[This post contains advanced video player, click to open the original website]
أعلن كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، الاثنين الماضي، إن المحكمة تسعى لإصدار مذكرات اعتقال بحق يحيى السنوار وبنيامين نتنياهو بتهم “ارتكاب جرائم حرب“.
ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو على إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بأن “هذا الإعلان لن يوقفني، أو يوقف إسرائيل، عن الحرب التي تشنها على غزة“.
ومن ناحية أخرى بدأت الخلافات داخل الحكومة تظهر على السطح، وهناك دعوات لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة. للوقوف على هذه القضايا وما ينتظر الساحة السياسية المحلية، التقت “الصنارة” د. سليم بريك، المحاضر في العلوم السياسية.
الصنارة: أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بأن المحكمة ستصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وقادة اسرائيليين، بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ما هي انعكاسات هذا القرار وكيف يتم ؟
د. بريك: المحكمة اجرت تحقيقا مطولا، وسبق أن حضر خان الى قطاع غزة، وحذر أنه اذا استمرت الأمور بهذا الشكل ستكون قرارات من قبل المحكمة، لذا فقرار المحكمة لم يكن مفاجئا، وإنما الأمر المفاجيء ان اسرائيل باتت دولة ليست فوق القانون للمرة الأولى، على عكس ما اعتدنا عليه منذ قيامها، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب لقادة اسرائيليين.
والسؤال هل سيتم تنفيذ القرار؟ هذا صعب جدا برأيي، فاسرائيل محمية من قبل الولايات المتحدة، وهي ستقوم بفرض عقوبات وغرامات على من يقدم على اعتقال نتنياهو أو غالانت. لكن ذلك يمكن أن يؤثر على الرأي العام وعلى قرار المحكمة الدولية غدا، اذا أصدرت قرارا بوقف اطلاق النار مثلا.
الصنارة: نفهم من ذلك أنه ليس هناك عمليا أسنان للقرار!
د. بريك: ممكن أن يكون له أسنان، لكن ذلك يتعلق بتصرف الدول. أذكر على سبيل المثال، عندما حضر الى الأردن حسن البشير، الرئيس السوداني الأسبق، وكان مطلوبا للمحكمة الدولية لم يقم الأردن باعتقاله، مع أن الأردن تابع للدول المعترفة بالمحكمة، (بينما اسرائيل لا تعترف بها)، والسؤال هل سيتم اعتقال نتنياهو في حال سفره الى اسبانيا مثلا؟ أظن لن يحدث كما جرى مع بوتين، وهذه مشكلة حقيقية للولايات المتحدة التي سيكون من الصعب عليها تبرير موقفها من اعتقال نتنياهو على عكس موقفها من بوتين، و يعرضها للمساءلة لماذا المعايير المزدوجة. التأثير الحقيقي فقط سيكون على المحكمة الدولية غدا.
الصنارة: خرج مؤخرا كلا من غانتس وغالانت بتصريحات سياسية ومواقف فيها تحد لنتنياهو، هل ستؤثر هذه المواقف على قرارات وتوجه الحكومة ورئيسها بالنسبة لاستمرار الحرب، ولماذا؟
بريك: غالانت خرج علنيا ضد نتنياهو وهو كان الوحيد داخل الليكود الذي يفعل ذلك، لكن لا أراه يؤثر على شخصيات مركزية في الليكود مثل أدلشطاين، ونتنياهو لن يتعرض له لأنه يريد المحافظة على الائتلاف المكون من 64 عضوا برلمانيا، وبهذا فهو ملتزم وخاضع لبن غفير وسموتريتش، والأخير يتخذ قرارات تسبب الاحراج لاسرائيل في الخارج مثل مخطط القضاء على السلطة الفلسطينية اقتصاديا، وكذلك بن غفير الذي يسيطر على الشرطة وغيرها، ونتنياهو لا يقدر على الوقوف أمامهما، اعتقادا منه أن الليكود يصبح ضده وأن الحريديم يؤيدونه بشكل مطلق لذا خضوعه للصهيونية الدينية أمر يتعلق بنتنياهو ومستقبله ومحاكمته، بينما تفكيره بعقد صفقة مع الجهاز القضائي من موقعه كرئيس حكومة وليس عضو كنيست.
أما بالنسبة لغانتس فهو هدد نتنياهو عدة مرات، وهناك مقولة بأن من يهدد عدة مرات ولا ينفذ يفقد مصداقيته في التهديد، وغانتس عمليا فقد مصداقيته. هو وضع 6 نقاط كشروط لاستمراره في كابينت الحرب، ونتنياهو رفضها على الفور جملة وتفصيلا ومع هذا لم يتحرك غانتس، لذا سننتظر ونرى أي قرار سيتخذه هل سيخرج من الحكومة أم سيجد ذريعة ويستمر فيها كما حدث سابقا، وغانتس يثبت انه ليس قائدا حقيقيا وأن قوته في المجتمع الاسرائيلي آخذة بالتراجع وأن قوة الليكود عادت لترتفع، مع أننا لا نتحدث عن أعداد كبيرة. غانتس مناسب لأن يكون الرجل الثاني وليس الأول في الحكومة.
الصنارة: افتتحت الأسبوع الماضي الدورة الصيفية للكنيست، هل هناك دور فعلي بعد للكنيست أمام الأغلبية التي تتمتع بها الحكومة داخلها؟
د. بريك : باعتقادي لا، فالحكومة تسيطر بشكل مطلق على الكنيست، التي تخضع للحكومة بواسطة اللجان الفرعية وبلوك الـ 64 عضوا وعودتها للانعقاد لا يعطي فائدة. لكن هناك بعض القوانين التي يمكن لها أن تسنها وفي هذا فائدة. الكنيست عمليا تحولت الى ذراع للحكومة ولم تعد هناك منفعة حقيقية لها.
الصنارة: هناك دعوات لإجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل، هل ترى بناء على التطورات السياسية الأخيرة عودة القائمة المشتركة للحياة، ورؤية الأحزاب العربية تعمل معا؟
د. بريك: القائمة المشتركة لم تكن مشتركة في حينه بل كانت مشلولة وليست مشتركة. لكن مع هذا كان لها انجازات، مثل إيصال 15 نائبا للكنيست وتشكيل بلوك برلماني، من ناحية استراتيجية هذا ما يجب أن يقوم به المواطنون العرب، لكن رأينا كيف أن الموحدة خرجت بشكل مثير للاستهجان حيث نجح نتنياهو بتقسيم القائمة، وبعدها سلوك حزب التجمع غير المسؤول وحرقه لأكثر من 180 ألف صوت، كما أن أداء الأحزاب العربية مؤسف ولا يرتقي لمصالح المجتمع العربي، النظرة الحزبية تتغلب على النظرة الاستراتيجية ولهذا لست متفائلا نهائيا من الأحزاب العربية وأدائها.
الصنارة: هل ستحدث انزياحات حزبية على صعيد الأحزاب اليهودية في حال إجراء انتخابات للكنيست؟
د. بريك: نعم، لأن هناك تطرف يميني في المجتمع الاسرائيلي، حتى ميرتس الذي كان حزبا يساريا، يسيطر عليه حاليا ضابط سابق في الجيش رغم الشجاعة السياسية التي يبديها، وقد تحدث عن الفاشية التي تنمو في المجتمع الاسرائيلي، لكن تلك الظواهر تدل على عسكرة المجتمع الاسرائيلي بشكل غير مسبوق والتحرك يمينا واضح ولا أحد يتحدث عن السلام، انما من يتحدث يقصد الفصل بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهذا لا يبشر بالخير وبأن هناك بديلا حقيقيا لليمين المتطرف الموجود الآن في الحكومة ويسيطر عليها.