يخوض باريس سان جيرمان الفرنسي، المثقل بالإصابات وأزمة نتائج، تحدياً صعباً الثلاثاء عندما يستضيف بايرن ميونيخ الألماني في افتتاح ذهاب الدور ثمن النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ودأب سان جيرمان على اللعب وجها لوجه مع بايرن ميونيخ في السنوات الأخيرة في المسابقة القارية العريقة، فحسم العملاق البافاري نهائي عام 2020 بهدف وحيد في البطولة المجمعة في البرتغال بسبب تداعيات فيروس كورونا، وثأر فريق العاصمة في الموسم التالي مجرداً بايرن من لقبه في ربع النهائي.
ضغوط كبيرة على سان جيرمان
وإذا كان النادي الباريسي في قمة مستواه في مواجهاته الأخيرة للنادي البافاري، فإنه ليس كذلك في مواجهة الغد التي يدخلها تحت ضغط كبير وتحديداً مدربه كريستوف غالتييه بسبب العروض والنتائج المخيبة، بالإضافة إلى الشك الذي يحوم حول مشاركة نجميه كيليان مبابي والأرجنتيني ليونيل ميسي بسبب الإصابة.
مني فريق العاصمة بخسارتين متتاليتين، الأولى أمام غريمه مرسيليا 1-2 أخرجته من ثمن نهائي مسابقة الكأس المحلية، والثانية أمام موناكو 1-3 في الدوري سمحت للفريق المتوسطي بتقليص الفارق إلى خمس نقاط بينهما.
يقع الضغط بقوة على غالتييه بالنظر إلى أن هذه المباريات الأوروبية الكبيرة هي التي تحدد كل موسم لسان جيرمان.
وخرج سان جيرمان من ثمن النهائي الموسم الماضي على يد ريال مدريد وذلك للمرة الرابعة في المواسم الستة الأخيرة (خرج على يد ريال في عام 2018 أيضاً وأمام برشلونة في 2017 ومانشستر يونايتد الإنكليزي عام 2019).
في السنوات الماضية، تعرض الفريق لإصابات في لحظات غير مناسبة، حيث أصيب نجمه البرازيلي نيمار بكسر في مشط القدم قبل مواجهة ريال مدريد في 2018 واستبعد من مواجهتي ثمن النهائي ضد مانشستر يونايتد في العام التالي، والأمر ذاته حصل معه في الموسم الماضي إيابا ضد العملاق الملكي.
ولازمت لعنة الإصابات باريس سان جيرمان هذا الموسم وهذه المرة مبابي وميسي اللذين سيحسم النادي قرار مشاركتهما من عدمه في الساعات المقبلة.
ويغيب مبابي عن الملاعب منذ أسبوعين بسبب إصابة في الفخذ، وحدد ناديه مدة ابتعاده بثلاثة أسابيع لكنه عاد الأحد لخوض تدريبات جماعية وفردية حسب وسائل أعلام محيلة، فيما تعرض ميسي إلى الإصابة في الفخذ في المباراة ضد مرسيليا، وغاب عن مواجهة موناكو.
ويمني غالتييه نفسه باستعادة فريقه لأوج عطائه الذي ظهر به في بداية الموسم حيث تصدر مجموعته الثامنة في المسابقة القارية قبل أن يتراجع للمركز الثاني خلف بنفيكا.
ومحلياً، ابتعد الفريق الباريسي بفارق مريح عن مطارديه في الدوري، قبل أن يتراجع المستوى عقب عودة نجومه من مونديال قطر حيث خسر أربع مرات في 10 مباريات في مختلف المسابقات.
واعترف غالتييه بأن حال فريقه لم يكن أفضل ضد موناكو، مما أثار رد فعل غاضب من الجماهير التي كشفت عن لافتات مع رسائل للفريق مثل “استيقظ”.
وأعرب غالتييه عن قلقه من أداء فريقه في الآونة الأخيرة بقوله: “أنا قلق بطبيعة الحال، لدينا برنامج مضغوط وتشكيلة تضم العديد من الاصابات. أتفهم غضب أنصار النادي، فهي منطقية لكن في هذه الظروف في الاتحاد قوة”.
لكن مهمة غاتلييه ورجاله لن تكون سهلة أمام فريق بافاري استعاد توازنه بثلاثة انتصارات مدوية على مضيفيه ماينتس 4-صفر في مسابقة الكأس وفولفسبورغ 4-2 وضيفه بوخوم 3-صفر في البوندسليغا.
ناغلسمان يبدي قلقه
ورغم ذلك، أبدى مدربه يوليان ناغلسمان قلقه بشأن أداء فريقه ضد بوخوم، وقال: “كانت هناك حركة قليلة جدا، إذا لعبنا بهذه الطريقة الثلاثاء، فلن نذهب إلى أبعد من ذلك (ثمن نهائي دوري الأبطال)”.
وحذَّر ناغلسمان تشكيلته الأساسية بأن “المستوى تحسن فقط بعد الدقيقة 60 عندما أجرى تبديلات. علينا أن نتحسن قبل يوم الثلاثاء”.
ويدرك ناغلسمان جيداً أن نجاحه المحلي لن يشفع له في البقاء على رأس الإدارة الفنية للنادي البافاري الذي يجعل مسؤولوه المسابقة القارية العريقة على رأس أولوياتهم تمامًا مثل نظرائهم في سان جيرمان.
أقيل الكرواتي نيكو كوفاتش رغم تتويجه بالثنائية المحلية (الدوري والكأس) عام 2019، وحتى المتخصص الأوروبي الشهير الإيطالي كارلو أنشيلوتي أقيل بعد أن خسر خارج أرضه أمام باريس سان جرمان صفر-3 في عام 2017 في دور المجموعات.