يولي تمير، رئيسة كلية “بيت بيرل” لـ “الصنارة”: في گليتنا جميعنا نتحاور معا ومن حق الجميع الشعور بالأمان والتعبير عن أنفسهم في هذا البيت

يولي تمير بالغنى عن التعريف، نعرفها من أيامها في السياسة، وزيرة للتربية والتعليم، ومن ثم تألقت كرئيسة كليةشنكارالمرموقة وحققت فيها نجاحات كبيرة، واليوم تشغل منصب رئيسة كليةبيت بيرل“. عن قرارها الانضمام الى كلية بيت بيرل أجابت: “لأنني اؤمن الآن ان المدرّسين هم الامر الأهم. وتأهيل المدرّسين هو أمر سوبر مهم.. هذا موضوع لا يعتبر لامعا في المجتمعين العربي واليهودي، وأعتبره أزمة في كل العالم. لذلك مهم جدا ان نتخذ خطوة مبدئية، وان اقول بأني أريد ان اكون هنا الان! لديّ الفرصة ان أتعامل مع مدرّسي المستقبل في مرحلة نضوجهم وتطورهم، لنبلور أفضل وسيلة ليديروا حياتهم كأناس ومدرّسين ومثقّفي أجيال قادمة، فهذا مهم جدا لي“.

في هذا اللقاء نتعرف على كليةبيت بيرل، التي تتخذ شعارها الرئيسيبيت بيرلمركز لحياة مشتركة“.

الصنارة: جملةبيت بيرلمركز لحياة مشتركةهي جملة جذابة.. كان لديك دولة صغيرة يوتوبيا في بيت بيرل..

يوليبرأيي هام جدا ان نجعل الناس ترى انه من الممكن ان يكون هناك موديل للنجاح، لا يوجد كمال في العالم ولكن هذا النموذج جيد كفاية لان يثبت لنا انه من الممكن ان تكون الامور مختلفة بحيث انه من الممكن ان نعيش معا. نحن نحاول ان نخلق اجواء تمكن الحوار والنقاشات ولكن من جهة أخرى تمكّن لنا ان نغضب وان نعبر عن مشاعرنا.. هذا مكان ممكن فيه ان يعبّر الشخص عن رأيه وان يغضب ويتألم ويتكلم عما يحصل لنا كلنا، لاننا نمر أياما فعلا غير سهلة. الشعور بأنه يمكن ان نفعل شيئا مشتركا برأيي امر جدا هام

الصنارة: كيف تحققون ذلك في بيت بيرل؟

يوليفي تاريخ وروح بيت بيرل موضوع ان الحياة مشتركة هو أمر لا يتجزأ من ماهية هذه المؤسسة

الصنارة: بشكل مختلف عن مؤسسات تربوية أخرى؟

يوليأعتقد ذلك لان هذه المؤسسة ترى الموضوع العربياليهودي كجزء لا يتجزأ مما نطمح في تثقيفه. في النهاية نحن مؤمنون ان المدرّسين يحولون التجربة التي عاشوها في المكان الذي فيه تعلموا وتثقفوا، لدينا هم تعلموا وعاشوا تجربة معينة وهي التجربة التي سيشاركونها مع الناس التي ستتبعهم. يوجد اجراء خلق تجربة لطاقم المدرسين وللتلاميذ الذي يمنح الوسائل المستقبلية لهم لتمريرها قدما، حين يصبح التلميذ هو المدرّس الذي مر تجربة ايجابية للحياة المشتركة. هذا ليس مجرد حلم لا يمكن تحقيقه بل يوجد امكانية لحياة مشتركة ذات قيمة

الصنارة: ماذا تفعلون في بيت بيرل لتحقيق حياة مشتركة؟ ما هي التجربة التي يعيشها التلميذ لديكم؟ لان التعليم هو سلك هام جدا في كل دولة.. والتعليم في مدارسنا ليس على أفضل وجه..

يوليالتعليم في كل المدارس ليس في حالة جيدة.. انا طالما اقول ان الفرق بين بيت بيرل وبين مؤسسات أخرى هو كالتالي: اذا كان التلميذ العربي في مؤسسات أخرى مقبولا لانهم يتكلمون عن التنوع وكل هذه الأمور، في بيت بيرل الامر ليس اننا نحن اليهود نتقبل العرب، بل اننا العرب واليهود نحاول ان نتعلم سوية مفهوم انه للجميع يوجد مكان هنا! وهذا فرق كبير جدا.

فرق آخر ان كل شيء هنا مكتوب بالعبرية والانجليزية وايضا بالعربية، وفرق آخر في موضوع من هو نائبي وهو البروفيسور علي وتد وهو عربي، وأنه ليس فقط وجود تلاميذ عرب بل ايضا طاقم المدرسين مكوّن من عرب ويهود، وهذا معناه انه نحن ايضا نأخذ بالاعتبار الأعياد العربية واليهودية، والرموز والمراسم. لدينا مجموعات مختلفة في الحرم الجامعي من بينها حريديم ايضا، ونحاول ان نوجد رابطا مشتركا للجميع.

احد الامثلة التي ذكرتها كثيرا خلال الحرب كانت اننا قررنا عدم وضع يافطةمعا سننتصروانما يافطةسننهض من هذا سوية“. هذه الفكرة تطورت مع جزء من اصحابنا منبئيريوهي مجموعة قوية جدا هنا، قالوا نحن هنا ليس من اجل ان ننتصر، نحن فقدنا عائلاتنا وأحبابنا وحياتنا ولكن نحن نريد ان نثقف الناس على الأمور التي نستطيع ان نفعلها سوية وان ننمو معا، اما الانتصار فهو دائما واحد على حساب الاخر، وهذه هي الرسالة التي نريد ان نمررها. وكل تلميذ هنا يعرف ان هذه مقولة بغاية الاهمية لنا ككلية

الصنارة: كيف أثر عليكم السابع من اكتوبر؟

يوليفي الايام الاولى كلنا كنا في صدمة قوية، في الثاني عشر من اكتوبر نشرنا معا بيانا بالعربية والعبرية اننا جميعا عربا ويهودا ندين المذبحة. كان مهما لنا فعل ذلك قبل اجتياح الجيش لغزة لان الأمور تعقدت كثيرا بعد ذلك. كان لدينا أساس مشترك اننا نفهم ان ما حصل في 7 اكتوبر لا تبرير له وهو وحشي ولا يمثل أي واحد منا. ولا واحد منا يدعم طريق حماس هذه بمن فيهم الذين يؤمنون بضرورة تأسيس دولة فلسطينية. في تلك الفترة أجرينا الكثير من الحوارات بين اليهود والعرب وبين العرب فيما بينهم وبين اليهود فيما بينهم، وكانت فترة في غاية التوتر مثلا بالنسبة لليهود حيث اولادهم وازواجهم في الجيش في الحرب، وهناك اشخاص قتل لهم اقرباء في الجيش، ومن جهة اخرى العرب ايضا شعروا بالتوتر والخوف وتساءلوا اذا كان بامكانهم التكلم بالعربية واي رد فعل سيواجهون.. نحن اخرجنا هذه الاسئلة للسطح ومنحنا الجميع امكانية التعبير عنها. وواضح لنا ان العرب هنا يجب ان يتكلموا العربية دون همس او تخوف، ومن جهة أخرى يوجد هلع عند الطرف الآخر.. وهناك سيدات متدينات يأتين هنا بالباص يشعرن انهن مهددات.. اردنا اخراج كل هذه المخاوف والحديث عنها لندعم بعضنا البعض ونعطي بعضنا البعض الامان.

بالنهاية لم نحقق السلام ولم نخرج من غزة، لكن على الاقل داخلبيتنانستطيع ان نتحدث في هذه الامور. وهناك كثيرون من بيننا يشعرون ان ما يحصل في غزة مبالغ وفيه اصابة لأبرياء. وهناك اشخاص هنا يشعرون ان لا ابرياء في غزة.. المهم اننا نتحاور. اهم شيء ان تلاميذنا العرب بأمان في بيت بيرل، وان من حقهم التعبير عن أنفسهم، لأنني أشعر أن الوسط العربي يعيشكبتا ذاتيا“. ونحن اخبرنا الجميع اننا هنا من اجلهم ونستمع لهم

الصنارة:ما هي التجربة التي يخوضها التلميذ العربي في بيت بيرل بشكل عام كتجربة تعليمية؟

يولينحن كلية تمنح التأهيل لمجال التربية والتعليم ولشهادة تدريس، افتتحنا فرعا لدراسة موضوع العلاج المتطرق لموضوع التربية. يهمني جدا احضار تلاميذ عرب لدراسة موضوع العلاج، لانه يوجد الكثير من تلاميذ موضوع التربية (التدريس) ولكن هناك نقص في مجال العلاج. نحب جدا ادراج تلاميذ لهذا المجال وان يأتوا ليتعلموا معنا علاج الشباب بمأزق، التعليم العاطفي والمجتمعي، وما شابه.

اليوم هنا وفي العالم الأولاد بحاجة للكثير من المساعدة العاطفية، وهذه مهن نسعى لتطويرها في الكلية. ويسعدنا ادراج تلاميذ عرب لهذه المواضيع، لان هذه المجالات ليست متطورة بما فيه الكفاية في المجتمع العربي، بداية من تشخيص وعلاج خلل في التعلم الى وسائل خلق اجواء هادئة للدراسة في الصف وما يتعلق بهذه الامور.

لدينا ايضا فئة الفن وهي ممتازة وفيها الكثير من الطلاب العرب المتميزين الذين يدرسون الفن والتربية لانه لا يوجد كفاية فن وتربية في المدارس العربية.

وحسب رايي فوق كل ذلك توجد شمسية، ان التلميذ ببساطة يشعر انه في منزله وان هذه الكلية هي بيته وانه مرتاح وله الإمكانية للتأثير.

كل ما ذكرته يجعل من بيت بيرل مكانا مثيرا وممتازا للدراسة

الصنارة: هل تعلّمون باللغة العربية ايضا؟

يوليبالعربية والعبرية، الأمر يتعلق بالموضوع، لأن من سيصبح مدرّسا في المجتمع العربي سيتعلم مواضيع الفحوى بالعربية لانه سيدرّس بالعربية. نحن نؤهل الكثير من التلاميذ لان يصبحوا مدرسين في المجتمع اليهودي، وهذا مهم جدا لقضية التعايش وايضا لانه توجد حاجة كبيرة لمدرّسين في المجتمع اليهودي ويوجد فائض معلمين في المجتمع العربي، وهذا الجهد نقوم فيه منذ سنوات عديدة، أن نؤهل مدرسين عربا ليعلموا في المدارس اليهودية، وهذا أحد مشاريعنا الأكثر نجاحا.

 

“حقأنفسهمالبيتالجميعالشعورالصنارةبالأمانبيتبيرل”تمير،جميعنارئيسةعنفيكليةگليتنالـِمعانتحاورهذاوالتعبيرومنيولي
Comments (0)
Add Comment