[This post contains advanced video player, click to open the original website]
يُعد “آل التنين” امتدادًا لأحد أنجح المسلسلات الحديثة “لعبة العروش” (Game of Thrones)، ويركز على جزء من تاريخ “ويستروس” يتناول “رقصة التنانين” والصراعات التي تسببت في زوال عائلة التارغريان الشهيرة قبل أحداث “لعبة العروش”.
وعلى الرغم من إعجاب الملايين بالموسم الثاني من “آل التنين” الذي عُرض خلال الشهرين الماضيين، فإن الشعور بالحنين إلى “لعبة العروش” لا يزال يترك أثرا واضحًا في نفوسهم.
تاريخ ويستروس المثير والحزين
يستعرض مسلسل “آل التنين” تاريخ عائلة التارغريان، عائلة التنين التي حكمت ويستروس بعدما وحّد ممالكها “إيغون الفاتح” قبل بداية أحداث “لعبة العروش” بـ300 عام تقريبا، وذلك بعد أن اختار الملك “فسيرس تارغريان” ابنته “رينيرا” وريثة لعرشه، الأمر الذي لم تتقبله زوجته الثانية “آليسنت” التي تؤمن بأحقية أبنائها الذكور في حكم الممالك السبعة، ليقدم الموسم الأول بدايات هذا الصراع، وينتهي بموت فسيرس وبداية رقصة التنانين، عندما عاونت الملكة آليسنت ابنها “إيغون الثاني” على الاستيلاء على العرش الحديدي في وقت تحاول فيه رينيرا وأبناؤها استعادته.
يتشابه “آل التنين” مع “لعبة العروش” في أن كليهما مقتبس من عمل أدبي للكاتب جورج آر. آر. مارتن، غير أن طبيعة ذلك العمل هي الفارق الأهم الذي جعل المشاهدين يستغربون المسلسل الأحدث، وقد تم اقتباس “لعبة العروش” من رواية أدبية ذات خمسة أجزاء مكتوبة بشكل السرد المتعدد، حيث تقدم كل شخصية وجهة نظرها الخاصة في جزء من الأحداث، لتكتمل الصورة عبر جمع وجهات النظر، وهو التكتيك الأدبي الذي يُضفي بعدا شديد الحميمة على النص، لأنه يأخذنا مباشرة إلى أفكار الراوي.
في حين أن “آل التنين” مقتبس من “الدم والنار”، وهو نص مكتوب بشكل كتاب يؤرخ لماضي ويستروس، ويقدم الحقائق عبر شهادات متعددة وشديدة الرسمية في الكثير من الأحيان، فافتقد النص عن قصد سحر العمل الروائي.
اختصر صناع المسلسل الثلاثمئة صفحة الأولى من الكتاب التي تناولت قصة عدد من ملوك التارغريان ليقفز 100 عام ويذهب مباشرة إلى الأحداث ما قبل رقصة التنانين، وهي الحرب الأهلية التي أدت في النهاية إلى فناء التنانين، وغيابها عن ويستروس حتى ظهور شخصية “دينيرس” بطلة مسلسل “لعبة العروش” والتي أعادت التنانين إلى حياة الممالك السبع.
أيضا، غيّر مسلسل “آل التنين” من إيقاع العمل الأدبي ليناسب مسلسلا تلفزيونيا متعدد المواسم، فبينما ركز الكتاب على حقائق الحرب التي قامت بين الملكة رينيرا وأتباعها وبين الملك إيغون وأتباعه، من معارك ودسائس وقتلى من الجانبين، اتخذ المسلسل إيقاعا أكثر بطئا استكشف الجانب النفسي والتطورات التي حدثت للشخصيات نتيجة الصراع على السلطة، فتستعرض حلقات كاملة حيرة الملكة رينيرا بين قرار الحرب ومحاولات السلام، أو تشظي زوجها دايمون بين حبه لها من ناحية ورغبته الخاصة في الاستحواذ على السلطة لنفسه من ناحية أخرى.
لتأتي خاتمة الموسم الثاني مثيرة للإحباط لغياب أي حدث كبير يشوق المشاهدين للموسم القادم، على عكس الموسم الأول الذي انتهى بموت الابن الثاني للملكة رينيرا، مما جعلها تتخذ قرار الحرب، وهو القرار ذاته الذي ظلت مترددة في تنفيذه على مدى الحلقات الثماني للموسم الثاني.
بين المؤثرات البصرية والتمثيل
نتج عن هذا القرار الواعي بجعل المسلسل يركز على تطور الشخصيات بدلاً من الإثارة والأكشن غياب المعارك العنيفة التي اعتاد عليها المشاهدون في مسلسل “لعبة العروش”، حيث كانت الدماء تتناثر على الشاشة ولعبت التنانين دورا رئيسيا في جذب الجماهير. هذا التغيير جعل البعض يشعر وكأن المسلسل قد انحرف عن مساره، ليصبح أشبه بنسخة فانتازية من مسلسل “الخلافة” (Succession) الذي دار حول صراع أبناء على إدارة إمبراطورية والدهم.