاله نلتقي بنماذج إنسانية مختلفة، من شيخ البلد وأئمة المساجد ونساء القرية.

ومن القصة الخيالية التي كتبها إدريس عن مقام السلطان حامد، ينطلق مسلسل “سره الباتع” إلى قصص حقيقية للمقاومة الشعبية ضد حملة نابليون، مثل قصة البطل الشعبي الشيخ حسن طوبار، أحد أثرياء البلاد الذي قاد المقاومة ضد الفرنسيين في بحيرة المنزلة والبحر الصغير عام 1798.

تشويق إدريس

اعتمد إدريس على التشويق في قصته، فقد استغرق أكثر من ثلثي القصة لشرح حيرة الراوي، الصبي الذي لا يفهم لماذا أصبح مقام سلطان مجهول اسمه حامد معلما أساسيا من معالم البلد، مثله مثل محطة السكة الحديد. وشيئا فشيئا، يكتشف أنه لم يكن سلطانا حقيقيا حاكما لمصر، وأن هناك مقامات أخرى تحمل الاسم ذاته في القرى المجاورة.

يكبر الصبي ويصبح “أفنديا”، لكن لا تزال حكاية السلطان حامد تحيره، قبل أن يكشف لنا “سر السلطان حامد” من خلال خطاب أرسله عالم فرنسي مشارك في حملة نابليون لزميله.

هذا في الكتاب، أما في المسلسل فقد كشف العمل التلفزيوني أوراقه سريعا، إذ نعرف مبكرا أن السلطان حامد هو الفلاح البسيط الجدع حامد، الذي قرر أن يتحدى بطش الفرنسيين ويقود الفلاحين في ثورتهم ضد العدو.

ثورة يناير

كما ينطلق مسلسل “سره الباتع” لاستعراض ما جرى في العام 2011، بداية من انطلاق مظاهرات “ثورة يناير”، وما تلاها من حملات انتخابية وصراع قوى سياسية وتشتت بين الثوار. ويركز على سرقة لصوص آثار المتحف المصري خلال أحداث “جمعة الغضب” في 28 يناير/ كانون الثاني، وكان غريبا أن يستعين المخرج بمقطع أرشيفي له نفسه على شاشة إحدى الفضائيات يطالب الثوار بحماية المتحف المصري.

بعد أكثر من عقد من حوادث 2011 وما تلاها، يقدم المخرج رؤيته للثورة الأحدث في تاريخ مصر، من خلال خطب مباشرة على لسان عالم الآثار الدكتور يوسف إسكندر (الممثل محمود قابيل) الذي يربط نجاح الثورة بقدرة الشباب على فرض إدارتهم، في مواجهة حركات منظمة تحاول ركوب الثورة.

من “العاصفة” إلى “سره الباتع”

عرف الجمهور المخرج خالد يوسف للمرة الأولى من فيلمه الأول “العاصفة” (2001)، الذي قدم فيه رؤيته عن أحداث حرب الخليج الثانية مطلع التسعينيات.

وخاض لاحقا تجارب سينمائية مختلفة بين الكوميديا والدراما العاطفية وقصص الحارة المصرية، ليثير الجدل في أشهر أفلامه “حين ميسرة” و”دكان شحاتة” أو “هي فوضى” بمشاركة يوسف شاهين. وغاب عن شاشة السينما منذ آخر أعماله “كارما” عام 2018، لينشغل بالسياسة واتهامه بقضايا أخلاقية جعلته يرحل عن مصر مؤقتا.

يعود يوسف في أول تجاربه التلفزيونية، ليجمع بين شغفه بقصة يوسف إدريس، وحلمه في تقديم عمل عن “ثورة يناير”، وهو أحد من أيدوها وعملوا في السياسة بعدها.

خاض سباق البرلمان، لكن رؤيته هنا ساذجة ومباشرة للغاية، تحاول أن تقول إن شباب الثورة أبرياء، ولأن الثورة كانت بلا قائد، وهناك من استولى على أحلامهم، محاولا ربط ذلك بثورة المصريين ضد الفرنسيين قبل قرنين من الزمن.

 

سخرية وإعادة اعتبار

لكن النية الحسنة والأحلام الجميلة لا تصنع مسلسلا جيدا مشوقا جذابا للجمهور، وسط منافسة شرسة من مسلسلات رمضان المتنوعة. فالمتابع لردود الفعل الأولى على حلقات المسلسل يلاحظ أن السخرية طاولت عناصر كثيرة في العمل، بداية من ملامح الجنود الفرنسيين وحديثهم بالعامية المصرية، والأخطاء في الأزياء والإكسسوارات، ثم ما أثير من جدل حول استعانة المخرج بموسيقى من أعماله السابقة من دون استئذان راجح داود، صاحب الموسيقى التصويرية للمسلسل.

ورغم الموازنة الكبيرة التي يتطلبها مسلسل تلفزيوني يدور في زمنين مختلفين، نرى مشاهد حركة ساذجة، تم تنفيذها بركاكة من دون أن تقنع المشاهد، وتثير السؤال التالي: هل الوقت لم يسعف المخرج لتنفيذ هذه المشاهد بصورة جيدة، أم أن الاستسهال هو السبب؟

يبدو المسلسل مشتتا بين محاولة صنع توازن بين المقاومة الشعبية ضد حملة نابليون وثورة المصريين ضد نظام الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك. كلتا الثورتين تبرهنان على رفض المصريين الظلم والقمع، لكن السيناريو المباشر جعل هذه المقارنة ساذجة أحيانا، لكن يحسب لصانعي العمل أنهم أعادوا المجد لـ”ثورة يناير” الغائبة عن الإعلام منذ سنوات، أو المتهمة بالفوضى أحيانا.

“تتر” مميز

أجمل ما في المسلسل “التتر” (الشارة) الرائع بكلمات الشاعر مصطفى إبراهيم وصوت محمد منير، الذي يعلو أحيانا خلال مشاهد العمل، ويبدو أنه أهم ما سيتركه الأخير في الذاكرة المصرية:

“سرك قديم يا أم الأسرار/ يعدوا روم ويعدوا تتار/ قايدة لعداكي غيطان النار/ وللحبايب قنديلك/ قبل الزمن بزمن قبله/ جه النور هنا وربط حبله/ على القلوب اللي اتقابلوا/ ومشيوا فـي ضل سبيلك”.

المصدر : الجزيرة
]]>
https://sonara.net/%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%aa%d8%b9-%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84-%d8%ae%d8%a7%d9%84%d8%af-%d9%8a%d9%88%d8%b3%d9%81-%d9%88%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%8a%d9%88/%d9%81%d9%86/48714/feed/ 0
مسلسل “سره الباتع”.. طموح سينمائي ورواية أخرى لتاريخ مصر https://sonara.net/%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84-%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%aa%d8%b9-%d8%b7%d9%85%d9%88%d8%ad-%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9/%d9%81%d9%86/44543/ https://sonara.net/%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84-%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%aa%d8%b9-%d8%b7%d9%85%d9%88%d8%ad-%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9/%d9%81%d9%86/44543/#respond Wed, 29 Mar 2023 18:08:20 +0000 https://sonaranet.wpengine.com/?p=44543 من الفلاح الذي الذي أصابه مسّ فحمل روحه على كفه وقاد الرجال وساس قومه لطرد المستعمر وبناء دولة اسمها مصر؟ سؤال شغل بال عشرات المبدعين المصريين سواء في الكتابة الروائية أو السينمائية، أو في الدراما التلفزيونية. حاول أسامة أنور عكاشة في مسلسله الشهير”المصراوية” أن يتخيل البداية من منزل العمدة فتح الله الحسيني (قام بدوره الفنان […]]]>

من الفلاح الذي الذي أصابه مسّ فحمل روحه على كفه وقاد الرجال وساس قومه لطرد المستعمر وبناء دولة اسمها مصر؟ سؤال شغل بال عشرات المبدعين المصريين سواء في الكتابة الروائية أو السينمائية، أو في الدراما التلفزيونية.

حاول أسامة أنور عكاشة في مسلسله الشهير”المصراوية” أن يتخيل البداية من منزل العمدة فتح الله الحسيني (قام بدوره الفنان الراحل هشام سليم) لتشكيل دولة في مواجهة السلطة العثمانية، كما أن يوسف إدريس في قصته القصيرة “سره الباتع” (نشرت ضمن مجموعة تحت اسم “حادثة شرف” عام 1958) لامس بدوره ذلك الخيال وتلك الأسئلة، وترجمها المخرج والمؤلف خالد يوسف في مسلسل بالعنوان نفسه (سره الباتع) يعرض ضمن دراما رمضان 2023.

تدور قصة مسلسل “سره الباتع” خلال زمنين، الأول في عصرنا الحالي حول شاب يبحث عن سر تبرّك أهل منطقته بضريح “السلطان حامد”، وتعيده رحلة البحث إلى زمن الحملة الفرنسية بدءا من عام 1798ميلادية.

زمن شهد بطولات الشعب المصري في مواجهة الاحتلال الفرنسي من خلال حامد الذي حوّله الخيال الشعبي إلى السلطان حامد، وبعد رحيله بسنوات طوال يأتي الطفل حامد ليبحث عنه.

يحكي العمل قصة تشكل الهوية المصرية التي رحل قائدها، فتحول بموته إلى قيمة خلفت ملايين المقاومين والقيادات التي وقفت ضد المحتل، وجمعت أناسا من مختلف أنحاء مصر ليصبحوا شعبا واحدا يمكن تمييز ملامحه الشكلية والثقافية فور التعامل معه.

أسئلة قديمة ودراما جديدة

لم يكتف صانع العمل بقراءة ونقل روح المبدع الكبير يوسف إدريس، ولكنه دفع إليها بأسئلته الخاصة وظلال من طفولته وصباه، وقدم نصا روائيا موازيا جاء نسجه مع القصة الإدريسية ليصنع عملا دراميا يشعر المتلقي بأنه شاهد مثله من قبل، ولكنه يشعر أيضا بحيوية خاصة وجرأة غير مسبوقة تلقي به إلى عالم اليقين الكامل تارة وإلى الشك تارة أخرى.

وفي كل الأحوال، لا يبرح المشاهد مكانه مبهورا بالصورة المميزة والدراما التي مارس صاحبها قوته الشخصية وسطوته، فلم يمنح شخوص عمله الحرية الكاملة لقول ما يريدون، بل وضع على ألسنتهم ما يريد قوله من آرائه الخاصة وقناعاته، وأهمل بعض التفاصيل التاريخية لمصلحة الرؤية الإجمالية.

يشهد العمل تمثيلا باهرا، وخاصة من شباب الممثلين مثل أحمد السعدني وأحمد فهمي، وفي إدارة محكمة لمجموعات بلغ عددها في بعض المشاهد آلاف الأشخاص.

يشبه المسلسل مؤتمرا عاما للممثلين والممثلات في مصر، بدءا من النجوم حسين فهمي و أحمد فهمي وأحمد السعدني، وانتهاء بممثلي المشهد الواحد أو المشهدين (الكومبارس) في كل مسلسل، وهي صيغة نجاح خاصة استدعى بها المسلسل جمهور كل هؤلاء الممثلين لمتابعته واستبقه بحملة إعلامية غير معتادة.

الدين والوطن

يلامس المسلسل قضايا شائكة تتعلق بالهوية المصرية وطريقة التدين لدى المصريين، فالبعض ينسب الشعب المصري إلى قدماء المصريين ويطالب بالعودة لتلك الهوية، وآخرون يرون أن تشكل الدولة المصرية الحديثة جاء في لحظة تولّي محمد علي باشا الكبير حكم مصر، وغيرهم يرونها “لحظة يوليو/تموز الثورية”، وهكذا يحاول كل طرف أن يصنع أساطيره المؤسسة لانحيازاته تجاه هوية الشعب المصري.

وإذا كان يوسف إدريس قد انشغل في قصته بعلاقة الشعب المصري بزعمائه المقاومين للاحتلال وكيف يضعهم المصريون في مرتبة الأولياء، فإن المسلسل صنع من هذه العلاقة حالة خاصة من التدين ومن علاقات الشعوب بزعمائها.

وطبقا للمسلسل، أصبح السلطان حامد رجلا صالحا ومحبوبا بسبب قيادته للمقاومة ضد المستعمر وصار وليا وصاحب مقام لقتاله أعداء الوطن، وهو ما يطرح رؤية مغايرة تجعل من الرمز الديني في حقيقته رمزا وطنيا خالصا محاطا بهالة من القداسة.

لغة بصرية

ثمة طموح للغة بصرية مختلفة، وصناعة عمل ملحمي في الحلقات الأولى للعمل، ظهرت بوادرها في معركة الجيش الفرنسي ضد المماليك، حيث استطاع فريق العمل حشد عدد هائل من المجموعات كجنود فرنسيين ومماليك بالإضافة إلى المصريين، وجاءت “الكادرات” واسعة في تصوير الجيش الفرنسي بتنظيمه الواضح وتسليحه مقارنة بلقطات لمحاربي المماليك الذين دخلوا إلى ساحة المعركة بلا نظام حاملين سيوفهم فقط في مواجهة المدافع.

إنها المفارقة التي صنعت النصر الفرنسي والهزيمة المملوكية بين جيش حديث منظم وآخر أسير الحرب بالسيف والهجوم الفوضوي الأقرب إلى فكرة المشاجرة لا الحرب وآلتها العسكرية.

وجاءت المشاهد الداخلية لتقدم لغة بصرية أنيقة، حيث تلاعب المخرج بالمساحات المتاحة والإكسسوار، خاصة بيوت شيخ البلد والتاجر شهاب، وفاضت المنازل بالتفاصيل التي تنتمي لمرحلة نهاية القرن الـ17 إبان الهجوم الفرنسي، تلك الأدوات المنزلية المصنوعة من الطين والحجارة وخوص النخيل والأخشاب قبل مرحلة التحديث التي تلت الحملة الفرنسية.

وجاء مشهد المظاهرات التالية لمقتل الشاب المصري الأزهري صابر (جسّد دوره الشاعر هشام الجخ) لتكشف عن الحس الملحمي نفسه، ولكن المظاهرة جاءت منظمة تنظيما مبالغا فيه، حتى إنها تؤكد أنها من صنع مخرج وليست من صنع غضب الأهالي على ابنهم المقتول.

ونقلت الشعارات التي أطلقها المتظاهرون ذلك الحس التحريضي الذي عرفته ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، في لفتة جميلة تؤكد امتداد الطغيان والقتل وسيل الضحايا المصريين الذي لا ينتهي.

تؤكد حركة الشخوص على الشاشة بلغة بصرية واضحة بسيطة ذلك الانفصال الواضح بين أجيال الكبار باستسلامهم وتفضيلهم العيش في سلام ومهادنة، مقابل الشباب الذين يحملون لواء الثورة على قبح الاحتلالين المملوكي والفرنسي.

المصدر : الجزيرة
]]>
https://sonara.net/%d9%85%d8%b3%d9%84%d8%b3%d9%84-%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%a7%d8%aa%d8%b9-%d8%b7%d9%85%d9%88%d8%ad-%d8%b3%d9%8a%d9%86%d9%85%d8%a7%d8%a6%d9%8a-%d9%88%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9/%d9%81%d9%86/44543/feed/ 0
بسبب السقطات التاريخية.. هل يخرج “سره الباتع” من السباق مبكرا؟ https://sonara.net/%d8%a8%d8%b3%d8%a8%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%82%d8%b7%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d8%a7%d9%84/%d9%81%d9%86/43976/ https://sonara.net/%d8%a8%d8%b3%d8%a8%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%82%d8%b7%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d8%a7%d9%84/%d9%81%d9%86/43976/#respond Sun, 26 Mar 2023 17:23:32 +0000 https://sonaranet.wpengine.com/?p=43976 أخطاء تاريخية صادمة ومستوى فني لم يحظ بالقبول، كانت تلك هي الانتقادات الأولية التي وجهها الجمهور والنقاد للحلقات الأولى من المسلسل المصري “سره الباتع” الذي يعرض في رمضان. وحظى المسلسل بتوقعات عالية جذبت اهتمام عدد كبير من المشاهدين لضخامة العمل، وحبكته التي تجمع بين الدراما والتاريخ. ويعتبر “سره الباتع” التجربة التلفزيونية الأولى للمخرج خالد يوسف […]]]>

أخطاء تاريخية صادمة ومستوى فني لم يحظ بالقبول، كانت تلك هي الانتقادات الأولية التي وجهها الجمهور والنقاد للحلقات الأولى من المسلسل المصري “سره الباتع” الذي يعرض في رمضان.

وحظى المسلسل بتوقعات عالية جذبت اهتمام عدد كبير من المشاهدين لضخامة العمل، وحبكته التي تجمع بين الدراما والتاريخ.

ويعتبر “سره الباتع” التجربة التلفزيونية الأولى للمخرج خالد يوسف الذي لم يكتف بالإخراج وإنما عالج القصة القصيرة ليوسف إدريس التي اقتبس منها العمل، ويستعرض المسلسل حقبتين، الأولى وقت الحملة الفرنسية ودفاع المصريين المستميت عن أرضهم ضد الاحتلال، والثانية عام 2010 حيث يحاول البطل تتبع سيرة “السلطان حامد” أحد الرجال الشجعان والمستبسلين في وجه الطغيان.

المسلسل بطولة أحمد فهمي وريم مصطفى وصلاح عبد الله ومحمود قابيل، بالإضافة إلى حسين فهمي وحنان مطاوع وأحمد صلاح السعدني وأحمد عبد العزيز وشمس الكويتية ونضال نجم وخالد الصاوي ومنة فضالي ونجلاء بدر وخالد أنور وغيرهم.

أخطاء فنية واضحة

الخطأ الأول الذي وقع به صانعو العمل تم اكتشافه بمجرد طرح البوستر الدعائي للمسلسل قبل الشهر الكريم، إذ انقسم البوستر إلى نصفين أحدهما للزمن المعاصر، والثاني للحملة الفرنسية. وعلى النصف الأخير، ظهرت مئذنة “جامع محمد علي” في الخلفية، وهو خطأ تاريخي، ذلك لأن الحملة كانت بين عامي 1798 و1801، في حين أن جامع محمد علي تم بناؤه بين 1830 و1848.

ومع عرض المسلسل ظهرت أخطاء أخرى أكثرها وضوحا، فكان اختيار الممثل أيمن الشيوي للعب دور نابليون بونابرت. فمع أن نابليون لم يتجاوز طوله 1.58 متر إلا أن الشيوي يقترب من المترين، هذا بالإضافة إلى فارق العمر الواضح بين الاثنين، حيث بدأ بونابرت حملته على مصر بعمر الـ 29.

سقطات تاريخية أم هفوات غير مؤثرة دراميا؟

كشف الصحفي والكاتب أحمد المرسي -عبر صفحته الشخصية على فيسبوك- عن بعض الأخطاء التاريخية التي رصدها بالحلقة الثانية من المسلسل، وتنوعت بين عدم مواكبة الملابس لحقبة الحملة الفرنسية من مناديل بأوية (الأوية هي زخارف من الحرير أو الكتان تنقشها النساء على ملابسهن) وقمصان منقوشة لم يرتدها المصريون قبل ثلاثينيات القرن الماضي، وهو ما استشهد عليه بصور لملابس المصريين من كتاب “وصف مصر”.

كذلك انتقد المرسي ظهور أحمد السعدني مرتديا ملابس قطنية أسفل جلبابه، مؤكدا أن مصر لم تعرف القطن إلا بعد زراعته في عهد محمد علي، عشرينيات القرن الـ 19.

من الأخطاء الأخرى ظهور أحمد عبد العزيز على ظهر “كارته” وهي عربة خشبية يجرها حصان، ذلك لأن أول من أدخل تلك العربة هو نابليون يليه محمد علي، وبالتالي لم تكن أمرا دارجا لعامة الشعب ذاك الوقت، هذا بجانب ظهور منضدة خشبية طويلة أشبه بالسفرة لتناول الطعام وهو ما لم يكن موجودا أيضا في تلك المرحلة التاريخية.

الرأي والرأي الآخر

من جهته، قام الباحث في التاريخ وكاتب التقارير التاريخية، وسيم العفيفي، بتفنيد تلك الأخطاء والرد عليها من خلال حسابه على فيسبوك، أولا الملابس، حيث أشار إلى أنه ليس هناك ما ينفي أن المصريات ارتدين منديل بأوية قبل القرن العشرين، فمع أن هذا لم يُذكر بكتاب “وصف مصر” ولا حتى اللوحات، إلا أنه في تاريخ الجبرتي، وصف المنطاد الذي أراد الفرنسيون إطلاقه بالهواء بأنه يُشبه الـ “أوية” مما يعني أنها كانت معروفة قبل الحملة الفرنسية.

وفي ما يخص القطن، أكد العفيفي أن المصريين عرفوا المنسوجات القطنية قديما لكنهم كانوا يرتدونها على هيئة “شال” أو “صديري” وهو ما تطور في عصر محمد علي، وبالتالي فإن معلومة عدم معرفة المصريين الأقطان في ذاته خاطئة، لكن بالوقت نفسه لم يرتدوه بالطريقة التي ظهرت بالمسلسل.

وبخصوص ظهور الكارتة والسفرة، أكد أيضا أنهما لم يكونا موجودين بعصر الحملة، لكنه يراهما زلة لا تؤثر على الدراما، ولما كان المسلسل ليس وثائقيا أو تسجيليا وإنما هو عمل درامي مع شق تاريخي، فيجب أن يقبل الجمهور وجود مساحة للخيال دون الاكتفاء بالحقائق.

سلبيات أخرى

على المستوى الفني، اتهم الكثيرون صانعي المسلسل بالاستسهال، بداية من اللهجة المصرية التي يتحدث بها كل من بالعمل، من دون مراعاة فرق الأزمنة بين الماضي والحاضر، حتى الفرنسيين ظهروا بينما يتحدثون العامية المصرية، بل إن أحدهم سخر وظل يردد “مدد يا سلطان حامد مدد”.

وعلى مستوى الإخراج، ظهر العمل بمستوى متواضع ومن مدرسة فنية قديمة، أقرب لأفلام خالد يوسف قبل أكثر من 15 عاما، كذلك جاءت النقلات الزمنية بالحلقة الأولى سريعة وضعيفة على مستوى المونتاج ونقلات الكاميرا.

أما الأداء التمثيلي، فيما يتعلق بجزء الحملة الفرنسية، فقد ضم العمل مجموعة من النجوم المميزين، وباستثناء خالد الصاوي، حاول الغالبية تقديم أدوارهم باحترافية، إذ كان أفضلهم أحمد صلاح السعدني، كذلك ظهرت براعة خالد يوسف الإخراجية ببعض الكادرات.

لكن الجزء المعاصر من القصة جاء مخيبا للآمال، سواء من حيث التمثيل أو الحبكة والسرد الدرامي، ولعل أضعف اختيارات الممثلين بالمسلسل حتى الآن هو أحمد فهمي لدور البطولة، خاصة وأنه لم يستطع الخروج من جلباب الكوميديا وعكف على تقديم الشخصية بكثير من السذاجة والاستخفاف أحيانا.

سحر التتر

وتظل النقطة الإيجابية للعمل هي التتر المميز من كلمات مصطفى إبراهيم وغناء محمد منير، وهي الأغنية التي لعبت على وتر حب الوطن وتاريخ طويل من المقاومة، لكن ورغم جمال الكلمات وحساسية صوت منير، فإن اللحن والهندسة الصوتية كانا أعلى من صوته، مما جعل الجمهور يعجز عن تفسير بعض الكلمات.

المصدر : الجزيرة
]]>
https://sonara.net/%d8%a8%d8%b3%d8%a8%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%82%d8%b7%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%a7%d8%b1%d9%8a%d8%ae%d9%8a%d8%a9-%d9%87%d9%84-%d9%8a%d8%ae%d8%b1%d8%ac-%d8%b3%d8%b1%d9%87-%d8%a7%d9%84/%d9%81%d9%86/43976/feed/ 0