قدمت النسخة الـ22 لكأس العالم لكرة القدم قطر 2022، التي يسدل الستار على فصلها الأخير غدا الأحد، وجبة كروية دسمة، وكانت بفضل المفاجآت المذهلة والأهداف الرائعة والاحتفالات المميزة والإنجازات التي حطمت الأرقام القياسية من قبل المنتخبات المشاركة، النسخة الأكثر إثارة وإمتاعا.
وفيما يلي أبرز 10 لحظات شهدتها مباريات المونديال:
السعودية تفاجئ الأرجنتين
كانت الأرجنتين متأهبة في مباراتها الافتتاحية بالمجموعة الثالثة بعد أن سجل ليونيل ميسي ركلة جزاء في الشوط الأول، لكن الأخضر السعودي انتفض بعد الاستراحة ليطلق صالح الشهري تسديدة منخفضة مدركا التعادل، وبعدها بـ5 دقائق، سدد سالم الدوسري كرة قوية مسجلا الهدف الثاني ليغادر لاعبو الأرجنتين أرضية الملعب في حالة من عدم التصديق بينما تغنى مشجعو السعودية بفرح بعبارة “وين ميسي؟”.
وكانت تلك الهزيمة المدوية لزملاء ميسي إحدى أكبر مفاجآت الدور الأول، لكنها كانت بمثابة الصدمة الموقظة، ذلك أن الأرجنتين شقت طريقها بثبات حتى مباراة النهائي التي تلتقي فيها غدا أمام فرنسا.
الانتظار العصيب لكوريا الجنوبية
عندما سجل “هوانج هي تشان” هدف الفوز 2ـ1 في الوقت المحتسب بدل الضائع لكوريا الجنوبية في آخر مباراة بالمجموعة الثامنة أمام البرتغال، شكل ذلك الحدث بداية الجزء الصعب في تلك الأمسية المثيرة.
وبعد ذلك، اضطر لاعبو كوريا إلى قضاء ما يقارب 10 دقائق مؤلمة وعصيبة في تجمع ضيق بدائرة منتصف الملعب وهم يحدقون في الهواتف ويتابعون المباراة الثانية بين أوروغواي وغانا، على أمل ألا تسجل أوروغواي هدفا آخر في مرمى غانا مما سيساوي حينها انسحابهم، وبعد انتظار وترقب ضمنت كوريا الجنوبية أخيرا الصعود لدور الـ16، فانطلق لاعبوها بشكل جماعي نحو جماهيرهم التي بدت في حالة نشوة كبيرة ولحظة فارقة في مونديال قطر.
الساحر ميسي يربك الكرواتي غفارديول
كان هذا هو تأثير اللاعب الأرجنتيني صاحب القميص رقم 10 في قطر، ما قد يمكن النجم الفائز بالكرة الذهبية 7 مرات من أن يشارك بأكثر من لحظة لا تنسى في تلك النهائيات.
لكن الطريقة التي تعامل بها مع المدافع الكرواتي صاحب القناع جوسكو غفارديول، وخداعه له بتحويل رائع لاتجاهه ليصنع الهدف الثالث في الانتصار 3ـ0 في مباراة الدور قبل النهائي، أضافا المزيد لعبقرية أسطورة منتخب التانغو الذي سيكون على موعد غدا مع مواصلة حلمه في التتويج بكأس العالم قبل الاعتزال.
رونالدو يودع آخر مشاركة له في كأس العالم بالدموع
أصبح تميمة حظ البرتغال أول لاعب يسجل في 5 نسخ لكأس العالم بعد تنفيذه ركلة جزاء أمام غانا في الدور الأول من المجموعة الثامنة، لكن اللاعب البالغ من العمر 37 عاما جرى استبعاده من التشكيلة الأساسية بعد ذلك، قبل حلوله بديلا في دور الثمانية أمام المغرب، بدون أن ينجح في تغيير الأوضاع ليغادر المنتخب المتوج ببطولة أمم أوروبا 2016 من الدور ربع النهائي.
والتقطت العدسات رونالدو وهو يبكي بحرقة أثناء سيره في نفق اللاعبين بعد نهاية مباراة المغرب.
أول امرأة تدير مباراة في كأس العالم للرجال
تم اختيار الفرنسية ستيفاني فرابار لتولي إدارة المباراة الأخيرة لألمانيا في المجموعة الخامسة أمام كوستاريكا، لتصبح أول امرأة تدير مباراة في كأس العالم للرجال.
ووصف لويس فرناندو سواريز مدرب كوستاريكا ذلك بأنه خطوة كبيرة للأمام في “رياضة للجنسين” وقدمت فرابار (39 عاما) عرضا هادئا وواثقا في المباراة التي فازت بها ألمانيا 4ـ2 لكنها شهدت خروج المنتخبين من الدور الأول.
اليابان تعود لتفاجئ ألمانيا
قبل انطلاق المباراة الافتتاحية للمجموعة الخامسة، وضع لاعبو ألمانيا أيديهم على أفواههم احتجاجا على تهديد الاتحاد الدولي (فيفا) بفرض عقوبات على من يرتدي شارة دعم للمثليين.
مباراة اليابان وألمانيا بدأت بسيطرة للمانشافت بضربة جزاء سجلها غوندوغان، ومع صفارة النهاية، أصيب لاعبو ألمانيا بالصدمة بعد أن نجح بديلا اليابان ريتسو دوان وتاكوما أسانو في تحقيق فوز غير متوقع 2-1 لمنتخب الساموراي الأزرق الذي احتفل مشجعوه بالانتصار الذي كان ثاني أكبر مفاجأة في النهائيات حتى ذلك الوقت بعد انتصار السعودية على الأرجنتين.
مشجعو المغرب
توجه الآلاف من المغاربة نحو قطر لتشجيع أسود الأطلس وحصلوا على مكافأة ثمينة عندما أصبح المغرب أول بلد أفريقي وعربي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم.
وكان الصخب الذي أحدثته جحافل من المشجعين يرتدون ملابس حمراء اللون في الملاعب يصم الآذان ووصل إلى مستويات محمومة في الانتصار على إسبانيا بركلات الترجيح في دور الـ16 وأمام البرتغال في دور الثمانية عندما انطلقت صفارات قوية مع كل لمسة من قبل المنتخب المنافس ليحافظ المغرب على تقدمه 1-0 حتى النهاية قبل أن تتوقف مسيرة المنتخب المغربي في نصف النهائي بعد الخسارة أمام فرنسا بهدفين بدون رد.
ارتباك وإثارة في ختام المجموعة الخامسة
جاءت نهاية مباريات المجموعة التي بدأت بخسارة ألمانيا أمام اليابان وفوز إسبانيا الساحق بـ7 أهداف على حساب كوستاريكا في أمسية صاخبة كادت تقلب توقعات أوساط كرة القدم رأسا على عقب.
وكانت ألمانيا بحاجة للفوز على كوستاريكا وأن تفوز إسبانيا على اليابان لتتأهل كوصيف لمتصدر المجموعة، وكان هذا بالضبط ما وصل إليه الحال بنهاية الشوط الأول.
ثم أصاب الجنون كل شيء، فقد سجلت اليابان هدفين في 3 دقائق في وقت مبكر من الشوط الثاني وقلبت كوستاريكا الدفة في مباراتها أمام ألمانيا لتتصدر الترتيب، ولمدة 4 دقائق، أظهر الترتيب الحي للمجموعة احتلال اليابان وكوستاريكا للمركزين الأول والثاني مع خروج إسبانيا وألمانيا قبل أن ينتهي الأمر بفوز ألمانيا 4-2 لتنقذ إسبانيا، رغم أن الألمان كانوا على متن رحلة العودة لبلادهم في اليوم التالي.
مبابي يغزو بولندا
عزز كيليان مبابي سمعته كواحد من أفضل اللاعبين في العالم خلال نسخة قطر وبدا اللاعب الفرنسي الشاب وببساطة غير قابل للإيقاف في دور الـ16 أمام بولندا، فقد استطاع في البداية أن يمرر الكرة لأوليفييه جيرو الذي افتتح التسجيل، ثم تولى زمام الأمور بنفسه بإنهاء رائع في مناسبتين ليحقق الفوز لفرنسا 3-0.
وسجل مبابي متوسط سرعة 35.3 كيلومترا في الساعة أثناء المباراة التي نال فيها جائزة أفضل لاعب بعد أن دعم رصيده في صدارة هدافي المونديال إلى 5 أهداف.
أبو بكر يهزم البرازيل
قبل طرده في آخر لحظات المباراة، انتهت حالة الإثارة التي شهدها دور المجموعات بشكل شبه كوميدي، حيث سجل الكاميروني فينسنت أبو بكر هدف الفوز في الوقت المحتسب بدل الضائع أمام البرازيل المتأهلة سلفا ليخلع قميصه وهو يحتفل.
ونال أبو بكر على الفور البطاقة الصفراء الثانية والإقصاء من قبل حكم المباراة الذي بدا آسفا على ما حدث وصافح اللاعب المطرود في لقطة مثيرة وراسخة خصوصا أن أبو بكر الذي طرد من أرض الملعب كان بطلا لأول انتصار لمنتخب أفريقي على البرازيل في تاريخ كأس العالم.