ضرب مهندس مدني من القدس الشرقية عرض الحائط بالمقاطعة الفلسطينية للسياسة في إسرائيل ورشح نفسه على مقعد بمجلس المدينة من خلال حملة تطالب بعدالة توزيع الخدمات البلدية وتتجنب التطرق إلى الصراع القديم على السيادة عليها.
ويمثل الفلسطينيون ثلث سكان القدس .
وزاد من حدة المقاطعة عدم المشاركة في السياسة على مستوى المجالس البلدية في القدس عملا بتوجيهات السلطة الفلسطينية التي تتمتع بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية المحتلة وتريد القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل.
ويماثل عمر المرشح رمضان دبش (51 عاما) عمر الاحتلال الإسرائيلي وهو يتلهف على التغيير بعد أن شهد أزمات دبلوماسية، كان آخرها انهيار مفاوضات السلام عام 2014، وكذلك موجات من العنف. وهو ينادي بالتكيف العملي.
وقال دبش في حي صور باهر الذي ينتمي إليه حيث تنتشر الشوارع المهملة وأكوام القاذورات "أهل القدس الشرقية يعانون كثيرا من نقص الخدمات والتمثيل في بلدية القدس".
وقال دبش المستقل الذي نددت السلطة الفلسطينية بترشحه "بعض الناس يزعمون أن هذا ’تطبيع’... لكن هذا ليس صحيحا".
وأضاف "تلقي الخدمات لا يعتبر تطبيعا. بل هو استمرار للحياة اليومية العادية التي نعيشها فليس لدينا بديل آخر ... الحقوق تؤخذ ولا تمنح".
وقد تعمد دبش تحاشي ترشيح نفسه لمنصب رئيس البلدية في الانتخابات التي تجري يوم 30 أكتوبر تشرين الأول. ومنصب رئيس البلدية منصب مرموق في إسرائيل يتنافس عليه أربعة مرشحين يهود أحدهم عضو في مجلس الوزراء من حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ويأمل دبش في الفوز بما يصل إلى خمسة مقاعد في مجلس المدينة المكون من 31 عضوا. وتضم قائمته المسماة "القدس مدينتي" 13 مرشحا فلسطينيا بالإضافة إلى مستشار إسرائيلي يهودي.
ومن المستبعد فيما يبدو أن يكلل مسعاه بالنجاح. فالمرشح يحتاج للفوز بثمانية آلاف صوت لكي يصبح عضوا في المجلس.
وتوضح البيانات البلدية أن نسبة إقبال الفلسطينيين من سكان القدس في سن التصويت، وعددهم نحو 220 ألفا، بلغت في المرتين السابقتين نحو ثلاثة في المئة الأمر الذي يشير إلى إعراض واسع بين الفلسطينيين عن المشاركة.
وتستنكر القيادات الفلسطينية بشدة ترشيح دبش نفسه في الانتخابات.