اصدرت وزارة الصحة بيانا لها أمس الاربعاء في اعقاب رصد حالات عديدة من قبل مستجمّين سبحوا في الآونة الاخيرة في بحيرة طبريا، حيث اشار البيان انه عددا من هؤلاء المستجمين اصيبوا على ما يبدو بالتهاب حاد في العينين وذلك بسبب طفيليات تم رصدها في مياه البحيرة، وهي المسؤولة عن هذه الالتهابات التي اصابت في العام الماضي ما يقارب 38 شخصا من المستجمّين في مياه البحيرة.
وحول هذا الموضوع قالت د. يمنى بصول أبو عيطة اخصائية طب العيون في المركز الطبي “تسافون” بوريا ان السباحة عامة قد تؤدّي إلى عوارض عديدة منها ما يشكّل خطراً على صحّة العينين. فمياه البحار والبرك تحمل الجراثيم، العرق، الرمل، البول والموّاد الكيماوية التّي تتعرّض لها العين عند السباحة وقد تؤدي إلى أضرار منها التهابات لحميّة العين والتهابات القرنية. هذه الالتهابات تسبب عوارض منها تهيّج العينين، الألم، الحساسيّة للضوء وتشوّش الرؤية. غالبية هذه الحالات هي مؤقته وعابره، ولكن هنالك حالات نادره التي إذا لم يتّم معالجتها قد تسبّب بضرر دائم للعين واعاقات بصرية عديدة. صغار السن هم أكثر عُرضه لهذه المخاطر، فقد وجدت الابحاث ان تعرّض الاطفال دون سن السنتين لمياه البرك التي تحتوي على مادّة الكلور يجعلهم أكثر عرضه للإصابة بالحساسية، منها حساسيه العيون، وبمرض الربو. بالإضافة الى ذلك، قد لا يلتزم الاطفال بتعليمات المحافظة على صحّة العينين ولذلك فإن نسبة تعرضهم لمخاطر السباحة تفوق نسبة الضرر الذي قد يحدث عند الكبار.
وحول اختلاف التأثير على العينين في حال السباحة في مياه البحر مقارنة مع السباحة في مياه البرك قالت د. يمنى بصول أبو عيطة:”مياه البرك تحتوي على مادّة الكلور وهي حامض يقتل الجراثيم والفيروسات. رغم كونها مادّة أساسيه للمحافظة على صحّة السابحين إلاّ أنها تعتبر مطهّر قوي جدّاً يسبّب بعض الضّرر لخلايا الطبقة الخارجية وهي الطبقة الدمعيّة التّي تحمي قرنيّة العين، وبالتّالي تتوغّل مادة الكلور الى سطح العين بسهولة، الأمر الذي يؤدي الى ظهور الاحمرار، التهيّج، الحكّة والاصابة بجفاف العينين. بالإضافة الى ذلك، ورغم معالجه مياه البرك بمادّة الكلور، لا بدّ من تواجد الجراثيم والفيروسات التّي تتعرّض لها العيون وتؤدي الى التهابات. فحسب أحد الدراسات، يتّم إغلاق ١٠٪ من البرك بعد فحصها بسبب عدم معالجتها بشكل سليم.
وأضافت بدورها:” أمّا بالنسبة لمياه البحر، فقد وجدت الأبحاث نسب من الجراثيم والفيروسات أعلى بكثير ممّا عليها في مياه البرك. كذلك فإن مياه البحر المالحة تؤدي الى تهيّج العيون وتسبب الجفاف، الحرقة والحكّة.”
وعن الملوثات الأكثر شيوعا التي تهدد صحة عيون السابحين قالت:” تعرّض العيون لمياه الأنهار والبحيرات يحمل العديد من مخاطر التهابات العيون ايضا، حيث تحتوي هذه المياه على ملوّثات عديده كالموّاد الكيماويّة، ميكروبات من المزارع المحيطة، مياه المجاري وغير ذلك. على سبيل المثال، تنتشر في بحيرة طبريا الميكروسبوريديا، وهي من أنواع الطفيليات التّي أدت الى إصابات عدّة بالعيون في العام الماضي والعام الحالي وتزداد هذه الإصابات في مواسم السباحة. عوارض التهابات العين بالميكروسبوريديا تشمل من بين أمور أخرى: الاحمرار، تهيّج العين وتشوّش حدّة النظر. وتستقبل أقسام طب طوارئ العيون هذه الحالات حيث يتّم معالجتها دون ترك أي ضرر دائم للعين عدا في حالات نادره حيث قد تبقي ندب وغشاوة على القرنية التّي بدورها تترك ضرراً دائم على حدّة النظر”.
وعن العوارض التي يتوجب على الأهل التنبه لها في هذا السياق قالت د يمنى:” مياه البرك والبحار تحتوي على موّاد كيماويّة، ملوّثات، جراثيم وفيروسات التي تتعرّض لها العيون وتؤدّي إلى عوارض عدّة منها: تهيّج العينين، الاحمرار، الدمع والحكّة. على الأهل غسل العين بمياه نظيفة لإبعاد هذه الموّاد عن سطح العين. في حال استمرار هذه العوارض رغم غسل العيون وبالأخص إذا كان هناك تشوّش بالنظر، يجب التوجّه لطبيب العيون فورا.
اما فيما يتعلق بسبل الوقاية وتجنب هذه العوارض او المخاطر حفاظا على صحة اعيننا في موسم السباحة فقالت انه احدى طرق الوقاية تتمثل في ارتداء النظارات الواقية لحماية سطح العين. كذلك، يمنع ارتداء العدسات اللاصقة أثناء السباحة التّي قد تؤدي إلى التهابات خطيره جداً للعين. ولمعالجة عوارض جفاف العيون نتيجة لتعرضها لمياه البرك والبحار، ينصح استعمال الدموع الاصطناعية (قطرات لترطيب العين) المحتوية على حامض الهيالورونيك. حيث ينبغي غسل العين جيداً بالماء في حال ظهور الحرقة او دخول جسم غريب للعين كالرمل والكريم الواقي، كما أنه من الضروري الامتناع عن فرك العين والتوجه لاستشاره طبيب إذا استمرت العوارض بعد مرور ٢٤ ساعة”.
واختتمت د. يمنى بصول أبو عيطة حديثها مشيرة الى ان السباحة بعد اجراء أي عملية في العينين تعتبر امرا بالغ الأهمية اذ ان العيون تحتاج لفترةٍ ما لتشفى تماماً وسيقوم الطبيب بإعطاء النصيحة الملائمة بحسب نوع العمليّة وحالة العين. على سبيل المثال، قد ينصح الأطباء بعدم السباحة لفترة تقارب الستّة أسابيع بعد عملية الليزر لإزالة النظارات. في هذه الحالة، تكون العين حساسّة جداً للالتهابات وللتأخّر بالشّفاء إذا ما تعرّضت لمياه البرك أو البحار حتّى لو تمّ ارتداء النظارة الواقية.