أقرت لجنة المتابعة العليا وبمشاركة السلطات المحلية العربية واللجان الشعبية في منطقة البطوف، في نهاية الأسبوع، إحياء الذكرى الـ 23 لهبّة القدس والأقصى، يوم السبت القريب، 30 أيلول الجاري، بمظاهرة قطرية وحدوية في سخنين، تنطلق في الساعة الرابعة والنصف عصرا، كما ستبدأ مسيرة زيارة أضرحة الشهداء الـ 13، في التاسعة من صباح ذات اليوم، في جت، وستنشر كافة التفاصيل لاحقا.
وقالت المتابعة في بيانها، إن جميع السياسات التي فجّرت هبّة القدس والاقصى، استفحلت أكثر مع السنين، وخاصة في السنوات الأخيرة، في ظل حكومات اتبعت تعميق الاحتلال وتوغل الاستيطان، وتكثيف استهداف القدس المحتلة، وخاصة المقدسات الإسلامية والمسيحية، وأولها المسجد الأقصى المبارك، الأكثر استهدافا، خاصة وأن عصابات “الهيكل المزعوم”، تتربع حاليا على سدة حكومة الاحتلال، ما يقتضي زيادة اليقظة، وافشال كل مخطط للتقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى، الذي يعتبر مسجدا اسلاميا بكامل مساحته، وذلك في الوقت الذي تتواصل فيه مخططات اقتلاع أهالي القدس من أحيائهم التاريخية، وأولها البلدة القديمة، جوهرة التاج.
وعلى صعيد جماهيرنا الفلسطينية في الداخل، فإن الهجمة على ما تبقى من أرض عربية تستفحل، خاصة في منطقة النقب، حيث تشتد مخططات الاقتلاع وتدمير آلاف المساكن والبيوت سنويا، لتهجير أصحاب الأرض، واسكانهم في غيتوات مخنوقة، في حين أن جميع البلدات والمدن العربية والجماهير العربية في المدن التاريخية، تشهد أزمة أرض وسكن، وعدد من البلدات تشهد حالة تفجر سكاني، بموازاة استفحال سياسات التمييز العنصري، والحرمان من الميزانيات، ومساواة الميزانيات الأخرى، وكل ذلك بالتوازي مع تشريعات عنصرية فاشية تستهدف شعبنا الفلسطيني عموما وجماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل.
وقالت المتابعة، إننا نحيي الذكرى الـ 23 لهبة القدس والأقصى، في عام يسجل ذروة بعدد ضحايا دائرة الجريمة والعنف، فاقت بكثير الذروة التي تسجّلت في العامين الماضيين على التوالي.
وتؤكد المتابعة ان استفحال هذه الظاهرة الدموية مرتبطة كليا بهبّة القدس والأقصى، لأنها مخطط سلطوي، يقضي بإطلاق يد عصابات الجريمة، وانتشار السلاح، كأحد استخلاصات الهبة في المؤسسة الحاكمة، بهدف ضرب وتفتيت وتفكيك مجتمعنا الفلسطيني من الداخل، وإبعاده عن قضاياه الأساسية، أولها قضيته القومية، وقضاياه اليومية.
وهذا بموازاة تشديد القبضة السياسية، بالملاحقات والاعتقالات والترهيب للناشطين السياسيين، والحركات السياسية، وفرض أحكام جائرة غليظة على معتقلي هبة الكرامة في أيار العام 2021، وفي هذا العام بات جليا استهداف لجنة المتابعة، والسعي لحظر نشاطها بموجب قانون الطوارئ الجائر.
وتؤكد لجنة المتابعة، على أن شعبنا بات أحوج الى رص الصفوف وتجاوز جميع مظاهر الانقسام والشرذمة والمراهنة على سراب الاوهام، ولمواجهة كل هذه السياسات، خاصة في زمن الهرولة، والتعاطي المشبوه مع أشرس الحكومات الإسرائيلية، والسعي للتطبيع معها.
ان لجنة المتابعة تحذر من المساعي الامريكية والاسرائيلية المحمومة لإقامة علاقات بين اسرائيل والسعودية، لخدمة المصالح الكونية للإمبريالية بقيادة الولايات المتحدة، ولتصفية القضية الفلسطينية في خدمة اسرائيل والصهيونية العالمية الاكثر تشددا.
وتشير المتابعة بقلق شديد الى الموقف السعودي الذي يقفز وفق ما يصدر عنه مؤخرا من تصريحات، عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وعن قرارات الشرعية الدولية، ويقفز حتى عن المبادرة العربية التي صاغتها السعودية بذاتها.
وتؤكد لجنة المتابعة انه لن يكون استقرار ولا أمن ولا سلام في المنطقة، الا بإحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإنجاز حقة في العودة وتقرير المصير.