بلدية ام الفحم: لا تحوّلوا ام الفحم ساحةً للمعركةِ الدمويةِ وتصفيةِ الحسابات

كانت ام الفحم، ولا زالت وستبقى بإذن الله شامةً بين الأمم، وقامةً عليا يحترمها ويجلّها الجميع، وبوصلةً للمجتمعات، ومصدرَ إلهام للكثيرين، ومنبعًا للخير والعطاء، ومدرسةً في الانتماء والتضحية، كانت ام الفحم وستبقى ام الفحم، الحبُّ يجمعُ أهلَها، والودُّ يجمعُ جيرانها، والألفة تجمع الأقرباء والأنسباء فيها، والرحمة تجمع الضعفاء فيها، والدينُ فها منارةٌ، والمآذن فيها علامةٌ، والمدارس فيها اخلاق، والأحزاب فيها قمةُ في التعامل، والانتخابات فيها قمة في الاحترام المتبادل، والضيافة فيها ميّزة بارزة، والصلحة فيها فحماوية بامتياز.

نعم، هذه ام الفحم، وهذه صفاتها وميزاتها، برغم جغرافيتها الصعبة، وبرغم التدريج الاقتصادي – الاجتماعي المنخفض، وبرغم حملات التشويه والتعتيم بحقها، ستبقى ام الفحم عاليةً فوقَ الجميع، عاليةً فوق التحديّات، عاليةً فوق كل المنغّصات والمعوّقات، عاليةً فوق كل الخلافات والخصومات والنزاعات.

ستبقى ام الفحم، أمَّ الرجال، امَّ النساء، امَّ الأطفال، امَّ الشيوخ والمسنين والمسنات.

ستبقى أم الفحم، أمَّ مخيمات العمل التطوعية، أمَّ المعسكرات الإسلامية، أمَّ مخيمات اللاجئين، أمّ كوسوفا والبوسنة والهرسك، أمّ الشيشان، أمَّ الصومال، امَّ تركيا وسوريا، ام القدس ومخيماتها وحاراتها وأزقتها وحواريّها.

لكل ذلك يا أهلنا، لن نتنازلَ عن أن تبقى مدينةٌ هذه صفاتها ان تتحوّل لغير ذلك، أن تتحولَ لساحةِ معارك، أن تتحولَ لساحةِ تصفيةِ حسابات، أن تتحولَ لساحةِ دماء، أن تتحولَ لمسرحِ قتالات، أن تتحولَ لجبهة إطلاق نيران واغتيالات.

ليسَ سرًّا أنّ بلديةَ ام الفحم عملت ولا زالت، لتبقي هذه الصورة المشرقة والمشرّفة في أذهان الجميع، في أذهان أهلها، في أذهان جيرانها، في أذهان مجتمعنا العربي.

نعم، عملنا الكثير في البلدية، بدءًا من وضع المخطط الاستراتيجي لمكافحة العنف الذي شاركت في وضعه أطراف كثيرة من مختصين ومهنيين وأكاديميين ومعاهد أبحاث، وبدأنا بتطبيق بعض بنوده، رغمَ أنّ المخططَ بحاجة إلى ميزانيات كبيرة، وتقدمنا بطلبات كثيرة بهذا الخصوص للمكاتب الحكومية المختلفة، وعلى مستوى أقسام ووحدات البلدية المختلفة، وضعنا مخططَ عملٍ لكافة فئات الجيل، لترسيخِ قيمِ الحبِ والإخاءِ والتسامحِ والألفةِ، بين الطلاب، بين الشباب، بين الكبار، فكانت نشاطات وفعاليات جناح المعارف في مجال التربية والتعليم، سواء التعليم المنهجي او اللامنهجي وبكافة المراحل التدريسية، وكانت نشاطات وفعاليات قسم الحصانة المجتمعية من لقاءات وامسيات للأهالي في المتنزهات العامة، وكانت نشاطات وفعاليات مركز الشباب والشابات، وكانت نشاطات وفعاليات المنتدى النسائي، وكانت فعاليات ونشاطات المركز الجماهيري بكافة وحداته، وكانت نشاطات وفعاليات المسرح العربي والمكتبة العامة في مجال الثقافة والتربية والفنون، وكانت نشاطات وفعاليات قسم الرياضة، من تنظيم دوريات التسامح بين المدارس، ودوريات رمضان، وكان أيضا تأسيس مركز التجسير والحوار والوساطة في قسم الخدمات الاجتماعية، هذا إلى جانب المبادرة لتنظيم عمل لجان الإصلاح وأهل الخير في بلدنا. يضاف إلى ذلك تواصلنا المستمر مع الشرطة والمسؤولين فيها لأخذ دورهم والحفاظ على الأمن والأمان في بلدنا، والكشف عن الجرائم التي ترتكب.

لكل ذلك يا أهلنا، تعالوا بنا نحفظُ ام الفحم ناصعةً نقيةً نظيفةً، تعالوا بنا نعمل سويًا لإعادة الامن والأمان، تعالوا بنا لنحملَ هذا الهمَّ سويًّا ويأخذُ كل واحد منا دورَه في هذا المجال، الأب في بيته، والأم مع ابنتها، والمعلم في مدرسته، والإمام في مسجده، والخطيب في منبره، وأهل الخير في الإصلاح والتوفيق، وصاحب العمل في ورشته ومصنعه، والسائق في شارعه، وأهل العرس في عرسهم فلا يطلق فيه النار.

تعالوا بنا يا أهلنا نعيشُ وفقَ ما قدّر الله لنا من رزق فنرضى بقسمتنا، فلا حاجةَ لأخذِ القروضِ التي يمكن الاستغناء عنها والعيش بدونها، ولا حاجةَ لشراءِ الأسلحة التي تقتلنا جميعًا، فليس لها أية حاجة، تعالوا بنا لنتزود وندّخر، بدلًا من السلاح، ندّخر الايمان والتقوى والأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة والابتسامة، فالدين المعاملة، وتبسمك في وجهك أخيك صدقة، وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.

حفظ الله بلدنا ام الفحم آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين.

الحساباتالدمويةِالفحم:امبلديةتحوّلواساحةلاللمعركةِوتصفية
Comments (0)
Add Comment