بدعوة اتحاد الأئمة والدعاة في الداخل الفلسطيني، تظاهر المئات من أبناء الداخل الفلسطيني مساء اليوم الاثنين، قبالة السفارة السويدية في مدينة تل أبيب، تنديدا بإحراق المصحف الشريف على يد مواطني سويدي، أول أيام عيد الأضحى المبارك.
ورفع المتظاهرون لافتات باللغتين الإنجليزية والعربية، تندد بجريمة حرق المصحف الشريف، ويرددون هتافات نصرة لكتاب الله.
وكان من بين الهتافات والشعارات: “القرآن الو أنصار والظالم يخسأ بالعار”، “، “إحراق المصحف عدوان”، “القرآن كتاب الله.. أحرقه أعداء الله“ “يا الله يا رحمان تهزم من حرق القران”، “لبيك لبيك لبيك يا قران”، “حرقوا المصحف بالنيران وين العزة والإيمان”.
وقرأ الشيخ نضال أبو شيخة، إمام مسجد الشافعي في قرية عارة، خلال الفعالية آيات من الذكر الحكيم.
كما قرأ الشيخ نضال نص الرسالة الموجهة إلى سفير مملكة السويد والصادرة عن اتحاد الائمة والدعاة الداخل الفلسطيني، وجاء فيها: “السيد سفير مملكة السويد، تحية طيبة وبعد: آلمنا وآلم جميع المسلمين والمسلمات في العالم و أحزنهم، إقدام أحد مواطني مملكة السويد لحرق القرآن الكريم، وهو الكتاب المقدس لجميع المسلمين، ومصدر تشريعاتهم التعبدية والعقائدية، و في يوم عيد الأضحى المبارك، والذي يعد مناسبة فرح وسرور لعموم المسلمين. ولقد زادنا ألما وغرابة رعاية الحكومة السويدية لهذه التصرفات والسماح لها تحت ما يسمى “حرية التعبير” وهي حرية نقر بها ولكن على أن لا تمس القيم الإنسانية والمعتقدات الوطنية والدينية للأمم والشعوب في العالم. إن هذا التجاوز والإهانة المتعمدة لمقام كتابنا المقدس ومشاعر أكثر من مليار مسلم في العالم، وبرعاية سلطات مملكة السويد لن يحقق إلا مزيدا من خطاب الكراهية. كما نؤكد رفضنا لحرق القرآن الكريم، وإدانتنا الشديدة له ولدور سلطات مملكة السويد إزائه، ونطالب بمحاسبة من قاموا بهذا الفعل المشين، وتجريمه، والاعتذار للمسلمين في العالم. وعليه نطلب منكم إبلاغ سلطات بلادك رسالتنا هذه، والعمل على تحقيق ما دعوناكم إليه”.
الدكتور أحمد أبو عجوة إمام مسجد حسن بيك في يافا، تولى إدارة الفعالية وشكر المشاركين على نصرتهم لكتاب الله تعالى.
وقال إن “القرآن فيه الهداية وفيه الرحمات والسلم والسلام وفيه الامن والأمان ليس للمسلمين فحسب، بل للبشرية جمعاء، ورسالة الإسلام عالمية تحمل الخير لجميع الناس”.
وأضاف: “جئنا لنرفع للحق راية ونرفع الصوت عاليا في وجه من سولت لهم انفسهم إحراق المصحف الشريف”، محملا “الحكومة السويدية المسؤولية عن جريمة حرق كتاب الله لأنها سمحت للزنديق بارتكاب الجريمة”.
إلى ذلك، حذّر الأستاذ الدكتور مشهور فواز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء الحكومة السويدية من تداعيات حرق المصحف الشريف، مؤكدا أن دول الاستعمار ومنها فرنسا في الجزائر حاولت ان تصادر كتاب الله من قلوب الجزائريين لكنها فشلت وخابت هي واستعمارها.
الشيخ كمال خطيب رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة في الداخل الفلسطيني، شكر المشاركين على وقفتهم الحاشدة نصرة لكتاب الله، معتبرا انهم ينوبون عن أبناء الأمة العربية الذين تحول أنظمة القمع عن مشاركتهم في الاحتجاجات ضد احراق المصحف الشريف.
وقال “من وكر وجحر سفارة السويد، نقول لهم لم نأت ومعنا الأناجيل لنحرقها معاذ الله أو الكتب السماوية لندوسها، فهذه أخلاقكم وكل اناء بالذي فيه ينضح. لا يذكر اسم موسى عليه السلام إلا ونضع أيدينا على رؤوسنا ولا يذكر اسم عيسى عليه وعلى أمه السلام إلا ونضع ايدينا على رؤوسنا، اعتزاز وافتخارا بانتسابنا الحقيقي إليهم وليس انتسابكم المزيف إليهم”.
وحمّل الحكومة السويدية وزر ما أقدم عليه الحثالة من حرق للمصحف الشريف.
كما خاطب الحكومة الإسرائيلية بالقول “أنتم آخر من يحق له الكلام عن حقوق الإنسان، فساسة إسرائيل ابدعوا في تدنيس المساجد والاعتداء على المقدسات وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، بل لعلهم الآن يقصفون مسجدا في جنين ويعتدون على مقدساتنا هناك”.
وندّد الشيخ كامل خطيب بمنع أئمة المساجد التابعين لوزارة الأديان الإسرائيلية من المشاركة في الوقفة وخاطب إياد سرحان مسؤول ملف الأئمة في تلك الوزارة “هل تمن عليهم بالراتب؟ هذا حقهم في أوقاف فلسطين التي سرقتها إسرائيل” .
من جانبه، ندّد الشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني بجريمة حرق المصحف في السويد، وقال في كلمته أمام المشاركين في الوقفة إن “المسلمين لا يحملون إلا الرحمة والعدل للآخر، لأن القرآن أمرهم بذلك حين قال رب العزة ” وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ”.
وأضاف “نحن لا نحمل لكم الا كرامة إنسانية لأن القرآن يقول لنا “وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ”. هذا هو قرآننا، أي عيب فيه يا عدو الله يا من حرق القرآن”.
وتابع “ألا تعلمون يا من تآمرتم على حرق القرآن انكم بذلك تآمرتم على الرحمة والعدالة وكرامة الانسان، هل هناك اسفه منكم واعدى منكم في كل البشرية مالكم كيف تفكرون”.
وخاطب الشيخ رائد الشعب السويدي حكومة وشعبا بالقول “تحت شعار حرية الرأي تمارسون هذه الجريمة، أتعلمون م1ذا فعلتم يا كل السويد حكومة وشعبا، تعالوا لا نخفي على بعضنا، نعترف انكم تعيشون في رغد من العيش المادي تعيشون في اباحية جنسية مطلقة وفي مادية اغرقتكم بكل اصنافها، ولكن انتم تعانون من الجوع الروحي وفقدان القيم وتعانون من الطمأنينة النفسية”.
وأردف “لا علاج لكم الا بالقرآن، يوم ان تعادوا القرآن، فأنتم كالمريض الذي يعلن حربا على طبيبه وعلى الدواء هل انتم عقلاء في ذلك”.
مشغل الفيديو
00:00
03:00
ودعا الشعب السويدي وكل الشعوب التي تعادي الإسلام إلى مراجعة أنفسهم بدل الانتحار الإنساني وإعلان الحرب على الله.
وذكر الدول الغربية بقائمة طويلة من المفكرين الذين اعتنقوا الإسلام بعدما قرأوا القرآن وتفكروا فيه.
وأكد الشيخ رائد صلاح أنه رغم الحرب العالمية التي تشنها بعض الدول كالسويد وفرنسا والصين والهند على الإسلام، لكن المستقبل في نهاية الأمر للإسلام كما وعد الله تعالى في محكم تنزيله بقوله “بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق”.
وختم الشيخ رائد بالقول “إن حقدتم على قرآننا فلن نحقد عليكم، بل نشفق عليكم، إن حملتم لنا الأذى سنبقى نحمل الخير لكم لنخرجكم من عبادة أوثانكم البشرية إلى عبادة الله الواحد الأحد “.
وكانت عدة مظاهرات خرجت قي الأيام الماضية في دول عربية وإسلامية للاحتجاج على سماح السويد لأحد المقيمين فيها، وهو يحمل الجنسية العراقية، بحرق نسخة من القرآن الكريم أمام المسجد الكبير في العاصمة ستوكهولم.