أشعر بالغضب والحزن الشديد لوفاة سبعة عاملين في المجال الإنساني من منظمة “وورلد سنترال كيتشن” في قطاع غزة يوم أمس، ومن بينهم مواطن أمريكي. كانوا يقدمون الطعام للمدنيين الجائعين في وسط الحرب الدائرة. كانوا شجعانا وغير أنانيين، وتشكل وفاتهم مأساة بحق.
لقد تعهدت إسرائيل بإجراء تحقيق شامل في سبب استهداف سيارات العاملين الإنسانيين بضربات جوية. وينبغي أن يكون التحقيق سريعا وينتج مساءلة، كما ينبغي أن يتم نشر النتائج التي يتوصل إليها للعموم.
ومن الأكثر مأساوية أن هذه الحادثة ليست بمنفردة، إذ أن هذا الصراع هو الأسوأ في الذاكرة الحديثة من حيث عدد العاملين الإنسانيين الذين قتلوا. ويشكل ذلك أحد الأسباب الذي يجعل من توزيع المساعدات الإنسانية في غزة أمرا صعبا إلى هذا الحد، فإسرائيل لم تتخذ ما يكفي من التدابير لحماية العاملين الإنسانيين الذين يحاولون تسليم المساعدات التي تشتد الحاجة إليها إلى المدنيين. لا يفترض أن تحدث أي حوادث مثل تلك الحادثة بكل بساطة. لم تتخذ إسرائيل ما يكفي من التدابير لحماية المدنيين، ولقد حثتها الولايات المتحدة مرارا على ضمان عدم تعارض عملياتها العسكرية ضد حماس مع العمليات الإنسانية لتجنب وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
ستواصل الولايات المتحدة بذل قصارى جهودها لتسليم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الفلسطينيين في غزة من خلال كافة السبل المتاحة، وسأواصل الضغط على إسرائيل لتقوم بالمزيد لتسهيل وصول تلك المساعدات. ونحن ندفع أيضا بشدة من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار ضمن صفقة على الإفراج عن الرهائن ولدي فريق متواجد في القاهرة حاليا للعمل على هذه المسألة.
لقد تحدثت مع صديقي خوسيه أندريس وهو مؤسس منظمة “وورلد سنترال كيتشن” لأعرب عن تعازي الحارة بأرواح العاملين الإنسانيين الشجعان وأشير إلى دعمي المتواصل للجهود البطولية التي يبذلها هو وفريقه لإيصال الطعام إلى الجائعين في مختلف أنحاء العالم.
بارك الله بالعاملين الإنسانيين الذين قتلوا البارحة وأقدم العزاء لأسرهم وأحبائهم في فترة حدادهم.