يعزز المركز الوطني لزراعة الأعضاء من فعالياته من أجل رفع الوعي لأهمية التبرع بالأعضاء في المجتمع العربي ويعقد العديد من المحاضرات المجانية التوعوية حول الموضوع في المدراس، المراكز الجماهيرية وبيوت المسنين والعديد من الأطر المجتمعية. عن أهمية رفع الوعي في المجتمع العربي لأهمية التبرع بالأعضاء في هذه الفترة ونظرا لارتفاع المستمر في عدد الموجودين ضمن قائمة الانتظار القطرية لتلقي الأعضاء، تحدنا مع الممرض نبيل عمر، منسق زراعة الأعضاء في المركز الطبي الجليل في مدينة نهاريا.
بداية حدثنا عن طبيعة عملك؟
أنا قرية دير الأسد، أنهيت تعليمي في موضوع التمريض عام 2010 في مستشفى صفد، وأكملت تعليمي الأكاديمي في جامعة حيفا ومعهد التخنيون. منذ بدء مسيرتي المهنية أشغلت عددا من الوظائف في مستشفيات البلاد أهمها: ممرض في قسم العناية المكثفة في مستشفى هداسا عين كارم، محاضراً في عدد من الاستكمالات لطلاب التمريض في كلية التمريض التابعة للجامعة العبرية ومستشفى هداسا وأيضا في مستشفى هيلل- يافة ومؤسسات أخرى آخرها الكلية الأكاديمية في صفد. منذ العام 2016 أعمل في المركز الطبي للجليل بقسم العناية المركزة للقلب، بدات قبل نحو عام، أمل منسقا للتبرع بالأعضاء في مستشفى نهاريا، عمل يحمل تحديات كبيرة من نوع آخر بالنسبة لي، على الصعيدين المهني والشخصي: خلال عملي في مستشفى هداسا عملت في قسم الجراحة وزراعة الأعضاء ورأيت أشخاصاً يفقدون حياتهم خلال الانتظار لزراعة عضو معين بعد أن نفدت كل طرق العلاج المطروحة أمام الطاقم الطبي. واليوم أعمل أعمل على صعيد اخر، حيث أقوم بالتواصل مع العائلات الثكلى ومرافقتها خلال لحظاتها الحرجة بعد ثبوت الموت الدماغي من أجل التبرع بأعضاء ذويهم وانقاذ حياة أشخاص اخرين.
كيف تقييم مستوي الوعي للتبرع بالأعضاء في المجتمع العربي؟
استطيع أن أقول ان مستوى الوعي في ارتفاع مستمر، بسبب الفعاليات التي نقوم بها في المركز الوطني لزراعة الاعضاء والتي تهدف الى التواصل مع الجمهور في المجتمع العربي وكشف أهمية هذا الموضوع عبر وسائل الاعلام وعبر صفحتنا على الفيسبوك والمحاضرات في الميدان والعمل المتواصل مع رجال الدين. لا شك أن قصص العائلات الشجاعة التي تنشر حول قرار العائلات الشجاعة التي قررت التبرع بالأعضاء ورغبتهم في تخليد ذكرى ذويهم، والتواصل مع العائلات التي تلقت الأعضاء لها تأثير كبير، خاصة وأن التبرع بالأعضاء يخص جميع شرائح المجتمع وينقذ حياة الجميع بغض النظر عن الانتماء الديني أو العرقي. الكلمات تعجز عن وصف قرار العائلات التي تقرر التبرع بالأعضاء ومنح الحياة لأشخاص لا يعرفونهم.
ما هي بطاقة ادي وأهمية التوقيع عليها؟
بطاقة أدي تدعى على اسم ايهود بن درور الذي توفي حين كان ينتظر التبرع كلية ، الموقعون على بطاقة المتبرع يعربون عن استعدادهم للتبرع بأعضائهم للزراعة بعد وفاتهم وبذلك يقدمون واجباً إنسانياً سامياً لإنقاذ الحياة. التوقيع على البطاقة عبارة عن وصية روحانية لأبناء عائلتهم، تسهل عليهم اتخاذ القرار بالتبرع بأعضائهم. يشمل قانون زراعة الأعضاء 2008 بند – فريد وهو الأول من نوعه في العالم، يمنح بموجبه للمتبرعين الموقعين على البطاقة وأبناء عائلاتهم القريبين أفضلية في قائمة المنتظرين للزراعة، إذا اضطروا لا سمح الله إلى ذلك في المستقبل. عمليا التوقيع على البطاقة يساعدني ويساعد العائلة عل اتخاذ القرار بإنقاذ حياة عدد من الأشخاص وقت الحاجة.
هل تعملون ايضا على تشجيع التبرع بكلية بين الاحياء ؟
طبعا، ان زمن الانتظار للحصول على كلية ضمن قائمة الانتظار القطرية يتراوح بين 4-5 سنوات ترافقها معاناة مستمرة خلال اجراء الدياليزا. ومن المهم ايضا ان نشجع التبرع بين الاحياء ووقف الانتظار الطويل لوصول كلية من متوفى. اليوم وبفضل البرنامج الوطني (للتقاطعات) يمكن التبرع بكلية حتى في غياب ملاءمة طبيّة والتغلب على هذه المشكلة وتحقيق رغبة المتبرع بالتبرع ورغبة المتبرع له بالحصول على كلية مناسبة طبيا. برنامج التبادل الوطني التابع لوزارة الصحة يتيح اجراء “تبادل” بين المتبرعين والمرضى المسجلين في البرنامج والعثور على كلية ملائمة طبيا حيث تم العام الماضي اجراء 50 عملية زراعة كلية ناجحة بفضل هذا البرنامج.
ماذا عن موقف الاديان من هذا الموضوع؟
تجيز الديانات المختلفة التبرع بالأعضاء والانتفاع بها ما دامت تحقق المصلحة وتنقذ حياة إنسان لقوله تعالى : ” ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ” وما دام المنقول منه لا يضار وأيد هذا الرأي علماء لهم فتاوى فردية ومجامع فقهية معتبره فمن العلماء الشيوخ جاد الحق علي جاد الحق, يوسف القرضاوي، محمد سيد طنطاوي ونصر فريد واصل، عطية صقر، علي جمعة، محمد نعيم ياسين، والشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس والديار المقدسة ومصطفى الزرقا، عبد الرحمن بن ناصر السعدي وإبراهيم الدحقوبي وغيرهم ممن يعتبرونها صدقة جارية.
المجامع الفقهية التي أيدت هذا الرأي فمنها :مجمع الفقه الإسلامي المنعقد في دورة مؤتمره الرابع بجده في المملكة العربية السعودية في 6/11/1988م والمجلس ألأوروبي للإفتاء والبحوث والمؤتمر الإسلامي الدولي المنعقد في ماليزيا 1969 ومجمع البحوث الإسلامية في مصر وهيئة كبار العلماء بالسعودية ولجان الإفتاء بالأردن والكويت ومصر والجزائر وغيرها. ويؤكد علماء المسلمين للعلاقة الوثيقة بين التعاليم الإسلامية والحقائق الطبية لكون الإسلام يدعو إلى كل ما يخدم الإنسانية وهذا يتوافق موقف رجال الدين عندنا الشيخ مشهور فواز والشيخ عكرمة صبري ورجال الدين المسيحيين.
تصوير: المركز الطبي الجليل الغربي- نهاريا