تصدر اسم الممثل أحمد عيد منصات التواصل عبر وسم حمل اسمه بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسل “عملة نادرة” بمشاركة عدد من نجوم الفن، واعتبره البعض عودة قوية ومفاجئة بعد غياب دام أكثر من 8 سنوات عن الدراما و5 سنوات عن السينما.
لعب عيد في هذا المسلسل الدرامي دورا لم يكن يتوقعه أحد بما فيهم عيد نفسه، هو شخصية الطماع الشرير الذي يقتل بدم بارد.
يقوم الممثل بتجسيد دور مسعود عبد الجبار، الصعيدي الممتلئ بالشر والطمع والدهاء، ويتشارك البطولة مع نيللي كريم، والفنان السوري جمال سليمان، وفريدة سيف النصر. ويشارك في العمل مدحت وماندو وجمال العدل، تأليفا وإخراجا وإنتاجا.
دور مسعود.. مغامرة ومجازفة
مَثَلَ هذا النوع من الأدوار تحولا كبيرا ومفاجئا بالحياة الفنية لعيد صاحب الأدوار الغارقة في الكوميديا، وكان القبول به بعد سنوات من الغياب بمثابة مغامرة غير مأمونة العواقب، وهو ما يبرر خوفه من القيام بالدور بعد عرضه عليه.
كان عيد سيشعر بالندم لو أنصت إلى هواجسه وانصاع إلى مخاوفه واعتذر عن عدم قبول الدور الذي نجح في تقديمه للجمهور، للمرة الأولى، بشكل مختلف وبارع وغير متوقع.
وبعد تغلبه على هواجسه وقبوله بتجسيد دور الشرير المطلق، قال عيد الذي يمتلك مقومات فنية مميزة جعلته يرافق العديد من أسماء النجوم بالعقد الأول من الألفية الثالثة “سيكون نجاحا كبيرا لي لأني خائف من الدور وسوف أقدم شيئا مختلفا”.
وكان مسلسل “صاحب السعادة” موسم عام 2014 مع النجم عادل إمام، آخر الأعمال الدرامية التي قدمها عيد في مصر، ثم شارك بالمسلسل السعودي “اختراق 2” الذي عرض عام 2021، ثم شارك أحمد بدير البطولة في العرض المسرحي “اخطف مراتي ولك تحياتي” الذي أقيم ضمن فعاليات موسم الرياض نهاية عام 2022.
مفاجأة مدوية.. ميلاد جديد
أصبح عيد عقب الحلقات الأولى من “عملة نادرة” حديث النقاد والجمهور المصري بعد أن برع في تقديم دوره الجديد، واعتبره البعض “ميلادا” فنيا جديدا استطاع أن يقدم نفسه كفنان متنوع بإمكانيات واسعة وأن لديه الكثير ليقدمه.
كان اختيار عيد واستدعاؤه بعد سنوات من الابتعاد عن التمثيل للعب دور البطولة أمام نيللي كريم وجمال سليمان مغامرة -ليس بالنسبة له فقط- بل لكل فريق العمل بمن فيهم المخرج والمنتج حيث المنافسة على أشدها بين أكثر من 30 عملا دراميا هذا الموسم.
ويرى الجمهور أن دور الصعيدي الشرير التقليدي لم يكن كذلك بالنسبة لعيد الذي قدمه بشكل مختلف من خلال ملامح هادئة رصينة وأداء معقد بين الشر والحقد والكراهية والهدوء والطيبة والضعف، وهو ما جعل الأداء الفني بأعلى مستوياته.
تفاعل وتعاطف الجمهور
تفاجأ عيد إلى جانب جمهوره بدعوته إلى حفل توزيع جوائز “جوي أووردز” (Joy Awards) الذي أقيم بالعاصمة السعودية نهاية يناير/كانون الثاني 2023، وقال في تصريحات متلفزة “لم أعد موجودا على الساحة، وتفاجأت بدعوتي للحفل، وفرحت أنهم افتكروني، وأتمنى المجيء مجددا”.
تصريحات عيد لاقت تعاطفا واسعا لدى جمهوره على منصات التواصل، وسارعوا بتقديم الدعم وشجعوه على العودة مجددا إلى الساحة الفنية، لكنه سرعان ما عاد وكتب على صفحته الشخصية على موقع فيسبوك أن حديثه لم يكن المقصود منه “الشكوى” أو أن لديه مظلمة.
وأوضح أنه كان “يهزر” عندما قال ذلك، وينبغي ألا يخرج حديثه عن سياقه الطبيعي، مشيرا إلى أنه تلقى عروضا كثيرة ولكنه كان يرفض قبول أي دور غير مناسب له أو لجمهوره، وأنه حريص على تقديم عمل فني جيد ويشكل إضافة له.
صعود ثم غياب فصعود
صعد نجم عيد بداية الألفية من خلال فيلم “فيلم ثقافي” الذي حقق وقتها نجاحا كبيرا، وشارك في أعمال سينمائية كثيرة مثل “شورت وفانلة وكاب” سنة 2000، “أفريكانو” عام 2001، “إزاي البنات تحبك” عام 2002، “قلب جريء” في نفس العام، “أوعى وشك” عام 2003 (بطولة مشتركة مع أحمد رزق) قبل أن ينفرد بالبطولة في فيلم “ليلة سقوط بغداد” عام 2005.
ومنذ دوره في فيلم “حظ سعيد” 2012 لم يشارك في أي عمل سينمائي إلا عامي 2017 في فيلم “ياباني أصلي” و2018 في فيلم “خلاويص” ليغيب عن الساحة وسط تساؤلات عن سر غيابه بعد تحقيق شهرة واسعة بررها عيد بمبررات مختلفة منها أنه لم يجد نصا جيدا تارة، وأنه لا يعلم السبب الحقيقي تارة أخرى.
السؤال الذي يلاحق عيد
لكن ظل السؤال عن سبب الابتعاد والغياب من أكثر الأسئلة المطروحة على عيد طوال السنوات الماضية، وكانت الإجابة عدم وجود دور يناسبه، ولكن صحيفة “الأخبار” المحلية كانت قد نقلت عن عيد (منتصف عام 2018) الذي شارك في ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 قوله إن سبب ابتعاده عن الدراما مجهول، وهو ما نفاه لاحقا في لقاء تلفزيوني.
ولكنه أضاف خلال اللقاء، الذي جرى مطلع عام 2019، أنه لم يقدم أعمالا فنية بعد ثورة يناير غير دوره في فيلم “حظ سعيد” عام 2012، ومنذ ذلك الوقت لم يقدم أي عمل فني حتى عام 2017 باستثناء مشاركته في مسلسل “صاحب السعادة” عام 2014، مؤكدا أن العمل الفني بالنسبة له “ليس أكل عيش”.
هل يصبح 2023 عام الحظ؟
أيا كانت أسباب الغياب وكواليس العودة، فإن 2023 يبدو أنه عام الحظ لهذا الممثل العائد والذي سجل حضورا قويا ومؤثرا في واحد من أهم مواسم عرض الأعمال الدرامية المصرية والعربية، كما ينتظر عيد طرح فيلمين له هما “أهل الكهف، الشيطان شاطر”.
ويشارك في فيلم “أهل الكهف” -المأخوذ عن رواية الكاتب توفيق الحكيم- كلٌ من خالد النبوي، غادة عادل، محمود حميدة، محمد فراج، فؤاد بيومي، وغيرهم، وهو تأليف (معالجة سينمائية) أيمن بهجت قمر، إنتاج وليد منصور، إخراج عمرو عرفة.