كل عام وانت أقوى!
نحتفل في الثامن من آذار من كل عام بـ “يوم المرأة العالمي”، وكما في كل عام يتجدد الحديث بشكل اكبر وأعمق حول وضع ومكانة المرأة بشكل عام, وفي المجتمع العربي بشكل خاص بالمقارنة بالسنوات السابقة.
وتتفاوت الآراء حول مكانة المرأة في المجتمع العربي، البعض يؤكد على تطور دورها ليصبح رياديا ومؤثرا للغاية على صعيد العائلة والمجتمع, والبعض الآخر ما زال يتحدث عن عدم تقدير المرأة بشكل كاف رغم كافة التضحيات والمساهمات التي تقوم بها بالحياة اليومية والإنجازات التي تحققها رغم كافة الصعوبات التي تعاني منها.
الصنارة تسلط الضوء على المرأة في يومها العالمي مع مجموعة من النساء الرياديات في المجتمع العربي على كافة الأصعدة للاستماع عن قرب عن رأيهن بمكانتها في المجتمع مقارنة بالسنوات الماضية, رسالتهن للرجال والصباي وما يقلن اليوم لنفسهن الشابة.
تقرير: صالح حسن معطي
المحامية ڤينوس شلوفة – شاهين:
انني أؤمن بالطاقات النسائية
ڤينوس شلوفة شاهين هي مالكة مكتب المحاماة شلوفة شاهين وشركاه, واصلت درب أخيها المرحوم المحامي توفيق شلوفة مؤسس المكتب, سوية مع شقيقتها وشريكتها المحامية ريان شلوفة – دوخي, كلاهما تديران المكتب الموجود في مدينة نوف هچليل. “إنني أؤمن بالقدرات النسائية لذلك كل طاقم المكتب, سكرتيرات ومحاميات ومتخصّصات كلّهن من النساء. للأسف هناك نقص في النساء في وظائف كبيرة, سواء أكان في القطاع العام أو في قطاع الأعمال والقطاع الخاص”, تقول وتضيف: “إنني أُشجّع كل امرأة على أن تؤمن بنفسها, لتطوير “الكرييرا” ولتحقيق أحلامها وطموحاتها. إنني أُؤمن بأنّ بداخل كل امرأة هناك طاقة عظيمة وقدرة على العطاء في كل مجالات الحياة, سواء كامرأة صاحبة كارييرا, أو كأُم, أو كزوجة أو كابنة أو كأُخت أو كشريكة حياة و كل عام وأنتن بخير بمناسبة يوم المرأة”.
“يجب على الرجل دعم المرأة كما يجب“
وحول رسالتها للرجل في هذا اليوم قالت: “أقول للرجل أن عليه دعم المرأة, خاصة المرأة التي تقوم بأكثر من دور بالوقت ذاته وأن يدعمها ويساندها ويساعدها في الواجبات المنزلية والتربوية في البيت, لان الرجل لم يعد المعيل الوحيد للعائلة. بالتالي, يجب ان يخفف من الضغوط والأعباء اليومية التي تعاني منها المرأة داخل وخارج البيت”.
“على الفتيات العمل على تحقيق احلامهن وممنوع التنازل“
ووجهت شلوفة – شاهين رسالة للشابات والفتيات: “لا تضعي حدودا لأحلامك، حققي أهدافك وأحلامك لأن كلمة مستحيل لا يجب ان تكون موجودة في قاموس حياتك! من اجل الوصول الى القمة التي تريدين الوصول إليها يجب ان تجتهدي وتعملي بجد دون كلل أو ملل. لا تتركي مجالا للمجتمع ان يمنعك من تحقيق أحلامك وطموحك فقط لكونك امرأة، لأن المرأة تستطيع تحقيق ما تريد ولا حدود لطموحاتها وقدراتها”.
“واجهت العديد من الصعوبات والعراقيل خلال مسيرتي“
وعن الصعوبات التي واجهتها قالت: ما وصلت اليه اليوم تحقق بعد صعوبات وعراقيل عديدة على مدار سنوات طويلة, خاصة وأنه في مجال عملي نسبة الذكور تقارب 80% ، ولكنني لم أهتم لهذه النسبة وعملت بجهد كبير ولم أقف عند الحدود التي كان المجتمع يضعها عليّ لمجرد كوني امرأة. ما حققته اليوم من انجازات يؤكد مبدأ أنه لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة في القدرة على الانجاز في مجتمعنا.
“أنا سعيدة من انجازاتي بعد كل هذه السنوات“
واختتمت حديثها قائلة: أوجه رسالة إلى نفسي الشابة بأنني سعيدة للغاية بما وصلت إليه بعد طريق صعبة مليئة بالعقبات، لقد حققت حلمي وهدفي كما وعدت نفسي حتى لو تأخرت بسبب العراقيل التي وضعت ولكنني استطعت بالنهاية تحقيق ما كافحت من أجله على مدار سنوات طويلة.
المربية نبيلة أبو شقارة:
المرأة هي الأساس
المربية المتقاعدة نبيلة أبو شقارة عملت لمدة 50 عاماً في وزارة التربية والتعليم وخرجت للتقاعد قبل 3 سنوات، بدأت كمعلمة في مدرسة إبتدائية ومن ثم مدرسة إعدادية ومن تم أصبحت مدرسة في الجامعات والكليات, وهي مايسترو في جوفة الناصرة على اسم درملكنيان. “المرأة هي أساس العائلة، فهي من تقوم بإدارة كافة أمور العائلة من ابسطها وحتى أهمها، وهي من تحدد مصير العائلة. من الممكن ان يكون هناك بيت من غير أب ولكن من المستحيل أن يسير البيت بدون أم. فكرتي الجميلة هي أن المرأة هي أساس المنزل وأساس الحياة وأساس النجاح، بالرغم من ان دور المرأة اليوم تغير عن السابق، حيث كان دور الأم في السابق يتمحور في المنزل وفي تربية الأولاد وتدريسهم والاهتمام بشؤونهم ولكن اليوم المرأة أصبحت مٌعيلة للعائلة، فهي تخرج الى سوق العمل وتعمل على تربية الأولاد وتدريسهم والاهتمام بكافة شؤون المنزل، لهذا أصبح دورها صعبا وشاقا أكثر من الماضي”, تقول نبيلة وتوضح: “ونستطيع القول ان لا فرق اليوم بين الرجل والمرأة لأن الطرفين يعملان من اجل تأسيس عائلة متماسكة”.
رسالتي الى الأجيال الشابات:
لا تتنازلن عن الشهادة الجامعية!
وحول رسالتها للشابات اليوم قالت: “العلم ثم العلم ثم العلم! الشهادة الجامعية بالنسبة للمرأة أمر هام جداً وهو اغلى ما تملك من اجل ان تتكئ عليها في المستقبل حينما تصبح زوجة وأما. ومن أجل أن تكون امرأة مستقلة تحقق نجاحاتها وأحلامها لا بد لها من شهادتها”.
“لو عاد بي الزمن الى الوراء..
سأختار المسيرة ذاتها“
أما عن رسالتها لنفسها فتقول: “عملت لمدة 50 عاماً في سلك التربية والتعليم وخرجت للتقاعد قبل 3 سنوات. لو يعود بي الزمن الى الوراء سأختار نفس هذه المسيرة التي افخر بها، خاصة وان هذا الطريق كان حلمي الذي آمنت به منذ ان كنت شابة واليوم حققته ولهذا أطالب الفتيات بالتمسك بأحلامهن منذ الصغر وعدم الاستهانة بهذه الأحلام التي ستصبح بكل تأكيد حقيقة في نهاية المطاف”.
الناشطة الإجتماعية منال باسم:
أوجّة تحية لكل أمراة عاملة او ربة منزل
منال باسم جبارين من مدينة ام الفحم ناشطة اجتماعية بالشارع الفحماوي منذ أكثر من 10 سنوات وداعمة للنشاطات النسائية. في رسالة منها الى “منال الشابة” تقول: “لنفسي الصغيرة اقول كل عام وأنت أقوى! فمع مرور الوقت نكتشف كم تكمن بداخلنا قوة لم نكن نعلم بوجودها أصلاَ, نكبر وتكبر بنا الآمال كما وتتجدد الأهداف والطموح لكن ما أصبحت ايقنه هو ان لا عدو للمرأة ان صادقت نفسها ووصلت للتصالح مع الذات ووضعت نصب عينيها غاية وسعت اليها. الهدف ليس دوما هو العمل والتعليم رغم أهميتهما, إلا أن الأمومة هي أسمى الأهداف والأسرة هي أهم المشاريع والأبناء الصالحين هم خير شهادة، ومن هنا أوجه كل تحية وإجلال لكل فتاة أو زوجه أو امرأة أو عاملة أو طالبة أو جدّة”.
رسالتي للرجل في يوم المرأة العالمي:
المرأة أمانة ستحاسب عليها!
بخصوص رسالتها للرجال في هذه المناسبة, قالت منال :” لن أوجه للرجل أي اقتباس ولن أروج لما يحاول الغرب أن يرسخه من مفهوم حرصه على النساء وحقوقهن حديثًا، بل يكفينا ان الإسلام قد كرّم المرأة وأعطاها كامل حقوقها منذ 1443 عاما، فقد أوصى النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم عليهن وخاصّة في خطبة الوداع؛ إذ قام النبيّ (صلعم) خطيباً في الناس، ونادى بحقّها وأوصى بها خيرا أو حذر حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم من التقصير في حقّها، لأنّها أمانة سيحاسب عليها ان كانت أُمّاً او أخت أو زوجة او مهما تكن بالنسبة إليه “.
رسالتي للفتيات: العمل على تطوير المجتمع لا يقتصر على جنس معين
وأضافت قائلة: “رسالتي لكل فتاة أنه وبمرور الزمن والعقود المتتابعة ندرك الدور الكبير الملقى على عاتق المرأة، مع العلم أننا لا نتجاهل أن هذا الدور قد أثقل كاهلها لكنها لا تكاد تملّ، أو تكلّ، أو توهن عزائمها، آخذة على عاتقها إكمال المشوار وبلوغ أهدافها. إن العمل على تطوير المجتمع واستمراره وبلوغه الريادة والقمة لا يقتصر على جنس معين بل هو قاسم مشترك لكلا الجنسين، وهذا ما أثبتته الأيام والسنوات بدءاَ من مؤازرة ألسيدة خديجة رضي الله عنها لحبيبنا محمد او قبل ذلك من بدء خليقة آدم وحواء”.
أماني محاميد, صاحبة مركز للتجميل:
مررت بصعوبات عديدة كوني إمرأة منفصلة وأُم لطفلين
الشابة أماني محاميد من مدينة ام الفحم, اخصائية تجميل وصاحبة مركز تجميلي
ضخم في منطقة وادي عارة. حول المكانة التي وصلت إليها اليوم قالت: “الموضوع غير سهل خاصة وأنني سيدة منفصلة مع طفلين داخل مجتمع لم يكن في وقتها متقبلا للموضوع مثل اليوم. بدأت في محل صغير للغاية بطرق متواضعة وبإمكانيات مادية بسيطة واليوم بعد صعوبات وتنازلات كبيرة وسهر وتعب حققت طموحي وأحلامي, خاصة أنني تنازلت عن كوني مدرّسة من اجل تحقيق حلمي بافتتاح أكبر مركز تجميلي في البلاد”.
رسالتي للرجل في “يوم المرأة العالمي”:
حافظ على المرأة!
في هذا اليوم تقول أماني: “أود ان أوجه رسالة للرجل أقول له من خلالها ان يحافظ على المرأة لأن لها كيانها ولها دوراَ كبيراَ في تطور المجتمع على مدار كافة الأجيال وخاصة في السنوات الأخيرة، حيث بدأنا نشاهد انجازات المرأة بكافة المجالات الحياتية”.
“تنازلت عن مهنة التدريس لتحقيق حلم طفولتي“
واختتمت أماني حديثها برسالة الى ذاتها: “احيي نفسي على كل شيء مررت به وكل إنجاز قمت به لان الموضوع لم يكن سهلاً، خاصة الظروف الصعبة التي عشتها داخل مجتمع معارض قام بتحويلي لشخصية قوية لا تهتم بالحواجز والعراقيل التي تم وضعها أمامي حتى استطعت تحقيق الاستقلال الذاتي على كافة الأصعدة”.
المربية عطاف جبارين:
يجب ان تهتم الفتاة بدراستها وتحصل على شهادتها الجامعية
الحاجة عطاف جبارين من مدينة ام الفحم مربية متقاعدة وناشطة اجتماعية ومسؤولة لجنة الإصلاح النسائية والمنتدى النسائي في المدينة. عن رسالتها الى الشابات قالت: “يجب ان نعود الى ديننا الحنيف في البداية وأخلاقنا الحميدة، وأيضا يجب ان تهتم الفتاة بدراستها الجامعية وأن لا تستغني عنها ابداً، لأن دور المرأة في المجتمع هو دور كبير للغاية.. فهي من تربي الأبناء وتخرج الأجيال القادمة في المجتمع”.
رسالتي للرجل في يوم المرأة العالمي:
المرأة والرجل يكملان بعضهما
بخصوص رسالتها للرجل في هذا اليوم: “نحن نقدّر ونحترم قدرات الرجال وفهمم وقيادتهم, ولكن هذا لا يعني ان لا تكون المرأة إلى جانبهم. لا نستغني عن رب البيت الرجل ولا نستغني عن المرأة كونهما يكملان بعضهما البعض، وأتمنى ان تصل هذه الرسالة الى كافة الرجال”.
“فخورة بنفسي وما انا عليه اليوم“
وحول رسالتها لذاتها قالت الحاجة عطاف: “أحب نفسي وأحب طفولتي خاصة وان كان خلفي والد داعم، تميز بحبه للتعليم، منذ صغري وهو يحدثني ويقول لي انه يريد ان يراني متعلمة وكان يفتخر بي أمام المجتمع. ومنذ نعومة أظافري وأنا احلم ان أكون متعلمة وان أكون صاحبة فائدة لمجتمعي، وأنا اليوم فخورة كوني استطيع ان أساعد مجتمعي العربي والفحماوي، خاصة وانني استطعت مع مجموعة من النساء تأسيس لجنة إصلاح نسائية ونقوم بورشات عمل ونشاطات نسائية عديدة منذ سنوات عديدة”.