مباشرة بعد التصويت الدراماتيكي في الكنيست وبعد جهود الوساطة التي استمرت حتى اللحظة الأخيرة في مقر رئيس الدولة، قال رئيس الهستدروت أرنون بار دافيد: “في الأيام الماضية، بذلتُ كل ما في وسعي للتوصل إلى حل وسط كان يرغب فيه غالبية الشعب في دولة إسرائيل. كانت الفجوات التي بقيت بين الطرفين صغيرة وتستحق جهود الوساطة لجسر الهوة، لكن كل جهود الوساطة فشلت بسبب النزوات السياسية لدى الجانبين.
شكري وتقديري لرئيس الدولة يتسحاق هرتسوغ على تفانيه والتزامه العميق الذي أبداه لتحقيق تفاهمات واسعة. لقد كانت ساعة اختبار للقيادة المسؤولة، ويجب أن نقول بصدق أن هناك صنّاع قرار يفضلون اعتبارات “الأنا” الضيقة على مصلحة المجتمع الإسرائيلي”.
وتابع بار دافيد:””عجلة القيادة في يد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وقد ضاعت هنا فرصة تاريخية لجسر الهوة بين شرائح المجتمع وإعادة إسرائيل إلى رشدها. ونتيجة لذلك، أدى الواقع الذي نشأ هنا إلى كسر الثقة الأساسية بين الشعب ومنتخبيه، بموازاة تقويض البنية التحتية القِيَمية التي بنيت عليها دولة إسرائيل.
لقد وقعت دولتنا في أزمة لا نزال لم نفهم حدتها وحجمها. والثمن الذي قد ندفعه جميعًا لهذا سيكون له ابعادا أمنية، اقتصادية واجتماعية ودولية، الامر الذي يعرّض للخطر الحقيقي الإنجازات الهائلة التي حققتها إسرائيل منذ تأسيسها.
واختتم بار دافيد حديثه:”أقف وراء ما قلته في الأسابيع الأخيرة، وأوضّح أنه من الآن فصاعدًا فان أي تقدم أحادي الجانب في خطة الإصلاحات سيكون له عواقب وخيمة. لن أسمح بتعميق الانقسام والاستقطاب في الشعب. فإما أن تتقدم الأمور باتفاق واسع، أو لن تتقدم على الإطلاق.
الهستدروت هي هيئة فوق حزبية توحد كافة العاملات والعاملين من مختلف الأطياف السياسية. وباعتبارها شريكًا مركزيًا في بناء الدولة سوف تستمر في النضال بشكل أكبر من اجل تحقيق التعاضد والتكاتف والمساواة.
في الأيام القريبة سأدعو الهيئات العليا للهستدروت الى الاجتماع بهدف الإعلان عن نزاع عمالي شامل في المرافق الاقتصادية وتفعيله عند الحاجة حتى الاضراب الكامل”