إقرث” – موقع الصنارة نت https://sonara.net موقع الأخبار الأول | الناصرة والمنطقة Mon, 29 May 2023 10:29:14 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.4.3 https://sonara.net/wp-content/uploads/2022/09/cropped-logo-01-32x32.png إقرث” – موقع الصنارة نت https://sonara.net 32 32 “السيرة الحرفوشية آل خوري – إقرث” للكاتب نايف خوري https://sonara.net/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a2%d9%84-%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d9%82%d8%b1%d8%ab-%d9%84%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/57701/ https://sonara.net/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a2%d9%84-%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d9%82%d8%b1%d8%ab-%d9%84%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/57701/#respond Mon, 29 May 2023 10:29:14 +0000 https://sonaranet.wpengine.com/?p=57701 “السيرة الحرفوشية آل خوري – إقرث” للكاتب نايف خوري تجمع بين الخيال والواقع والتأريخ بأسلوب سلس مشوّق زياد شليوط – شفاعمرو – الجليل* تقع رواية “السيرة الحرفوشية آل خوري – إقرث” للكاتب نايف خوري، في 272 صفحة من القطع الوسط، ورسمت لوحة الغلاف الفنانة تغريد حبيب، والتي عكست من خلالها أهم ما جاء في الرواية، […]]]>

“السيرة الحرفوشية آل خوري – إقرث” للكاتب نايف خوري
تجمع بين الخيال والواقع والتأريخ بأسلوب سلس مشوّق
زياد شليوط – شفاعمرو – الجليل*

تقع رواية “السيرة الحرفوشية آل خوري – إقرث” للكاتب نايف خوري، في 272 صفحة من القطع الوسط، ورسمت لوحة الغلاف الفنانة تغريد حبيب، والتي عكست من خلالها أهم ما جاء في الرواية، حيث تبدو كنيسة اقرث وأهل البلدة يتحلقون حولها، بينما كاهن الكنيسة/ القرية الأب سمعان يسير في الاتجاه الآخر في مقدمة اللوحة.
يخبرنا الدكتور سليم توفيق خوري، ابن اقرث وقريب الكاتب ومقيم في شفاعمرو، في المقدمة التي كتبها بأن الكاتب “يأخذنا في روايته هذه، في رحلة وجدانية تمتد على خمسة قرون وتتنقل بين العراق، سوريا، لبنان وفلسطين، مضيئا حقبة في التاريخ بشخصيات يلتبس فيها الحقيقي مع المتخيّل بما يلائم الحاجة لخلق عالم روائي، وبكثير من تفاصيل الحياة اليومية والحوارات، التي وإن لم تحمل أي تأثير على سير الأحداث في النص إلا أنها تمنحه حميمية ومصداقية” (ص 15).
يجعل الكاتب راوي القصة “سراج”، وهو ليس اسم شخصية إنسانية كما يتوهم القارىء للوهلة الأولى، بل سرعان ما يكتشف بأن المقصود هو سراج قنديل الزيت، الذي ينير خيمة “الشيخ نايف”، في ساعات المساء، وهو الجد الأول لعائلة حرفوش وزوجته “ستي الشيخة” وأولادهما الثلاثة فؤاد، توفيق وسعيد. ويعرفنا القنديل على نفسه قائلا “أنا على أتم الاستعداد دائما كي أخدمهم شرط أن يشبعوني زيتا، ويمدوا خيط القطن المثبت في رأسي حتى يبقى نظيفا ومشتعلا”. (ص 20). ويخرج الراوي أحيانا عن سرد أحداث القصة، ليحكي لنا قصصا جانبية تهدف الى الإصلاح الاجتماعي، وأظن أن الكاتب وقف وراء ذلك ليوصل رسالة للمجتمع مثلما فعل في فصل “أسرار من الخباء”، عن حادثة اغتصاب ارتكبها راعي الغنم بحق فتاة صغيرة، فيخرج الراوي/ الكاتب عن السرد ليطرح العديد من الأسئلة التي تناقش الحادثة من كافة جوانبها ومنها ما ينسحب على أيامنا، وتدخل وجهات النظر العلمية والتربوية والنفسية في الموضوع الى جانب الآراء التقليدية ويختمها بالوعظ والارشاد، حتى يكاد ينسينا القصة الأساس، وما أن ينتهي من هذه الحادثة حتى يروي لنا حادثة أخرى تتعلق أيضا بالأخلاق وهي السرقة.
في انتقال العائلة من العراق الى مدينة تدمر السورية، ينقطع الراوي عن إخبارنا بأي شأن لعائلة الجد نايف، هل تم زواج ابنه سعيد كما خطط له، كيف قضوا حياتهم هناك؟ بل ان الراوي يتبدل هنا، حيث انتهى دور السراج وأصبح الراوي يسرد القصة بالضمير الغائب، ونجده ينتقل بنا الى عصر جديد لجيل جديد من العائلة، ونتعرف على زعيم العائلة ويدعى “الأمير موسى حرفوش”، وهو من الأثرياء في تدمر بل يعتبر حاكما عليها، وعائلته باتت كبيرة حتى أنه لا يعرف أفرادها، لهذا عزم على عقد اجتماع للعائلة ليتعرف اليهم، والى جانبه مطران تدمر وهو ابن العائلة أيضا ويدعى أنطون حرفوش، لكن اجتماع التعارف ينقطع بسبب هجوم مفاجيء على المدينة زرع الخراب والدمار فيها، وهذا يذكرنا بأسلوب تنظيم “داعش” وسواه الذين عاثوا دمارا وخرابا في سوريا قبل نحو عشر سنوات، نراهم في الرواية يسلبون وينهبون ويحطمون ويتعرضون للأعراض ويعتدون على المقدسات زارعين الرعب والخوف في قلوب الناس. ويتحالف الأمير موسى المسيحي مع جاره الشيخ محمد العبد الله الذي يهب مع رجاله للدفاع عن المدينة، ويثمر تعاونهما وتحالفهما في التصدي للغزاة وقطاع الطرق، وفي الاجتماع الذي عقدوه بعد النصر قال الشيخ محمد: “نحن نقف كلنا صفا واحدا في وجه كل من يعتدي عليك سيدنا المطران، ونعتبر ذلك اعتداء علينا شخصيا”. (ص 114).
يتعرض المطران لحادثة اعتداء عليه داخل الكنيسة من قبل قطاع طرق وبأعجوبة ينجو منهم، وبعدها مباشرة يصله خبر شنق بطريرك القسطنطينية غريغوريوس الخامس في إسطنبول على يد السلطة العثمانية الغاشمة. ولا تنتهي المصائب هنا وإذ بخطر جديد يهدد المدينة وأهلها وزرعها، وهو هجوم الجراد الصحراوي على تدمر، فيستعد الأهالي وبوحدة صف للذود عن وطنهم أمام العدو الجديد المختلف نوعا وعتادا، وتنجح خطة القضاء على الجراد نتيجة تضافر الجهود والتعاون بين الأهالي، وما أن يخرجوا من هذه الجولة حتى تأتيهم مأساة جديدة، وهي وقوع زلزال كبير شق الأرض وأتى على المدينة بغالبيتها، وكأن الأحداث تعود على نفسها حيث شهدت سوريا زلزالا كبيرا في شهر شباط الماضي، والزلزال في الرواية يؤدي إلى انهاء إقامة عائلة حرفوش في سوريا، فيقرر من تبقى منهم وفي مقدمتهم الأمير الذي فقد كل أمواله وعقاره وأصبح فقيرا، التوجه الى الجنوب الى بلاد فلسطين.
في الطريق الى فلسطين تقيم العائلة أولا في القرية السورية خبب التي تقع جنوب سوريا في سهل حوران، ويلتقي المطران أنطون مع مطران خبب جورج ويتفقان بوجود الشيخ موسى على الإقامة في البلدة وإيجاد عمل للوافدين اليها وهذا ما تم. وتواجد بين أفراد العائلة سمعان الذي عمل في الطبابة، وكان لديه طفل يدعى بولس وولدت زوجته ابنة أسمياها “جميلة”، مع أنها ولدت قبيحة الوجه. وبعدها بأيام يطوّق الجيش التركي البلدة ويجمع الشباب والرجال لأخذهم عنوة للخدمة في الجيش وحروب الإمبراطورية العثمانية، ومن بين من خطفوهم بولس الابن الوحيد لوالديه دون أن يعلما ما جرى له. ويخضع بولس للأعمال الشاقة والعذاب، لكن قريبا له يتعرف عليه في المعسكر، وينقذه من ذاك الجحيم بالهرب معا بالاتفاق مع بدو من المنطقة، ويعود بولس سالما لوالديه، ويقرر سمعان نذر نفسه للكنيسة لقاء سلامة ابنه ويتوجه للمطران مستأذنا إياه، ويتشاور المطرانان معا ويقرران اعداد سمعان للخدمة الكهنوتية نظرا للنقص في الكهنة، وفعلا يتعاونان على تأهيله لهذه المهمة. وبعد رسامة الأب سمعان بأيام تصل رسالة من مطران صور تطلب تعيين كاهن في قرية إقرث في شمال فلسطين، فيقع الاختيار على الأب سمعان الذي وبموجب أمر الطاعة للكنيسة يوافق، ويتوجه مع عائلته الى إقرث فيستقبله أهلها بترحاب ويصبح واحدا منهم.
ويهتم الأب سمعان بالقرية ويجمع الأهل من حوله لتوسيع بناء الكنيسة واضافة أجنحة جديدة لها، ويعيش في القرية مع زوجته حتى وفاته عام 1886، ويدفن جثمانه في الكنيسة وهو أمر لم يكن مألوفا. وكان قد أنجب بنينا وبنات، ويقدم لنا الكاتب قائمة بأسمائهم وأسماء أولادهم وأحفادهم وصولا الى أبناء عائلة الخوري اليوم.
يصعب – بناء على قراءتي للرواية – تحديد هوية الكتاب، رغم أن الكاتب أطلق عليه صفة “الرواية”، إلّا أنه لا يخضع لقالب الرواية المتعارف عليه، فقصة آل حرفوش تجمع بين الرواية والتأريخ كما ذكرت في عنوان المقالة، كذلك الأحداث في جانب كبير منها حقيقية والشخصيات حقيقية وذكرت أسماؤها الواقعية، وهي تروي لنا سيرة عائلة الكاتب نفسه، الذي نجح في سردها بقالب قصصي واضح، حيث يمكن اعتبارها رواية تاريخية كروايات جورجي زيدان، التي نقل من خلالها تاريخ العرب بقالب قصصي جميل. وختاما أهنيء الكاتب نايف خوري على روايته الجديدة، التي جمعت بين الفائدة والمتعة، وهما شرطان أساسيان للعمل الأدبي الناجح.
* الكاتب – سكرتير الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل

]]>
https://sonara.net/%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d8%b1%d9%81%d9%88%d8%b4%d9%8a%d8%a9-%d8%a2%d9%84-%d8%ae%d9%88%d8%b1%d9%8a-%d8%a5%d9%82%d8%b1%d8%ab-%d9%84%d9%84%d9%83%d8%a7%d8%aa/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/57701/feed/ 0
“الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48” يقيم أمسية أدبية احتفاء بإصدار “السيرة الحرفوشية آل خوري – إقرث” للكاتب نايف خوري https://sonara.net/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%84%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/53754/ https://sonara.net/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%84%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/53754/#respond Thu, 11 May 2023 09:10:05 +0000 https://sonaranet.wpengine.com/?p=53754 “الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48” بالتعاون مع رعية الروم الكاثوليك في حيفا يقيم أمسية أدبية احتفاء بإصدار “السيرة الحرفوشية آل خوري – إقرث” للكاتب نايف خوري اللجنة الإعلامية – أقام “الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48” بالتعاون مع رعية الروم الكاثوليك في حيفا، أمسية أدبية احتفاء بإصدار كتاب “السيرة الحرفوشية آل خوري […]]]>

“الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48” بالتعاون مع رعية الروم الكاثوليك في حيفا يقيم أمسية أدبية احتفاء بإصدار “السيرة الحرفوشية آل خوري – إقرث” للكاتب نايف خوري

اللجنة الإعلامية – أقام “الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48” بالتعاون مع رعية الروم الكاثوليك في حيفا، أمسية أدبية احتفاء بإصدار كتاب “السيرة الحرفوشية آل خوري – إقرث” للكاتب نايف خوري، مساء يوم الثلاثاء 9 أيار 2023، حضرها جمهور واسع من الكتاب والشعراء ورجال الدين والمجتمع إلى جانب أصدقاء وأبناء عائلة الكاتب، في قاعة كنيسة مار إلياس للروم الملكيين الكاثوليك في حيفا.

افتتح الأمسية وأدارها الشاعر كميل شقور، وقدم الأرشمندريت أغابيوس أبو سعدى، الرئيس الروحي لرعية مار إلياس في حيفا كلمة ترحيبية هنأ فيها الكاتب وعبّر عن اعتزازه باصداره الأخير. وقال: “نحن نعرف مدى انتماء الكاتب إلى كنيسته وبلده وعائلته، فهو يستحق هذا التكريم.” 

الكاتب سعيد نفاع: الأمسية إكراما للكاتب نايف خوري ولإقرث البلدة الرمز والجرح المفتوح

وألقى الكاتب المحامي سعيد نفاع، الأمين العام لاتحاد الكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48، مداخلة قال فيها: “هذه الأمسية الحرفوشية تقام، بالشراكة ما بين رعية مار إلياس للروم الملكيين الكاثوليك في حيفا، والاتحاد العام للكتّاب الفلسطينيين الكرمل 48، إكراما للكاتب نايف خوري عضو الاتحاد، وإكراما لإقرث البلدة الرمز والجرح المفتوح. وإني في صدد نايف خوري عضو الاتحاد غير النائي بنفسه ككاتب عن العمل الميداني التنظيمي الجماعي والجمعي، إلى الصوامع المكيّفة والأرائك الوثيرة نكوصًا نحو الأنا على حساب نحن”. 

واستعرض الكاتب نفاع أهم وأبرز نشاطات الاتحاد على المستوى القطري، من مؤتمرات ومهرجانات التي نظمها وشارك فيها، وتطرّق إلى أهمية التنظيم الأدبي وصيانة الوحدة والاتحاد وتجاوز العقبات على أكثر من مستوى. واختتم بالقول: “إن الكاتب والشاعر الذي ينأى بنفسه عن العمل التنظيمي الجمعي لا يملك الحق الأخلاقي أن يطالب السياسيين بعمل جمعي أو يلومهم على افتقاده. فهنيئا للمفترش الشوارع.. وهنيئا لنا به. هنيئا لك يا نايف كاتبا.. وقبل ذلك هنيئا لنا بك مفترشا تراب الشوارع في الحراك الثقافي. وكم بالحري إذا كان هذا التراب تراب إقرث”.     

قراءات أدبية حول الرواية للكاتبين فتحي فوراني وزياد شليوط

وفي باب قراءة الرواية قدم الكاتب الأديب فتحي فوراني، عضو الأمانة العامة في “الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48” مداخلة أدبية، تحدث فيها عن مرافقته للرواية قائلا: “لقد كان لي الشرف أن أرافق هذه السيرة الحرفوشية وهي في مهدها، منذ ولادتها وقبل اكتمالها حتى انطلاقها إلى عالم النشر”. وأضاف: “تشكّل هذه السيرة الحرفوشية رحلة طويلة في دنيا التوثيق والبحث عن الجذور، للكشف عن ملامح الهوية التاريخية والاجتماعية والحضارية للشعب الفلسطيني في أرض الآباء والأجداد. إنها عيّنة من التوثيق الذي نصبو لتحقيقه حفاظًا على الهوية القومية وحفاظًا على هويتنا وانتمائنا وجذورنا العريقة التي تضرب عميقا في رحم هذا الوطن. وفي هذه السيرة الحرفوشية نموذج لتعزيز العملية التوثيقية من خلال التأريخ لشجرة القبيلة. انطلاقًا من رأس النبع قدس الأب الخوري سمعان حرفوش الرومي الكاثوليكي.. الذي بنى كنيسة إقرث وكان سادنًا وخادمًا لرعيتها حتى وفاته”. 

وبارك الكاتب والإعلامي نايف خوري على هذا العمل الروائي الوثائقي الميداني الدقيق والشامل في البحث عن الجذور. وتمنى “أن يحذو حذو هذه السيرة الواعون من أبناء شعبنا، ويمتشقوا أقلامهم لتسجيل القصص والطرائف والحكايا التراثية.. ليكشفوا تاريخ عائلاتهم وتاريخ بلداتهم وقراهم، وتاريخ الأماكن التاريخية والحضارية والمقدسات الفلسطينية. وهذا البحث الميداني الحرفوشي يشكّل شاهدًا على وجودنا التاريخي والاجتماعي والحضاري الذي تضرب جذوره عميقًا في رحم الأرض.. أرض آبائنا وأجدادنا”.

وقدم الكاتب زياد شليوط، سكرتير”الاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين – الكرمل 48″ قراءة في الرواية استهلها بالحديث عن علاقته بقرية اقرث وأهلها منذ مطلع شبابه ومن خلال التقارير الصحفية التي أعدها عن القرية، وقال: “إن هذه السيرة التي هي عبارة عن مسيرة العائلة الحرفوشية عبر التاريخ والمواقع والأماكن التي حطت فيها، ووصولا إلى إقرث إنما يؤكد مواصلة أهل هذا البلد ومتابعة نضالهم ومسيرتهم للعودة. وأدعو بهذه المناسبة سيادة المطران يوسف متى الذي بدأ مسيرة إقرث قبل عامين، أن يتابع هذه المسيرة بحضور أبناء شعبنا إلى إقرث وسائر القرى المهجّرة.” 

ولفت الكاتب شليوط إلى لوحة الغلاف التي وضعتها الفنانة تغريد حبيب، وقال إنها لوحة تعبر تعبيرا صادقا عن فحوى هذه السيرة، لا سيّما أهالي إقرث الذين التفّوا حول كنيستهم وكاهنهم الخوري سمعان الذي يتطلع إلى جهة العودة”. وختم مداخلته قائلا: ” من الصعب تحديد هوية الكتاب، رغم أن الكاتب أطلق عليه صفة “الرواية”، لكنه لا يخضع لقالب الرواية المتعارف عليه، فقصة آل حرفوش تجمع بين الرواية والتأريخ فالأحداث حقيقية والشخصيات حقيقية وذكرت أسماؤها الواقعية، وهي تروي لنا سيرة عائلة الكاتب نفسه، الذي نجح في سردها بقالب قصصي واضح، حيث يمكن اعتبارها رواية تاريخية كروايات جورجي زيدان التي نقل من خلالها تاريخ العرب بقالب قصصي جميل”. 

تحيات نثرية وشعرية للمحامي علي رافع والشاعر راضي مشيلح وشهادة من الأب سهيل خوري

وألقى المحامي علي رافع كلمة تحية وثناء على الكاتب والكتاب، وقال إن هذه السيرة تنضم إلى محاولات توثيق الحياة في إقرث وقضيتها وكنيستها ونضال أهلها. وأشار إلى المؤلفات السابقة للكاتب التي تصور الأحداث الخاصّة والعامّة في إقرث ككتاب “تذكار”، وكتاب “حياتي معركة لم تنته بعد”.

أما الشاعر راضي مشيلح، ابن داليية الكرمل فقد ألقى قصيدة معبّرة بهذه الأمسية وقال: 

نايف الخوري اليوم داعينا     ع سهرتو ونحنا سوا جينا

ولما دخلنا كنيسة الإيمان      لقينا المحبة عم تلاقينا

تلاقوا الأحبّة زهور بالبستان   وعطورهن عمّا بتحيينا

كنيسة وخلوة وجامع الرحمان     اجتمعوا سوا وحليت ليالينا

إن شاالله الأدب يبقى لنا عنوان   ومع بعض نتلاقى بهالسهرات

وهيك أكيد رح نحقق أمانينا

واختتم الأب سهيل خوري الكلمات بقوله: إنه يأتي حفيد حفيد الخوري سمعان حرفوش، وسائرا على درب الكهنوت وخدمة الرب، وأضاف: “إن هذا ليس كتابا عاديا، ولا مجرد رواية تقليدية، بل هو فيلم سينمائي، ويشاهد القارئ فيه المشاهد المعبّرة والحياة التي عاشها الخوري سمعان وأهل البلد”. ومضى يقول إنه زار بلدة خبب في سوريا وحاول معرفة جذور الحرافشة والخوري سمعان، والأحداث الواردة في الكتاب هي توثيق رائع، ولذا كل عائلة وكل شخص يتوق لمعرفة جذوره وأصول عائلته وانتمائه.” 

الكاتب نايف خوري يوجز دافع كتابة سيرة آل حرفوش في اقرث

وكانت الكلمة الأخيرة للمحتفى به الكاتب نايف خوري، الذي شرح بداية الفكرة من وراء هذه السيرة الحرفوشية، مستذكرا جدّه الذي حدّثه عن جدّه الأول الخوري سمعان، وكان هذا ضريرا في أواخر عمره، كيف كان يجرّه إلى الهيكل في الكنيسة ليخدم القداس، فأثارت حياة هذا الكاهن الذي دفن في كنيسة إقرث، حبّ الاستطلاع التنقيب عن جذور هذا الكاهن وأبنائه وأحفاده وصولا إلى أحفاد الأحفاد. وأن الرواية كانت سببا لوضع شجرة عائلة الخوري في إقرث، ثم قرأ بعض فقراته المتعلقة بوصية الخوري كما تخيّله يقولها لأبنائه المتحلّقين حول فرشته في الكنيسة وهو في النزع الأخير من حياته.. وقال جملة رددوها من بعده: ليكن مدفني في الكنيسة لكن اجعلوا قبري في قلوبكم.

 

]]>
https://sonara.net/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%a7%d9%85-%d9%84%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a%d9%8a%d9%86-%d8%a7/%d8%a3%d8%ae%d8%a8%d8%a7%d8%b1/53754/feed/ 0