تعرفوا على الشاب بيير من حيفا الذي حوّل شغفه بالكلاب إلى مشروع ناجح خلال جائحة كورونا

وسط ظروف جائحة كورونا التي أوقفت الحياة الطبيعية لكثيرين، وجد شاب جامعي من حيفا طريقه الخاص لتحويل شغفه إلى مشروع ناجح وغير تقليدي. “بيير”، طالب الهندسة في معهد التخنيون، استطاع أن يحول حبّه للكلاب إلى مهنة استثنائية، ليصبح من الأسماء البارزة في مجال تدريب الكلاب وتطوير سلوكها، ملبياً احتياجات مجتمع متزايد الاهتمام بتربية الحيوانات الأليفة.

البداية: فكرة بسيطة في زمن الجائحة

في عام 2020، وبينما كانت الأنشطة الجامعية متوقفة بسبب جائحة كورونا، استغل بيير وقته في تعلم المزيد عن الكلاب. إذ قرر أن يعوض حرمانه من تربية كلب في منزله بإنشاء مشروع بسيط يقوم خلاله بتنزه الكلاب الخاصة بالآخرين في شوارع حيفا. لم يكن يتوقع أن تلقى هذه الفكرة طلباً واسعاً، ليبدأ بمشروع صغير ويصل اليوم إلى تدريب العشرات من الكلاب واستضافة ما يزيد عن 50 كلباً خلال فترات الذروة، مثل أعياد الميلاد.

رحلة التعلم والإتقان

استثمر بيير ساعات طويلة في التعلم الذاتي حول سلوكيات الكلاب ولغة جسدها، مما جعله محترفاً في ترويضها خلال دقائق معدودة. وسرعان ما تحول نشاطه البسيط إلى مشروع احترافي، حيث أصبح يقدم خدمات متنوعة تشمل الترويض، التدريب، والاستضافة، بالإضافة إلى تقديم دورات توعوية للعائلات حول كيفية التعامل مع كلابهم.

التوسع والتأثير الاجتماعي

مع ازدياد الإقبال على خدماته، قام بيير بتوسيع فريق العمل الخاص به لتلبية الطلب المتزايد. وأصبح مشروعه يشمل أيضًا نشر محتوى توعوي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابعه الآلاف من المهتمين بتربية الكلاب من مختلف مناطق البلاد. يقدم من خلال حسابه على إنستغرام نصائح ومعلومات مفيدة حول تربية الكلاب، مما يعكس تأثيرًا واسعًا في هذا المجال.

التعامل مع الكلاب الشرسة: الخبرة والحزم

أوضح بيير أن التعامل مع الكلاب الشرسة يتطلب خبرة وثقة بالنفس. وقال:

“من المهم ألا يشعر الكلب بخوفك، لأن الكلب يقرأ لغة جسدك. نبرة الصوت الواثقة والحزم في التعامل هما مفتاح السيطرة على سلوك الكلب وترويضه. بمجرد كسر حاجز الخوف، يمكنك البدء في تغيير سلوك الكلب وجعله أكثر طاعة وهدوءاً”.

التعليم المستمر والتفاعل مع أصحاب الكلاب

أشار بيير إلى أن دور صاحب الكلب أساسي في عملية التدريب، حيث يجب أن يكون متواجداً لتعلم الطرق الصحيحة للتعامل مع كلبه. وأضاف:

“تدريب الكلب يشبه تعليم الطفل الصغير؛ العملية تتطلب استمرارية وتكراراً حتى يتمكن الكلب من فهم وتنفيذ ما يُطلب منه. وكلما بدأ التدريب في سن صغيرة، كانت العملية أسهل وأسرع”.

تحقيق الشغف والتأثير

رغم حصوله على شهادة جامعية في الهندسة، قرر بيير متابعة شغفه في مجال الكلاب. وقال إنه يشعر بالسعادة لأنه يقدم خدمات يحتاجها المجتمع العربي، حيث يرى أنه من القلائل الذين يقدمون هذه النوعية من الخدمات للأهالي. وأوضح أن مشروعه لا يقتصر على تدريب الكلاب فقط، بل يسعى إلى تغيير المفاهيم ونشر الوعي حول التعامل مع الحيوانات الأليفة.

خطط المستقبل: تطوير مستمر

بيير لا يرى حدوداً لشغفه، إذ يخطط لمواصلة تطوير مشروعه وتوسيع خدماته. وختم حديثه قائلاً:

“عندما تعمل في شيء تحبه، تشعر بالرضا الحقيقي. أنا سعيد بأنني استطعت تحويل شغفي إلى مهنة تؤثر إيجابياً على حياة الناس وحيواناتهم. المستقبل يحمل الكثير، وأنا مستعد لاستكمال الرحلة”.

إلىالذيالشاببالكلاببييرتعرفواجائحةحولحيفاخلالشغفهعلىكورونامشروعمنناجح
Comments (0)
Add Comment