قد لا تخلو تجربة السفر جوا من الانتظار المُرهِق في طوابير طويلة تزدحم بالحقائب والأمتعة، وإجراءات الوزن والفحص والتفتيش؛ فضلا عن احتمالات ضياع الحقائب أو تأخيرها.
وقد شهد الصيف الماضي فوضى غير مسبوقة في السفر الجوي، بعد رفع قيود الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا؛ فازدحمت مطارات العالم، وتكدّست الحقائب، وفُقدت أمتعة كثيرة؛ وارتفعت مطالبات الأمتعة المفقودة من شركات التأمين، بنسبة 30%.
لذلك، ينصح فيل دينغلر، الخبير في مجال السفر، باتباع إستراتيجية توفر المال، وتقلل من التوتر أثناء السفر بالطائرة؛ تتلخص بتجنب السفر بحقيبة كبيرة إلا للضرورة القصوى لتوفير الوقت وتجنب مشكلات الحقائب الضخمة، وعدم الاضطرار إلى الانتظار أكثر في مطار الوصول.
وقد يبدو وضع كل ما يلزم من أمتعة في حقيبة محمولة صعبا بالنسبة إلى البعض؛ لكن خبراء السفر يقدمون بعض الطرق العملية لتحقيق ذلك؛ من أهمها ما يلي:
هذه الحقيبة رافقت الملكة إليزابيث لأكثر من نصف قرن
سرّ مثير عن الملكة إليزابيث.. ما قصّة “حقيبتها السوداء”؟
تأكد من مطابقة حقائب اليد مع شروط التذكرة
قبل أن تذهب إلى المطار معتقدا أنك تحمل حقيبة محمولة فقط، ثم تكتشف أنك مطالب بفحصها، وربما دفع تكلفة زائدة؛ ينبه دينغلر إلى أن “أحجام حقائب اليد والحقائب الشخصية المسموح بها، تختلف باختلاف شركة الطيران”، لذا يُنصح “بالتأكد مما إذا كانت حقائبك متوافقة مع شروط تذكرتك، في أثناء الحجز”.
فهناك قواعد للسفر بأمتعة محمولة؛ فعلى سبيل المثال، تشترط شركات الطيران، ألا يزيد حجم حقائب اليد على “22 × 14 × 9” بوصات (59 × 35 × 23 سنتمترا)، كما أن هناك قواعد لوزن حقيبة اليد، وما يُسمح بوضعه فيها؛ ويمكنك معرفتها من إدارة أمن النقل الأميركية “تي إس إيه” (TSA).
ابدأ مبكرا
التبكير بتعبئة حقيبتك قبل يوم أو يومين، يمنحك مزيدا من الوقت لوضع كل شيء بكفاءة. أما الانتظار حتى اللحظة الأخيرة، فقد يضطرك إلى حشو كل شيء بطريقة عشوائية؛ ما يضيع الهدف من استخدام حقيبة واحدة محمولة.
ضع ما تحتاجه وليس ما تحبه
قبل أن تبدأ معركة الخيارات الصعبة لوضع الأشياء في حقيبة يدك، فكّر بعناية في مبررات أخذ كل قطعة. وفي هذا السياق، يُشدد ماريك برون، المدوّن المهتم بالسياحة، على أن “مفتاح السفر بالحقائب اليدوية، هو أن نحزم ما نحتاجه فقط، وليس ما نستلطفه”. إذ يُنصح باستبعاد 30% إلى 40% من الضروريات التي تأكدت الحاجة إليها.
استغل الجيوب وحقائب اليد والخزائن العلوية
ويشير دينغلر إلى أهمية جعل الأولوية للملابس في تعبئة الحقيبة، والاستفادة من الأغراض الشخصية في توفير المساحة، “من خلال استغلال حقيبة الكمبيوتر المحمول -على سبيل المثال- لحشر سترة خفيفة أو مستلزمات شخصية”، بالإضافة إلى تخصيص أشياء مثل الأحذية الإضافية، أو الوجبات الخفيفة، أو الأدوات الرياضية أو الموسيقية، لوضعها في الخزائن العلوية للطائرة.
أما بول جاكوبس، وهو مدير عام في إحدى شركات السفر الأميركية، فيوصي “بوضع أشياء صغيرة، مثل شفرات الحلاقة الكهربائية، أو الساعات، أو الجوارب؛ داخل الأحذية”؛ مُشددا على عدم ترك أي أشياء فارغة، “فكل شيء فارغ، يعني مساحة ضائعة”.
اضغط المحتويات أو قم بِلفّها
وفقا لموقع “بيور واو” (Purewow)، فإن “لف ملابسك بدلا من طيّها، يتيح لك ملء كل جزء بحقيبتك، وأخذ المزيد منها، وخلوها من التجاعيد عندما تصل إلى وجهتك”.
وفي وقت يؤكد فيه دينغلر أهمية “حزم كل لفافة بأربطة مطاطية، لتكون أكثر تنظيما وأمانا في السفر”، تقترح غابي بيكفورد، صانعة المحتوى الحائز على الكثير من الجوائز في مجالات السفر؛ تجربة أكياس الضغط المُحكمة الإغلاق، “بوضع العناصر فيها، وشفط الهواء منها، لتوفير المساحة أيضا”.
ارتدِ الملابس الأثقل
“اختر أكبر حذاء يصعب طيّه، ويمكن أن يبتلع مساحة أكبر بالحقيبة، وقم بارتدائه أثناء الرحلة؛ وافعل الشيء ذاته بالنسبة إلى الملابس والسترات والمعاطف أيضا، لتوفر مساحة كافية في حقيبة يدك”، وفقا لتوصية دينغلر.
ولا تقلق بشأن التخفف منها، فهناك مساحة كافية في الخزائن العلوية في الطائرة؛ كما يمكنك خلع سترتك ووضعها خلفك طوال مدة الرحلة.
اترك لوازم العناية الشخصية
قبل بدء تعبئة أشياء، مثل الشامبو والبلسم ومعجون الأسنان ومستحضرات التجميل والعناية الشخصية، ضع في اعتبارك أنها متوفرة ضمن خدمات الفنادق، أو في المتاجر والصيدليات في وجهة الوصول.
إلى ذلك، فإن شركة “تي إس إيه” للطيران، على سبيل المثال، لديها قيود صارمة على المواد السائلة في الأمتعة المحمولة تحديدا، إذ لا يُسمح بعبوات أكثر من 3.4 أوقيات (95 ملليترا).
استفد من خدمة الغسيل والكي
أصبحت خدمات غسيل الملابس وكيّها رخيصة ومتوفرة في معظم مدن العالم، ولم تعد هناك حاجة إلى حمل الكثير من الملابس، “إذ يمكن ارتداء الملابس ذاتها نظيفة ومكويّة في أقرب مغسلة في وجهة الوصول، ولأكثر من مرة”؛ وفق ما تقوله الكاتبة الصحفية المتخصصة في السفر لورا راتليف.
خذ توافق الألوان بالحسبان
إن أفضل ما يمكن القيام به لتفادي التعبئة الزائدة، هو التأكد من أنك سترتدي كل ما تحمله؛ من خلال توفيق ألوان وأذواق الملابس والإكسسوارات، في شكل أطقم محدودة ومتنوعة في الوقت عينه، بما يضمن تبديل مظهرك اليومي، بأقل كمية من الملابس.
تجنب الملابس والجوارب السميكة
إن كان لا بد أن تأخذ أكثر من قطعة من الملابس، تحسبا لتقلبات درجات الحرارة في وجهتك؛ ينصح باختيار ملابس ذات أقمشة خفيفة الوزن، يمكن وضعها في طبقات؛ بدلا من السترات والجوارب السميكة.
خُذ الأصغر والأخف
على سبيل المثال، بدلا من جهاز حاسوب محمول كبير وثقيل الوزن، يمكن السفر بجهاز لوحي صغير؛ للمساعدة في تخفيف الأحمال، ولأغراض التسلية أو قراءة الكتب الإلكترونية.”الجزيرة”