قضت محكمة سودانية بالسجن والغرامة بحق امرأة احتالت على تاجرة قماش بالخرطوم عن طريق الدجل والشعوذة.
القصة بدأت داخل متجر القماش عندما أبلغها أحد زملائها بضياع هاتفه النقال، وتحدّث بحُزن شديد بأن هاتفه قيِّم، وقتها كانت المتهمة تسترق السمع لحديث التاجرة مع صاحب الموبايل الضائع أثناء وقوفها بالقرب منهما، حسبما ذكرت “العربية”.
دون مقدمات، اقتحمت حديثهما وأبلغتهما أنها “شيخة” ولديها قدرة على إعادة هاتفه المفقود إليه مرة أخرى، وأيضاً لديها القدرة على حمايته من السرقة أو الضياع مرة ثانية، وطلبت منه مبلغ 15 ألف جنيه سوداني مقابل ذلك العمل، لكن الرجل فاجأها باستعداده لدفع مبلغ 50 ألف جنيه إن أفلحت في استعادة هاتفه.
هنا، التفتت المتهمة ناحية تاجرة قماش وأبلغتها أنها محسودة ولديها “عوارض” وتستطيع حمايتها من الحسد وحماية منزلها أيضاً.
وطلبت منها الاستحمام بالماء الممزوج بالملح لطرد العين والحسد، وطلبت منها اصطحابها إلى منزلها لتخرج لها العمل وتبطل عنها مفعول السحر.
بالفعل، اصطحبتها تاجرة القماش إلى منزلها، وهناك طلبت منها المتهمة إحضار الماء المالح ووضعته قرب مبخر قبل أن تطلق بخوراً كثيفاً ذا رائحة نفّاذة.
أموال الخدام
وفي لحظة مناسبة، طلبت من تاجرة القماش إعطاءها مبلغ خمس مئة ألف جنيه، وفي لحظة لا وعي استجابت التاجرة وسلّمتها المبلغ المطلوب.
تلك العملية تكرّرت ثلاث مرات، وفي كل مرة تقوم التاجرة دون وعي بتسليم المتهمة مبلغاً من المال، وكانت المتهمة تقوم بإيهامها أن تلك المبالغ تذهب إلى “الخدام” من الجن.
خسارة فادحة
بعد ذلك، سلمت المتهمة، تاجرة القماش بخوراً وادّعت أنه يجلب الرزق، لكن ما حدث كان العكس تماماً، حيث خسرت التاجرة كل أموالها وغرقت في الديون.
وبعد فوات الأوان، اكتشفت أنها وقعت ضحية لدجالة استولت على أموالها عن طريق الشعوذة، وسارعت بتدوين بلاغ بتفاصيل الواقعة.
الحدث الأغرب
الأغرب في هذه الحكاية أن الشرطة وجدت المتهمة مخفورة داخل الحراسة بعد إلقاء القبض عليها على ذمة قضية أخرى تتعلّق بالدجل والشعوذة.
على الفور، أحيلت إلى محكمة جنايات الخرطوم شمال التي استمعت إلى جميع الأطراف قبل أن تصدر حكمها أمس الخميس على المتهمة بالسجن عاماً، وإعادة مبلغ مليوني جنيه إلى التاجرة.