كليوباترا.. رحلة سينمائية طويلة بمشاركة أوروبية وأميركية ويابانية

يترقب محبو الأفلام التاريخية إطلاق عمل جديد يحكي قصة كليوباترا آخر ملكات مصر، بعد جدل طويل أثاره تقديم الممثلة ذات الأصل الأفريقي أديل جيمس لشخصية الملكة البطلمية في الفيلم الوثائقي “الملكة كليوباترا” (Queen Cleopatra).

ومن المنتظر أن تؤدي الممثلة غال غادوت دور كليوباترا في الفيلم الجديد الذي لم يتم الإعلان عن موعد طرحه بعد، وهو من إخراج بكاري سكوغلاند مخرجة فيلم “الصقر وشتاء سوليدير” (The Falcon and the Winter Solider).

وإذا كانت غادوت آخر ممثلة تعتزم تجسيد شخصية الملكة المصرية -التي حكمت في الفترة من 51 إلى 30 قبل الميلاد، وشهد حكمها تحولات درامية عنيفة في تاريخ المملكتين البطلمية والرومانية- فإن أشهر من قدمت دور كليوباترا هي الممثلة الأميركية إليزابيث تايلور في الفيلم الذي صدر عام 1963، وتم تصوير جزء كبير منه في مصر.

وقدمت عدد من نجمات السينما العالمية شخصية كليوباترا وبينهن فيفيان لي، وصوفيا لورين، ومونيكا بيلوتشي.

حفل سينمائي متواصل

وألهمت حياة الملكة المصرية عددا كبيرا من الأدباء في العالم بينهم وليام شكسبير الذي كتب مسرحيته “أنطونيو وكليوباترا” (Antony and Cleopatra) التي تدور حول قصة حب مأساوية بين الملكة ومارك أنطونيو -قائد الجيش الروماني- انتحرت خلالها الملكة. أما مسرحية “قيصر وكليوباترا”، فكتبها الأديب الإنجليزي جورج برنارد شو عام 1898، وتُصور قصة العلاقة بين يوليوس قيصر وكليوباترا.

ومنذ بداية صناعة السينما، قدمت عديد من الأعمال الفنية -بينها 22 فيلما روائيا- عن الملكة كليوباترا، إذ أنتج أولها عام 1899. أما أبرز أفلام الملكة المصرية ” كليوباترا” الذي قدم عام 1963، فهو فيلم درامي ملحمي أميركي من إخراج جوزيف إل مانكيفيتش، الحائز 4 مرات على الأوسكار، وسيناريو وسيدني بوخمان ومانكيفيتش ورانالد ماكدوغال ومأخوذ عن من كتاب “حياة وأوقات كليوباترا” من تأليف كارلو ماريا فرانزيرو عام 1957.

حصل الفيلم القديم على 9 ترشيحات لجوائز الأوسكار، وقدم الممثل الراحل ريكس هاريسون دور يوليوس قيصر، أما إليزابيث تايلور فتألقت في دور الملكة، في حين لعب ريتشارد بيرتون دور مارك أنطونيو. ويدور الفيلم حول الملكة الشابة، وهي تكافح لمقاومة الطموحات الإمبراطورية لروما.

وكان المخرج الأميركي الرائد سيسيل دي ميل قدم عام 1934 فيلما ملحميا بالاسم نفسه، معتمدا على سيناريو كتبه فينسينت لورانس ووالديمار يونغ، وفاز بجائزة أوسكار للتصوير السينمائي.

لعبت كلوديت كولبير دور كليوباترا، بينما أدى هنري ويلكوكسون دور مارك أنطونيو، أما يوليوس قيصر فجسد دوره وارن وليام. ودار الفيلم حول الحياة العاطفية لكليوباترا، التي تبدأ بعلاقتها مع يوليوس قيصر، ثم مع مارك أنطونيو.

ومن بريطانيا، قدم المخرج غابريل باسكال فيلم “قيصر وكليوباترا” (Caesar and Cleopatra) عام 1945، وهو مقتبس من مسرحية الكاتب جورج برنارد شو. تدور أحداث الفيلم حول الحب والسياسة بين مصر القديمة وروما، ويحكي قصة احتلال قيصر للإسكندرية. لعبت فيفيان لي دور كليوباترا، وكلود راينز دور قيصر.

ورغم فشل الفيلم في تحقيق إيرادات تذكر، فإنه حظي بتقدير نقدي كبير. قدم النجمان الرئيسيان كلود رينز وفيفيان لي أداء مميزا. إذ كانوا مرشحين لجوائز الأوسكار، وفازت فيفيان لي بجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة في فيلمها التالي “ذهب مع الريح” (Gone with the Wind) عام 1939.

مساهمة فرنسية

وجاءت المساهمة الفرنسية في حفل كليوباترا السينمائي التاريخي كوميدية بالاشتراك مع ايطاليا، حيث قدما معا فيلم “أستريكس وأوبليكس: مهمة كليوباترا” (Asterix & Obelix: Mission Cleopatra) عام 2002، من إخراج وكتابة إيليان شابات، ويعد الفيلم الجزء الثاني في سلسلة أفلام أستريكس وتكملة لفيلم “أستريكس وأوبليكس ضد قيصر” إنتاج 1999.

لعبت مونيكا بيلوتشي دور كليوباترا وقدم جيرار ديبارديو دور أوبليكس. وتعقد الملكة في الفيلم اتفاقية مع يوليوس قيصر، تنص على أنه إذا بنى المصريون قصرًا في الإسكندرية أكبر من قصر قيصر في روما، فعليه أن يعترف بأن مصر كانت أعظم الأمم، وتستأجر مهندسا معماريا لإنجاز المهمة، ويستعين بدوره بكل من أستريكس وأوبليكس لإنجاز المهمة.

وكان الفرنسيون قد قدموا عام 1968 فيلم رسوم متحركة يدور في الإطار نفسه تحت اسم “أستريكس وكليوباترا “(1968)، بالتعاون مع بلجيكا، من إخراج رينيه جوسيني وألبرت أوديرزو، والفيلم عبارة عن مسرحية موسيقية، وهو أشهر الرسوم المتحركة حول كليوباترا .

وكان الإيطاليون قد قدموا كوميديا مبكرة حول كليوباترا تحت اسم “ليلتان مع كليوباترا” (Two Nights with Cleopatra) عام 1954، أخرجها ماريو ماتولي، وكتبها روجيرو ماكاري وإيتوري سكولا. وقدمت خلالها نجمة السينما الإيطالية في سنوات مجدها صوفيا لورين دورين: الملكة وإحدى خادماتها. يحكي الفيلم أن كليوباترا استخدمت جمالها لإغواء وسحر الرومان الأقوياء.

حضور شكسبيري

اقتبس فيلم “أنطونيو وكليوباترا” عام 1972 القصة عن مسرحية ويليام شكسبير، وتم تصويره في إسبانيا، وهو من إخراج تشارلتون هيستون. ولعبت فيه هيلديغارد نيل دور كليوباترا، بينما جسد تشارلتون هيستون دور مارك أنطونيو. يحكي الفيلم قصة علاقة غرامية بين كليوباترا وأنطونيو، لكنه لم يلق استحسانًا.

وفي مغامرة تاريخية للمخرج وليام كاسل عام 1953، قدم فيلم “ثعبان النيل” (Serpent of the Nile)، والفيلم من بطولة روندا فليمنغ في دور كليوباترا وريموند بور في دور مارك أنطونيو.

يبدأ الفيلم عام 44 قبل الميلاد بعد اغتيال يوليوس قيصر، ويدور حول كليوباترا وعلاقتها بالجنرال الروماني أنطونيو.

ومن اليابان، قدم المخرجان إيتشي ياماموتو وأوسامو تيزوكا فيلم الرسوم المتحركة “كليوباترا” بطولة تشيناتسو ناكاياما في دور كليوباترا، وهاجيمي هانا في دور يوليوس قيصر، وأوسامي نبي في دور مارك أنطونيو.

في الفيلم، يكتشف 3 من البشر أنه في المستقبل البعيد، حين ينوي جنس فضائي يسمى باساتيلي قهر البشرية بخطة كليوباترا الغامضة. باستخدام آلة الزمن، ينقل الثلاثة عقولهم إلى أجساد أعضاء محكمة كليوباترا التاريخية لتمييز الخطة ومنعها.

أما “قبر كليوباترا” (Cleopatra’s Tomb)، فهو فيلم قصير صامت من إخراج جورج ميلييه صدر عام 1899. ويعد من أقدم أفلام الرعب التي تم إنتاجها على الإطلاق. ويقوم ببطولته ميلييه في دور سارق القبر، وجيهان ديلسي في دور شبح كليوباترا. وتدور أحداث “قبر كليوباترا” حول رجل يقوم بحفر داخل قبر مصري ويدنس مومياء الملكة ويخرج امرأة من نحاس.

المصدر : الجزيرة + وكالات
أوروبيةبمشاركةرحلةسينمائيةطويلةكليوباتراوأميركيةويابانية
Comments (0)
Add Comment