مع تمنياتنا بالنجاح لكل الطلاب والطالبات الجامعيين العائدين الى مقاعد الدراسة العُليا، والطلاب الجُدد المنضمين للدراسات العُليا، يشكل الطلاب الجامعيون الخامات الأساسية للمتطوّعين في المجتمع العربي، إذ يوكلون أهمية كبرى للعطاء للمجتمع.
في التقرير التالي نتحدث مع طالبتان جامعيتان عن خبرتهما في التطوّع خلال فترة الدراسية الجامعية. الأولى سارة طرودي من كفر سميع، خريجة برنامج “سفراء روتشيلد” والتي تشارك اليوم في برنامج “خط الانطلاق” الذي يستهدف شريحة الشباب من المجتمع العربي بعد انهائهم للصف الثاني عشر، والذين يخططون لدخول الحياة الأكاديمية.
ونتحدث أيضًا مع الطالبة عدن عاصلة من عرابة – خريجة برنامج “مسار” الذي يهدف إلى تطوير قيادات في مجموعة الشباب في المجتمع العربي، وتحضيرهم للحياة الاكاديمية.
سارة طرودي (22 سنة) من كفر سميع في الجليل الغربي، طالبة علم نفس وإعلام في جامعة تل أبيب. تشارك سارة في برنامج “خط الانطلاق” (ٍالفوج الثامن) وهي مركزة في البرنامج وخريجة برنامج “سفراء روتشيلد”.
تقول سارة “في إطار البرنامج، تطوّعت سنة أولى في جمعية “الملعب البيتي” التي تعمل على ارجاء المشردين والمشردات للحلقات الاجتماعية بواسطة الرياضة والجوقة. في السنة الثانية عملت كمركزة مشاريع في قسم الشباب بإحدى الوزارات الحكومية – وزارة تطوير الضواحي، النقب والجليل، وفي إطار وظيفتي كنت مسؤولة عن مشاريع بكل مراكز الشبيبة والشباب في أنحاء البلاد. خلال السنة الثالثة كنت مركزة ريادة ومبادرة في مؤسسة شراكات إدموند دي روتشيلد”.
وتضيف سارة “في السنة الأولى لدراسة اللقب الجامعي مع بدء اجتياح جائحة الكورونا، عدت الى قريتي وأنشأت مجموعة مكوّنة من 23 متطوعة، وعملنا سويًا على قيادة ستة مشاريع اجتماعية، كحملة “اطرق الباب”، وفي إطارها زرنا كل المسنين في القرية وشرحنا لهم تعليمات الوقاية من الكورونا، وتأكدنا أنهم يحمون أنفسهم ويتخذون الوقاية اللازمة. كما عملنا على حملة لجمع تبرعات أكل ومواد تنظيف للعائلات المحتاجة والتي فقدت مصدر رزقها وعملها خلال أزمة الكورونا، نظمنا معرضًا للكتب بيعت فيه كتب مستعملة بوضعية جيّدة مقابل 5 شواكل فقط، كي نعطي امكانية للجميع أن يشتروا كتبًا مدرسية لأولادهم، واستثمرنا هذه الأموال في مشاريع اجتماعية أخرى. علاوة على ذلك، شغلت في السنة الماضية منصب رئيسة الخلية الطلابية للطلاب الجامعيين الدروز في الجامعة”.
أما عدن عاصلة، فهي طالبة علوم الحاسوب في التخنيون، وهي خريجة برنامج “مسار” – برنامج القيادة والتحضير للدراسة الأكاديمية في المجتمع العربي، فها هي الآن وبعد أن أنهت السنة التحضيرية المكثفة مع برنامج “مسار” تستعد لخوض تجربتها بالدراسة الأكاديمية ودراسة علوم الحاسوب في التخنيون – معهد العلوم التطبيقية في حيفا.
في حديثها عن تجربتها مع برنامج التأهيل للدراسة الأكاديمية “مسار”، تؤكد عدن أنها تطوّعت خلال دراستها الثانوية بمساعدة طلاب آخرين، وتقول “لطالما شعرت بالحاجة أن أقوم بالعطاء المجتمعي. مباشرة بعد إنهاء دراستي الثانوية انضممت لبرنامج مسار، لأنني كنت أرغب بمواصلة التأثير على بيئتي بالإيجاب، أردت التعرف على البلاد، الخروج من الصندوق ولقاء أشخاص من شتى الخلفيات المتنوعة”.
وتضيف: “كانت سنة مليئة بالتجارب والتفاعل، سنة ممتعة بحق، وهي أول مرة أكون جزءًا من مجموعة اشعر ولا زلت أشعر بارتياح دائم فيها بأن أتحدث عن شتى المواضيع، شعرت بالأمان لأن أعبر عن رأيي وأطرح أفكاري. خلال السنة التطوعية بمسار تطوعت في جمعية “حاسوب” لترقية اندماج الطلاب الجامعيين الذين يدرسون مواضيع تكنولوجية في سوق العمل. مما لا شك فيه هو أن هذا ما شجعني أنا أيضًا على الانخراط في دراسة موضوع تكنولوجي في التعليم العالي”.
بالنسبة للمخططات المستقبلية تنوي عدن الاستثمار في دراستها “كي تتمكن من التقدم في العمل بهذا المجال. يسعدني أنه تم قبولي لمشروع القيادة الشابة “سفراء روتشيلد”، على أن أشارك بهذا المشروع بالسنوات الدراسية الثلاث المقبلة. تغمرني الحماسة لاختبار هذه التجربة التي ستُكسبني أدوات للنجاح ولتحقيق التغيير”.
وتختتم عدن قائلة “حلمي هو أن أؤثر على مجتمعي وعلى بيئتي بشكل إيجابي، عبر مجال دراستي، بواسطة رفع الوعي في صفوف الشبان والشابات على وجه الخصوص، لأهمية الدراسة الأكاديمية والتعليم العاليّ بمواضيع تكنولوجية – مهن المستقبل”.