أثارت تصريحات الفنان السوري هاني شاهين -المعرف بشخصية “نوري” في مسلسل باب الحارة- بشأن ظروفه المعيشية والإنسانية الصعبة، تفاعلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر كثيرون عن تعاطفهم معه، وسط حالة من الأسف والأسى لما آلت إليه أوضاع غالبية الشعب السوري.
وخلال الساعات الماضية، تصدر اسم الفنان الثمانيني هاني شاهين المنصات الرقمية، ولم تكن أدواره التي قدمها على مدى عقود طويلة على خشبة المسرح أو شاشة التلفزيون موضوع الحديث، بل ظروفه الحالية.
إذ بدا “العريف نوري” -كما يعرفه جمهوره العريض في الوطن العربي- مكسورا خلال مقابلة تلفزيونية، تحدث فيها بمرارة عما يعيشه من صعوبات لتأمين أبسط ضروريات الحياة، فضلا عن عدم قدرته على تأمين مصاريف علاجه المكلفة، حسب تعبيره.
حزن وصدمة
ولم يخل الحديث من الحزن والشجن، إذ صدم الفنان السوري جمهوره بقوله إنه يعيش وزوجته على الزيت النباتي والزعتر منذ 20 يوما، مشيرا إلى أنه لم يتذوق أي نوع من الفواكه منذ سنة، وأنه نسي طعمها.
وأشار الفنان السوري -الذي قدم أدوارا تلفزيونية معروفة منها دوره في سلسلة “مرايا”- إلى أن أول راتب تقاضاه من نقابة الفنانين السوريين لم يكن كافيا، فالمرتب حينها كان 25 ألف ليرة سورية (9.95 دولارات) وسعر كيلوغرام اللحم بنحو 15 ألف ليرة.
ولم يخف شاهين -في حواره التلفزيوني- أنه كان يلجأ للاستدانة من أجل توفير مصاريفه، لدرجة دفعته إلى بيع سيارته، وتساءل بكل حسرة “هذا جزائي في آخر عمري أن أموت شحاذا”.
وأضاف شاهين في حواره “ما بخفيك كنت عم أتدين (أقترض)، ووصلت لدرجة ما عاد أقدر، لأنه كثرت الديون وبعت سيارتي، وهذا جزائي أن كل شيء قدمته ببلاش، وجزائي بآخر عمري أموت شحاذا”.
تفاعل وتعاطف
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، أعاد الناشطون نشر الفيديو وتفاعلوا بالتعليق عليه، معتبرين أن ما وصل إليه الفنان هاني شاهين يدل على أن الممثل في سوريا لا يمكنه العيش إذا توقف عن العمل وليس له أي مصدر دخل ثان.
وأكد عدد من النشطاء أن شاهين ليس الوحيد في محنته، فالسوريون يعيشون منذ سنوات أياما سوداء بسبب الحرب والنزوح والتشريد، وبعضهم لا يستطيع حتى توفير الزيت والزعتر.
وفي مقال بعنوان “هاني شاهين وصل صوته… ماذا عن بقية الشعب؟!” بجريدة الأخبار اللبنانية، قال الكاتب وسام كنعان: إن شاهين صار حديث الشارع السوري اليوم، لكن مع حسرة صريحة وواضحة تقول: هذا فنان استطاع أن يوصل صوته، لكن نحن من يوصل صوتنا وظروفنا أصعب منه، ولا نملك أصلا سيارة لنبيعها ونوفي ديوننا”.
وفي مقطع ثان للفيديو نشرته نقابة الفنانين بسوريا، خرج شاهين ليؤكد أن حديثه كان موجها للمخرجين والمنتجين الذين لم يقدموا له أدوارا رغم مسيرته الفنية التي تمتد لأكثر من 6 عقود، مشيرا إلى أن النقابة لم تقصر في القيام بدورها معه وقدمت له كل التسهيلات.
وفي تعليقاتهم على هذه التصريحات، قال نشطاء إن هذا الرد ليس عفويا، بل جاء لتبييض وجه مسؤولي النقابة، وبضغط منهم.
المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي