المحلل السياسي أمير مخول :”أخطأنا حين توقعنا ان تكون الحرب الروسية الأوكرانية قصيرة المدى”

 

بعد مرور عام على بداية الحرب الروسية الأوكرانية الكاتب والمحلّل السياسي أمير مخّول ل-الصنارة”:

أخطأنا حين توقّعنا أن تكون الحرب قصيرة المدى ولا توجد أي بوادر لانتهائها!


*نهاية الحرب ستكون فقط اذا تحركت الشعوب في الولايات المتحدة وأوروبا وشكلت ضغطاً لوقف مدّ هذه الحرب بمواد الانفجار*رغم استمرار الحرب مكانة روسيا لم تتراجع بل تعزّز تحالفها مع الصين وازداد نفوذها أكثر في أفريقيا ودول الخليج* 


محمد عوّاد

يوم (24.2.22)  شنّت روسيا حرباً على أوكرانيا التي كانت على وشك الانضمام الى حلف الناتو, الأمر الذي رأت فيه روسيا خطراً على كيانها. وقد ساد الاعتقاد والتوقعات بأن هذه الحرب لن تطول بل ستنتهي في غضون أسابيع, ولكن لغاية الآن لا تبدو في الأفق أي بوادر لنهاية هذه الحرب التي أوقعت عشرات آلاف القتلى من الجنود والمدنيين من الجانبين.

حول هذا الموضوع أجرينا هذا اللقاء مع الكاتب والمحلّل السياسي أمير مخّول الذي اعتبر هذه الحرب قبل عام (في لقاء أجريناه معه غداة انطلاق الحرب) حرباً اقتصادية بأدوات عسكرية وأن الشعب الأوكراني يدفع الثمن. 

الصنارة: سنة على حرب أوكرانيا ولا أي بوادر لانتهائها قريبا, ما هي أسباب استمرارها لغاية الآن, علماً أنك توقعت أنها لن تطول؟

مخّول: لقد كنت واحداً ممّن أخطأوا التقدير بأن هذه الحرب ستكون قصيرة المدى ومقلّصة. لكن ما أتضح مباشرة بعد بدايتها بأنها ليست مسألة روسية أوكرانية وإنما هي حرب بمستوى عالمي لتغيير النظام العالمي, حلف الناتو شريك كامل فيها. روسيا تواجه اليوم كل المعسكر الغربي ،عسكرياً وضخ أموال ومعدّات لصالح أوكرانيا، وهذا ما أطال الحرب اكثر من أي مسألة أخرى, ويبدو أنها لن تُحسم قريباً ولا يمكن التكهن متى وكيف ستُحسم. لكن يبدو أنّ لروسيا توجد مصالح وجودية وحيوية جداً لا تستطيع التنازل عنها وهذا يحدّد ،الى حدّ معيّن، عدم قدرتها وعدم وجود أية فرصة لإنهاء الحرب. صحيح أن إطلاق النار يتم في أوكرانيا ولكن الحرب هي حرب اقتصادية تدور في كل العالم بما في ذلك في منطقتنا وفي الصين وآسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا. ففي نهاية المطاف هي حرب اقتصادية عالمية مشتعلة بأدوات عسكرية وفيها الجانب الاقتصادي والعسكري والسياسي والنفوذي, كله متداخل ببعضه. حلف الناتو لا يزال يضخ أكثر وأكثر ولكن هناك أصوات تعلو في الولايات المتحدة وفي بريطانيا وألمانيا تتحدث عن عدم إمكانية تواصل هذه الحرب. 

 

الصنارة: ولكن لم تُبذل جهود ومساعٍ دبلوماسية لوقف الحرب بطرق سلمية وكأن الجميع معنيّ باستمرارها!

مخول: حالياً, الأمر يبدو كذلك. فأوروبا انصاعت للموقف الأمريكي وهذا إجمالاً, عكس ما كان من الموقف الأوروبي الذي له مصالح مختلفة, بالذات ألمانيا, التي كانت أكثر المتضرّرين من هذه الحرب اقتصادياً, والشعب الألماني يشعر أنه يدفع ثمناً. في ألمانيا هناك صوتان صوت باتجاه الدبلوماسية الذي يدعم الموقف الأمريكي ولكن الصوت الأكثر هو بأن لألمانيا توجد مصالح مختلفة وهذا ينعكس في كيف ستحسم ألمانيا الأمر داخلياً. وقد كان هناك تصدّع في الاتحاد الأوروبي بخصوص هذا الموقف.

 

الصنارة: كيف أثرت هذه الحرب التي ما زالت دائرة على مكانة روسيا دولياً؟

مخول: مكانة روسيا تعزّزت دولياً. صحيح أن نظرة الغرب إليها سلبية ولكن التحالف الروسي الصيني تعزّز والعلاقات مع دول في منطقة الخليج والدول المصدرة للنفط (أوبيك) أيضاً تعزّزت ولم تتراجع. كذلك تعزّز النفوذ الروسي في أفريقيا في عدة دول, ويدور صراع روسي فرنسي في أفريقيا أكثر مما يُدار في أوروبا.

 

الصنارة: هل هناك أي مؤشر لإمكانية وقف هذه الحرب؟

مخول: فقط إذا رأينا أن الشعوب في الدول الغربية بدأت تتحرك وتطالب بوقفها. باعتقادي, الحكومات الحالية في أوروبا وفي الولايات المتحدة لا تشعر بوجود ضغط شعبي أو سياسي عليها لإنهاء هذه الحرب ولوقف مدّ هذه الحرب بمواد الانفجار.  فالحكومات لغاية الآن تتحدث بأكثر من لغة, ولا يوجد أي مؤشر يوحي متى تنتهي هذه الحرب فقد نتفاجأ وتنتهي سريعاً وقد تطول وتتفاقم أكثر. 

 

:”أخطأناأميرالأوكرانيةالحربالروسيةالسياسيالمحللالمدى”انتكونتوقعناحينقصيرةمخول
Comments (0)
Add Comment