عادة ما تحمل مجموعات التصاميم التي تطلقها المصممة البحرينية زهراء علي هوية خاصة، تبحث في فلسفة إنسانية تتخطى المفهوم الوظيفي للمرأة، لتصل إلى مستويات جمالية تعكس التناغم بين الجمال الروحي والجسد. سبق أن دخلت في تجارب ناجحة لتوظيف الأزياء المستدامة، واليوم تعود إلى تقديم مجموعة جديدة تحمل اسم «وايت»، مقتبسة من حاجة المرأة اليومية.. عن فكرة حلم تأسيس علامتها التجارية زهرة لاين Zahra Llne، وكيف تحقق، تكشفه المصممة زهراء علي في حديث شيق لـ «سيدتي»، وتالياً نص الحوار.
حدّثينا عن نفسك وعن مسيرتك في عالم الموضة؟
زهراء علي عبد الوهاب، حائزة على البكالوريوس في التصميم والفنون من كلية البحرين الجامعية، ودبلوم في مجال الأزياء من حاضنة البحرين للأزياء، بدأ شغفي منذ الطفولة، شجعتني والدتي لأصل، حيث إن حبها للخياطة والأزياء ألهمني لأكتشف هذا العالم، فكنت أصمم قطعي وتشجعني على اختيار الخامات، وترشدني للتعلم.. ومن هنا كانت بدايتي.
متى تكوّنت لديك الرغبة في تأسيس علامتك زهرة لاين؟
بدأت رحلتي في عالم التصميم عندما كنت لا أجد ما أبحث عنه، فقررت أن أصنع الحل، فمزجت بين البساطة والراحة في أول قطعة صممتها لنفسي في عمر الثانية عشرة عاماً. وفي 2018 أطلقت زهرة لاين Zahra Llne كمشروع تخرجي، ونال إعجاب الكثيرين، ما دفعني للبدء منذ تلك اللحظة.
احتياجات المرأة
ما هي الدولة التي تفضلينها في الموضة؟
الدول التي أفضلها في الموضة هي دول الخليج، ومن البحرين تحديداً، لتوافقها مع احتياجات المرأة الخليجية والبحرينية كمناطق حارة من حيث اختيار الأقمشة والأزياء المحتشمة التي تتناسب مع عادات وتقاليد المجتمع العربي والخليجي.
ما التحديات التي واجهتك وكيف تغلبت عليها؟
في ظل المنافسة القوية في مجال الأزياء وشح خيارات الأقمشة المتوفرة محلياً كان هدفي التميز الدائم والاختلاف ، لذا اتجهنا لاستيراد وتوفير خامات مميزة وحصرية بجودة عالية من اليابان وإيطاليا وغيرهما، لتتميز عميلات زهرة لاين Zahra LIne بخامات خاصة.
خدمة المجتمع
ما الذي يستهويك في مهنة تصميم الأزياء؟ ولماذا برأيك تفضل غالبية مصممات الخليج العمل في أتليتها الخاصة عن العمل في المصانع أو غيرها؟
شغوفة بالموضة والتصميم، وأشعر بأنه مرتبط ارتباطاً وثيقاً بشخصيتي، لاحظت كثيراً وجود النقص الذي نحتاجه في مجتمعنا العربي من الملابس والعبايات المريحة والعملية، وكان هدفي أن أجد من خلال مشروعي حلولاً تسهل حياتي وأخدم بها المجتمع.
لذلك وجدنا في زهرة لاين أزياء مناسبة ومستدامة، يمكن لبسها بأكثر من طريقة وفي مختلف المناسبات، والاستدامة من أهم أهدافنا، والحفاظ على الجودة بمستوى عال وعلى قدر من الإتقان، وإدارة الإنتاج وتحت إشراف أمهر الحرفيين المختصين في مجال التصميم والأزياء، وخلق بيئة عمل صحية ومناسبة.
وبالنسبة للشق الثاني من السؤال، تفضل غالبية مصممات الخليج العمل في أتليتها الخاصة عن العمل في المصانع أو غيرها، من خلال تجربتي الخاصة فإن المصانع تهتم بالكمية وليس بالكيف، ولا تهتم بتفاصيل كل قطعة، وهذا هو الفرق، ففي الأتليه الخاصة بي يتم التركيز على جميع التفاصيل وإتقانها بشكل خاص لكل طلب، لأنه ينفذ لكل عميل حسب مقاساته ووفق رغباته، وكل تصميم هو قطعة فنية بنظري، مهمة بحد ذاتها بجميع المقاييس..
تصاميم بسيطة
ما الأجزاء الأساسية التي تركزين عليها عند التصميم؟
أصمم للبساطة، ولكن أدمجها بتقنيات جديدة مبتكرة، والتفاصيل هي سر نجاحنا، لكل تصميم رسالة نربطها بقصة فنية، لذلك كل قطعة ليست مجرد تصميم، بل أنقل بها تجربتي وكل التحديات التي تلهمني، وأساس إلهامي أن تكون تصاميمنا لكل الأزمنة، لذا نحرص على أن تكون قطعنا من التصاميم كلاسيكية ومتعددة الاستخدام.
كيف يتم اختيار المواد المستخدمة في التصاميم؟
لكل تشكيلة نوعها الخاص من الإلهام، كمثال أطلقنا تشكيلتنا الجديدة باسم «مرايا» استوحيت منها موضة تعكس شخصيتي، وهي مبنية على حب قوي وعميق يربطني بجدتي، وعلى أساسه تم اختيار ألوان معينة (الذهبي والزيتي والأسود) واعتمدنا على التطريز، وركزنا على تعدد استخدام الأزياء وبأكثر من طريقة، حتي في العبايات اعتمدنا العبايات التي تلبس من الجهتين، واستخدمنا خامات حصرية يابانية لخلق تصاميم تعكس هذا الإلهام، لنصل إلى مرحلة اختيار الخامات المناسبة والحصرية بنا.. والتجربة هي جزء لا يتجزأ من إطلاق أي مجموعة، لذا نحرص دائماً على اختبار التصاميم على مراحل عدة، لنضمن استدامة استخدامها على المدى البعيد، وترى فيها من ترتديها كل ما كانت تتمناه في الماضي، وكل الحاضر حولها، وما تحلم به أو تريد تحقيقه في المستقبل..
ومن عالم التصميم أيضأً اخترنا لك لقاء مع المصممة مشاعل السديري: تصاميمي تحمل في طياتها قصصاً وحكايات
الفن من الطبيعة
ذكرت بأن تصاميمك تعكس روح المرأة التي نرمز إليها باللبؤة القوية المحبة لطبيعتها، الرائعة بثقتها …فمن أين استلهمت تصاميمك؟
استلهمت إلهامي من المرأة ، وهي أساس قصتي التي بدأت من احتياجي واحتياج النساء من حولي ، جعلني أثق بأن المرأة تستحق أن تكون على طبيعتها بدون أي تكلف، وأن تصنع من هذه الطبيعة الثقة والقوة.. فهي شعارنا الأساسي «الفن في الطبيعة» وهي مصدر إلهامنا.
هناك معايير عالمية لتحقيق الاستدامة للأزياء «صديقة البيئة» تم وضعها والاتفاق عليها، وهي مرتبطة بمراحل الإنتاج، والحصول على شهادة عضوية.. هل تتوقعين أن يكون وجودها بالمستقبل من المتطلبات الأساسية لسوق صناعة الأزياء؟
نعم أتوقع ذلك، ستكون الاستدامة للأزياء (صديقة البيئة) شرطاً من الشروط المستقبلية، وذلك بسبب تفاقم التلوث الذي تسببه الأزياء السريعة، وكدار أزياء رائدة، عززنا وعينا حول التأثيرات التي تحدثها هذه الصناعة على البيئة، فجعلنا الاستدامة مهمتنا عبر تصنيع ملابس تعمل بسلاسة طيلة الموسم، ونسعى دائماً إلى خلق وعي للمجتمع بهذه التأثيرات، وسنعمل جاهدين للحصول على جميع متطلبات الاستدامة من معايير لنطبقها في مشغلنا وتصاميمنا بشكل كامل.
اتبعي إحساسك
ما هي أفضل نصيحة تلقيتها وساعدتك للبدء في تأسيس علامتك التجارية الخاصة؟
أفضل نصيحة تلقيتها وساعدتني للانطلاق في تأسيس علامتي التجارية الخاصة هي «اتبعي إحساسك» ربما أنها نصيحة عامة أو مكررة، ولكن عندما نبدأ مشروعاً نبدأ بالتشكيك، ولكن إيمانك بوجود مشكلة وحلها بيدك هو ضوء يستحق المواصلة، لذلك اتبعت حدسي وآمنت بقدراتي، ولله الحمد حققت النجاح.
ما النصيحة التي يمكن أن تقدميها للسيدات اللائي يدرن أعمالهن؟
نصيحتي لرواد الأعمال لكل منا ذوقه الخاص المتفرد، وهذا ما يميز كل منا، لذا حافظي على رؤيتك ونظرتك لتكوني متفردة، وسر نجاح المشروع هو اعتمادك على فريق متكامل مختص، لكل شخص مجاله وتخصصه، ما يجعل المشروع مبنياً على أساس قوي وصحيح.
ما هي مجموعتك الجديدة لهذا العام؟
مجموعتي الجديدة «وايت» ستوفر الاحتياجات اليومية والاساسية لكل امرأة وفتاة، لكل يوم، وتناسب جميع فئات المجتمع، وستكون تصاميم أساسية في خزانة كل فتاة.