ارتبط شهر رمضان الكريم بالمسحراتي في معظم الدول العربية والإسلامية، وتعتبر مهنة المسحراتي من أقدم المهن التي كان لها صداها على مر التاريخ الإسلامي. وفي قرية المكر بمنطقة عكا يقوم ميشيل أيوب (34 عاما) بدور المسحراتي رغم أنه مسيحي ، فيتجول شوارع وأزقة القرية ويعمل على إيقاظ المسلمين لتناول طعام السحور والاستعداد لصلاة الفجر.
ميشيل ايوب هو ابن قرية المكر وتربط أهلها المسلمين علاقة طيبة بإخوتهم المسيحيين ، وقد يكون هذا هو الدافع الذي دفع شاباً في مقتبل العمر أن يتحدى كل الموانع وأن يحفظ آيات القرآن الكريم والمعاني السامية من الإسلام السماح ويتغنى بها ذاكرا الله في جوف الليل بينما المسلمون نائمون ليوقظهم بقوله "يا نايم وحد الدايم" إذ أخذ على عاتقه هذه المهمة تطوعاً لا يريد من احد جزاءً ولا شكورا، ولعل الأجواء الرمضانية التي يعيشها أهل قريته مسقط رأسه المكر كانت له دافعاً لأن يقوم بما يقوم به، هذا الأمر جعل الصغير قبل الكبير في القرية والقرى المجاورة يحترمه لأنه يترفع عن أي مقابل من احد، وعمله لله خالصاً ويهمه أن يرى أهل بلده وشعبه في أجمل وأروع صورة وحال.
ميشيل أيوب لم يكتفِ بالعمل مسحرا في قريته المكر بل انتقل من مكان لآخر ومن قرية لأخرى منذ سنوات، ويؤكد أن عمله هذا عمل مقدس ليوقظ الأطفال والكبار ليتناولوا طعام السحور كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم "تسحروا فإن بالسحور بركة" والذي يتسحر ولو بشربة ماء يسعد بها وتكفيه خلال النهار ويقول يكفيني أني أساعد الأطفال والكبار على حرارة النهار الحار، ومهما تكن الساعات والمنبهات الا أن للمسحراتي نكهة خاصة الكثير يتذوقها.
وقال ميشيل أيوب: "عند خروجي للتسحير أقوم بارتداء ملابسي الخاصة التراثية حتى تعطي انطباعا أجمل مع قدسية الموقف وهذا الامر يبعث روح الطمأنينة والاعتزاز ايضاً عند اخواني المسلمين الذين أرى بأعينهم واسمع منهم كلمات الثناء والتقدير وانا اقدر ذلك الامر، وأول ما انادي به بما يلي: بسم الله ابتدينا وعلى الأنبياء صلينا.. أصحي يا نايم إصحي يا غفلان.. قوم واصحى وسبح الرحمن، ".
ويخلص ميشيل بالقول: "أنا أعتز وأحترم أهلي وإخواني جميعا مسلمين ومسيحين فالطاعات لله ، وفقط رب العزة هو من يمنح الأجر والثواب وما اتمناه أن أرى الجميع متحابين اخوة يرحم كبيرهم صغيرهم ويحترم صغيرهم كبيرهم".




