بمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس مسيرة الميلاد التقليدية، أصدرت جمعية الموكب لعيد الميلاد، “قصة مسيرة الميلاد”، من تأليف الكاتب الدكتور جودت عيد، رسومات الفنانة كيتي نوفي وإعداد وتحرير منشورات بستان، تهدف من خلالها، الى سرد حكاية مسيرة الميلاد التّقليديّة الّتي تنظّم في كلّ سنة في النّاصرة منذ أربعين سنة، بدايتها وتاريخها عبر السّنين. من خلال القصّة، ينكشف الطّفل والقارئ على حكاية إصرار وايمان وتضحية، وبالتّالي تسهم في تمكينه وتثبيت الفكر النّاهض للعمل والمثابرة والعطاء ومواجهة التحديات والتغلب على الصعوبات من أجل فكرة ورسالة، تعود بالفائدة على المجتمع بالإضافة الى تطوير حس الانتماء لمدينة الناصرة ولمجتمعه، وحثّه على التّضحية والعمل، من أجل المصلحة العامّة.
وقد قام ممثلين عن جمعية الموكب بتوزيع القصة لطلاب صفوف الرابع في مدينة الناصرة، بمرافقة الحكواتية رشا ناصر التي روت القصة للطلاب الذين أصغوا اليها بانتباه شديد وتجاوبوا بشكل فعّال بالإجابة عن أسئلة مختلفة.
كيف بدأت فكرة مسيرة الميلاد؟
بدأت الفكرة في تشرين أول من سنة 1983، قبل أربعين عامًا، في لقاء مجموعة من المبادرين للتّحضير لاحتفالات عيد الميلاد في النّاصرة، وتمخّض اللّقاء عن ولادة فكرة موكب دينيّ شعبيّ، تشترك فيه جميع الطّوائف والمؤسّسات عشيّة عيد الميلاد. لقد آمن المبادرون وعملوا منذ البداية بأن تكون هذه المسيرة لكل أهل النّاصرة بمختلف أطيافها، طوائفها وأديانها، لتعبّر عن التّآخي والمحبّة بين أبناء مدينة البشارة.
المعنى الدّينيّ للمسيرة
المسيرة تُجسد مسيرة القدّيس يوسف ومريم العذراء بنت الناصرة نحو بيت لحمَ مهد الميلاد، والتي قاموا بها بعد حدث البشارة في الناصرة، حيث يقول القديس لوقا في إنجيله المقدّس عن الميلاد: “… وصعد يوسف أيضًا من الجليل من مدينة النّاصرة إلى اليّهوديّة إلى مدينة داوود التي تدعى بيت لحم…”. واليوم نحيي ذكرى هذه المسيرة التي غيّرت وجه العالم منذ أكثر من ألفيّ عام.
دور المسيرة الاجتماعي، السياحي والاقتصادي
للمسيرة دور إيجابي في المدينة، دينيا، اجتماعيا، سياحيا واقتصاديا، إذ تستقطب المسيرة السّياحة الخارجيّة والداخليّة إلى النّاصرة، ما يعود بالخير للمدينة وأهلها جميعا. نجحت هذه المسيرة، بما تشمل من فرح العيد، ورموز الميلاد والزّينة واحتفاليّة الفرق الكشفيّة والموسيقيّة، بجمع أبناء وعائلات المدينة من مختلف حاراتها وطوائفها بمحبّة وإخاء، ليحتفل الجميع بولادة طفل المغارة لابنة مدينتهم العذراء مريم.