الـﭘـروفيسور نعيم شحادة: “سُّمنة الطفولة تزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مستقبَلًا”

 

كشفت دراسة جديدة أجراها الـﭘـروفيسور نعيم شحادة، مدير مشروع “سفيرا” السكّريّ في الجليل على اسم راسل بري في كلّيّة الطبّ في جامعة بار-إيلان، بالتعاون مع “مكابي – خدمات صحّيّة”، أنّ السُّمنة في مرحلة الطفولة تزيد من خطورة الإصابة بأمراض خطيرة مستقبَلًا.

 

فقد أكّدت الدراسة أنّ الأطفال الذين مع معدّل مؤشّر كتلة جسم (BMI) مرتفع معرَّضون على نحوٍ متزايد لخطر الإصابة بأمراض القلب، والأوعية الدمويّة، وإصابة الكبد ومرض السكّريّ. جرت مقارنة مستويات الخطر لأمراض القلب بين ثلاث مجموعات من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من معدّلات مختلفة من زيادة الوزن. تشير النتائج إلى ضرورة المحافَظة على الوزن الطبيعيّ للجسم منذ الصغر وضرورة التدخّل المبكّر والوقاية في أوساط المعرَّضين للخطر

تقرِن الدراسات الطبّيّة بين بدانة الأطفال وزيادة خطر الإصابة بأمراض كمرض السكّريّ وأمراض القلب، ويُطْلَق عليها في اللغة المهنيّة عوامل الخطر القلبيّة-الأيضيّة. سعت الدراسة إلى تحديد مدى انتشار عوامل الخطر المتعلّقة بأمراض القلب والأيض لدى الأطفال والمراهقين الذين يزيد مؤشّر كتلة الجسم (BMI) لديهم عن الشريحة المئوية  95 . أجرى الباحثون تحليلًا للبيانات لأكثر من 7,000 مشارك من الذكور والإناث من أعضاء “مكابي -خدمات صحّيّة”، تتراوح أعمارهم بين 5 وَ 17 عامًا، شُخِّصت إصابتهم بزيادة الوزن أو السمنة المرَضيّة. استنادًا إلى فحوص الدم، جرى تعريف عوامل الخطر على النحو التالي: ارتفاع مستوى الدهون في الدم؛ ارتفاع إنزيمات الكبد؛ ارتفاع ضغط الدم؛ حالة ما قبل السكّريّ أو مرض السكّريّ نفسه. بغرض تحليل البيانات، قُسِم المرضى إلى ثلاث مجموعات حسب درجة الوزن الزائد، بترتيب تصاعديّ: الوزن الزائد (40.2٪ من الحالات)؛ السمنة المرَضيّة بدرجة A (50.3٪)؛ السمنة المرَضيّة بدرجة B (9.5%).

كشف البحث النقاب عن أنّ الأطفال والمراهقين من مجموعة السمنة المرَضيّة B (أي أولئك الذين يكون وزنهم الزائد هو الأعلى) معرَّضون لخطر أكبر لارتفاع مستويات الدهون الثلاثيّة في الدم (Triglycerides)، والكولسترول “الضارّ” من نوع LDL، وزيادة في نسبة إنزيم ALT الذي يشير إلى إصابة الكبد. كذلك أظهرت النتائج مستويات منخفضة من الكولسترول “الجيّد” HDL في هذه المجموعة. كلّ هذا بالمقارنة مع مجموعة السمنة الأقلّ شدّة A. في مجموعة السمنة المرَضيّة من الفئة B، كان كذلك مَيْل أكبر لمرض السكّريّ، لكنّه ليس على نحوٍ ملحوظ. 

من الواضح من هذه النتائج أن السمنة المرَضيّة لدى الأطفال والمراهقين تزيد من مخاطر الإصابة بالسكّريّ وأمراض القلب.

وقال الـﭘـروفيسور شحادة (الذي أجرى البحث إلى جانب كلّ من: الدكتور عفيف نخلة؛ د. ريزان سخنيني؛ د. إيال فورمان): “تؤكّد هذه الدراسة على أهمّيّة الحفاظ على وزن سليم للجسم أثناء الطفولة لمنع حدوث حالات مرَضيّة وزيادة في الوفيات في المستقبل.  

 

وفي ما يتعلّق بالخطر المتزايد لدى سكّان الأطراف والهوامش الجغرافيّة والاجتماعيّة للإصابة بالسمنة والسكّريّ، يقول الـﭘـروفيسور شحادة: “معروف ومثْبَت أنّ سكّان الأطراف الجغرافيّة، وكذلك الأطراف والهوامش الاجتماعيّة، معرّضون للإصابة بالسمنة ومرض السكّريّ وأمراض مزمنة أخرى. ومن أهمّ أهداف مشروع ” سفيرا” السكّريّ في الجليل هو بناء خطّة عمل لتدخُّل شامل للوقاية من تطوُّر هذه الأمراض”.

 

ويُذْكَر أنّ “سفيرا”- مشروع السكّريّ في الجليل” على اسم راسل بيري، المشروع الذي تقوده كلّيّة الطبّ على اسم عزريئيلي في جامعة بار إيلان في صفد، هو مشروع شموليّ يدمج ويقرن بين البحث العلميّ وعلاج مرض السكّريّ والظروف الاجتماعيّة ومكان السكن. المشروع بدأ تنفيذه في خمس مدن: الناصرة؛ شفاعمرو؛ سخنين؛ نوف هَـﭼَـليل؛ صفد، وفيه تُستخدم كلّ الأدوات المتاحة من أجل تحسين الظروف العامّة لموازنة مرض السكّريّ، ولتقليص عدد من ينتقلون من مرحلة “ما قبل السكّريّ” إلى مرض السكّريّ. ويهدف المشروع كذلك إلى تقليص معدّلات الوفيات والإصابة المرتفعة في الجليل بمرض السكّريّ ومضاعفاته ومكافحته والوقاية منه.  

 

 

“سُّمنةالـﭘـروفيسورالإصابة..الطفولةبأمراضتزيدخطرخطيرةشحادةمستقبَلًا”مننعيم
Comments (0)
Add Comment