حتى قبل الأزمة، كانت باتريسيا مارتن تواجه صعوبة في إعالة عائلتها المؤلفة من ثلاثة أطفال، بالاعتماد على الراتب المتواضع لزوجها الذي يعمل كناسا للشوارع، لكن العاصفة الاقتصادية التي ضربت إسبانيا شكلت ما يشبه الضربة القاضية لهذه الأسرة.
فمع تقليص ساعات العمل وراتب يبلغ 900 يورو (1228 دولارا) يقسم على اثنين: باتت الحياة صعبة جدا في الشقة الصغيرة التي تعيش فيها هذه العائلة في حي فاليكاس الشعبي في جنوب مدريد.
والثنائي مهدد بالطرد من المنزل مع أطفالهما بسبب تخلفهما عن تسديد مستحقات الإيجار لفترة تتجاوز السنة.
وهما يعتمدان على البنوك الغذائية لإطعام أطفالهما الذين يجتازون يوميا خمسة كيلومترات سيرا على الأقدام للوصول إلى المدرسة، لأن العائلة لم تعد تملك مالا كافيا لدفع ثمن التنقل بحافلات النقل المشترك.
وتقول هذه المرأة البالغة من العمر ثلاثين عاما "إذا لم يكن هناك شيء لأعطيهم إياه كي يأكلوه في المدرسة، أدعي أنني نسيت تحضير الطعام"، فيما يلعب ابنها البالغ سبع سنوات وابنتاها في سن الثامنة والعاشرة في حديقة قريبة من المنزل.