باتت ملهمة اللاعبات.. الأردنية جوليانا الصادق أول عربية تتصدر التصنيف العالمي لرياضة التايكواندو

عمّان- نشأت الأردنية جوليانا الصادق (28 عاما) في بيت يمارس رياضة التايكواندو، فوالدها مدرب وإخوتها يمارسون هذه الرياضة القتالية، مما جعلها تتعلق بها منذ سن الخامسة. ومارست الجمباز، لكن شغفها تعلّق بالتايكواندو، حتى تمكنت من تحقيق الجوائز الذهبية والفضية والبرونزية، المحلية منها والعربية والقارية والدولية.

مع بداية العام الحالي 2023، حققت الصادق إنجازا عربيا غير مسبوق، بعدما تصدّرت التصنيف العالمي في وزن 67 كيلوغراما، كما حلّت في المركز الثاني بالتصنيف الأولمبي في الوزن ذاته.

الصادق نشأت في بيت يمارس رياضة التايكواندو وتعلقت بها منذ سن الخامسة (الجزيرة)

صدارة التصنيف العالمي شكّل للصادق حافزا نحو تحقيق مزيد من الإنجازات، بعد انتظار طويل ومنافسة شديدة وشاقة في مواجهة المحترفات والمصنفات على مستوى العالم، وقالت للجزيرة نت “بفضل التصميم والعزم والمثابرة والتدريب المكثّف، تمكّنت من تخطي كل التحديات وأن أتوَّج بطلة للعالم بوزني”.

بطلة الأردن الصادق حرصت على المشاركة في البطولة لتسجيل النقاط الـ 32 التي تؤهلها لصدارة التصنيف العالمي (الجزيرة)

تعلّق وشغف

حصلت الصادق على درجة البكالوريوس في التربية الرياضية من الجامعة الأردنية، وتمكّنت خلال دراستها الثانوية والجامعية من ترتيب وقتها بين الدراسة وممارسة التايكواندو.

وخلال سنوات احترافها هذا الفن القتالي، حرصت الصادق على المشاركة في البطولة العالمية لتسجيل النقاط الـ 32 التي تؤهلها لصدارة التصنيف العالمي. وكانت أول لاعبة عربية تحصد الميدالية الذهبية في تاريخ الألعاب الآسيوية، ونالت 15 ميدالية ذهبية في البطولات الدولية السابقة.

الصادق حصدت 15 ميدالية ذهبية في البطولات الدولية السابقة (الجزيرة)

ألعاب قتالية

تصف الصادق التايكواندو بأنها “رياضة فردية متخصصة في الدفاع عن النفس، فيها ذكاء وتكنيكات بالحركات أكثر من الاعتماد على القوة البدنية والعنف” موضحة أنه من خلال البطولات والاحتكاك مع لاعبين محليين ودوليين ومعسكرات التدريب، يستطيع اللاعب تطوير قدراته ومهاراته القتالية.

ومن خلال المشاركة في البطولات المحلية والدولية، يحقق اللاعبون فرصة تقوية قدراتهم، ومعرفة جوانب الضعف أو الخلل في لعبهم، مما يمكنهم من تصويب الخلل وتقوية المهارات والقدرات.

وشكل عام 2009 الانطلاقة الحقيقية للصادق، إذ شاركت في أول بطولة لها مع المنتخب الوطني للتايكواندو، وفي العام ذاته شاركت في بطولة خارج المملكة وحققت أول فوز لها في بطولة للناشئين العرب، ونالت الميدالية الفضية في بطولة العرب التي أقيمت بمصر آنذاك.

مشاركة الصادق في البطولات الدولية رسالة بأن الفتاة المحجبة تستطيع تحقيق نجاح وبطولات (الجزيرة)

الحجاب والسجود رسالة

لم يشكل الحجاب عائقا للصادق في ممارسة التايكواندو، فـ “الحجاب والسجود بعد الفوز يمثل هويتي، وأفتخر بهما خلال اللعب والمشاركات الدولية” وتقول الصادق “من خلال الحجاب تمكنت من إيصال صورة إلى المتابعين والمشاهدين وعشاق هذا الفن القتالي بأن الفتاة المحجبة تستطيع تحقيق نجاح وبطولات عالمية، إذ لا يقف الحجاب عائقا أمام أي فتاة عربية ومسلمة”.

الصادق في أول مشاركة دولية لها عام 2009 كانت “محل أنظار الجميع” كونها الوحيدة المحجبة من بين اللاعبات (الجزيرة)

وتصف الصادق أول مشاركة دولية لها عام 2009 بأنها كانت “محل أنظار الجميع” خصوصا أنها كانت الوحيدة المحجبة من بين اللاعبات “ولم يسبق أن شاهدت جماهير التايكواندو لاعبة محجبة، وبعد المباريات كانت تلتف حولي اللاعبات يسألنني ماذا تلبسين على رأسك؟ فأشرح لهن ما هو الحجاب، وكيف يمثل جزءاً مهما من عقيدة المسلم”.

تغلبت الصادق على الكثير من التحديات، لا سيما الإصابات الرياضية التي أبعدتها عن البطولات 3 أعوام، ثم العودة إلى التدريب وغيرها. وبعد مشاركتها في أولمبياد طوكيو الأخير، تطمح الشابة الأردنية إلى الحصول على التأهيل المباشر للمشاركة في أولمبياد باريس 2024 وأن تحقق ميدالية أولمبية.

الصادق والمدير الفني للمنتخب الأردني للتايكواندو فارس العساف (الجزيرة)

إنجاز كبير

المدير الفني للمنتخب الأردني للتايكواندو فارس العساف وصف تحقيق أول لاعبة أردنية وعربية لبطولة العالم  بـ “الإنجاز الكبير”.

ويُعد التصنيف العالمي للتايكواندو “أمراً صعباً” -وفق العساف- بسبب اعتماده على تسجيل تراكمي للنقاط كل شهر وطوال العام، مما يضع اللاعب في معركة ذاتية للمحافظة على التصنيف، خصوصاً مع وجود دول عريقة بهذه الرياضة مثل كوريا وإيران.

الصادق تتابع تدريبات وفق برامج علمية وطرق حديثة واختبارات ومعسكرات تواكب التطوّر العالمي (الجزيرة)

 

ويوضح العساف، في حديثه للجزيرة نت، أن الفوز في التصنيف جاء بعد فوز الصادق في بطولات عدة حصدت من خلالها النقاط، وكان أبرزها نيلها ذهبية آسيا 3 مرات، والتغلّب على لاعبات محترفات من الفائزات في الألعاب الأولمبية.

ويتم التدريب -بحسب العساف- وفق برامج علمية وطرق حديثة واختبارات ومعسكرات تواكب التطوّر العالمي. ويؤمّن الاتحاد الوطني للتايكواندو كل المتطلبات للاعبين، من معسكرات تدريب ودورات احترافية تواكب التطور العالمي لهذه اللعبة القتالية.

الأردن مقصد المحترفين

مع التصنيف العالمي الأخير الذي حققته الصادق في التايكواندو، بات الأردن يشكل “مقصداً للكثير من المنتخبات العربية والأجنبية للتدريب مع لاعبينا” كما يقول العساف، مشيراً إلى مشاركة لاعبين محترفين من منتخبات التشيك وبولندا ولبنان وغيرها. وحاليا، هناك معسكرات تدريبية تُنظم على أرض المملكة.

وقد شكل الفوز الذي حققته الصادق، أخيرا “حافزاً لفتيات كثيرات نحو تعلم التايكواندو” -بحسب تعبيرها- بالإضافة إلى استضافة الكثير من بطلات العالم المحترفات للعب معها، ليكتسبن منها مهارات وخبرات قتالية ودفاعية.

المصدر : الجزيرة
أولالأردنيّةالتايكواندوالتصنيفالصادقالعالمياللاعبات..باتتتتصدرجولياناعربيةلرياضةملهمة
Comments (0)
Add Comment