إعداد: عبير بو حمدان
الصور من الهيئة السعودية للسياحة
المنطقة الشماليَّة
تمتدُّ المنطقةُ الشماليَّةُ بمحاذاة الحدود العراقيَّة والأردنيَّة، وتتكوَّن من عددٍ من المحافظات، وعديدٍ من القرى ذات الآثارِ والتاريخِ العريقِ، وتتوسَّطها محافظةُ عرعر، مقرُّ الإمارة وعاصمةُ المنطقة، ونظراً لأهمية موقعها فقد أولتها الدولةُ أهميةً خاصَّةً في التطويرِ والاهتمامِ، لذا تحظى ببنيةٍ تحتيَّةٍ ممتازةٍ. وإلى جانب المناظرِ الطبيعيَّةِ الخلَّابةِ، والأوديةِ، وأشهرها وادي عرعر، فضلاً عن التلالِ والسهولِ والمراعي الخضراء، تشتهرُ مدنُ الشمالِ السعودي بوجود الآثارِ التاريخيَّةِ، والمعالم السياحيَّةِ الرائعةِ التي تجعلها وجهةً سياحيَّةً رائعةً. ومن أجمل الفصولِ لزيارةِ المنطقةِ فصلُ الربيع، إذ ترتدي خلاله حلَّةً خضراءَ جميلةً، تزيِّنها النباتاتُ العطريَّةُ، وتصبحُ مثاليةً للقيام بالأنشطةِ السياحيَّة مثل التخييم، والصقَّارة، والرماية، والتزلُّج على الرمال، وزيارة المحميَّات الطبيعيَّة التي تكثرُ في المنطقةِ، وغير ذلك، كما يوجد فيها عديدٌ من مدنِ الألعابِ الترفيهيةِ الحديثةِ، والمراكزِ الرياضيَّة الكبيرة.وإذا كنتم من محبِّي الثلوجِ والأجواءِ الشتويةِ، فعليكم بزيارة مدينة عرعر خلال فصل الشتاءِ، فهو ما يميِّزها عن باقي المدنِ، فضلاً عن احتوائها على عددٍ كبيرٍ من الآثار، والمباني التاريخيَّةِ مثل المتاحفِ التي تُعرِّفُ بآثار المنطقةِ على مرِّ الأزمنةِ، وقصرِ الإمارةِ القديم. وتساقطُ الثلوجِ أيضاً، يميِّزُ تبوك، التي تُعدُّ البوابةَ الشماليَّةَ لشبه الجزيرة العربيَّة، إذ تتأثَّرُ المدينةُ بمناخِ البحر الأبيض المتوسط، ما يؤدي إلى تساقطها في فصل الشتاءِ نتيجةَ انخفاضِ درجات الحرارة، لذا يشتهرُ من بين معالمِ تبوك جبلُ اللوز، الذي يكسوه اللونُ الأبيضُ في فصل الشتاءِ، إضافةً إلى وجود الشواطئ البحريَّةِ الجميلةِ ذات الشُّعبِ المرجانيَّة.
أما محبُّو الآثارِ التاريخيَّةِ، فيمكنكم زيارةُ مدينة سكاكا التي تشتهرُ بوجودِ عديدٍ من الآثارِ والمعالمِ التاريخيَّةِ، من أهمها قلعة زعبل، بئر سيسرا، غار حضرة، قلعة مويسن، قصر العيشان، وقارة المزاد.
«مع رؤيةِ 2030، أصبحت المنطقةُ الشماليَّةُ من أقوى المناطقِ السياحيَّةِ في السعودية. تتميَّزُ المنطقةُ بأجمل مناخٍ، حرارةٌ معتدلةٌ ولطيفةٌ صيفاً، وأمطارٌ خلال الشتاءِ، وربيعٌ مبهجٌ ومشوِّقٌ للرحلاتِ والنزهاتِ بين جبالها. كذلك فيها آثارٌ ثموديةٌ في مدينة جبة التي تبعدُ عن حائل مسافةً بسيطةً جداً، بينما نجدُ في هذه المدينةِ موقدَ حاتم الطائي المطلِّ على قمةِ جبل السمراء، ومدينة فيد التاريخية. أيضاً يستمتعُ فيها الزوَّارُ بارتياد الأماكنِ الترفيهيةِ المطوَّرةِ، والمتنزَّهاتِ والحدائقِ العامَّة. وبين جبالها مواقعُ، تثري الخيال، وتجعل كل شاعرٍ يتغزَّلُ بالأجواءِ والمناظرِ الساحرةِ. التقطتُ كثيراً من الصورِ الجميلةِ للمنطقة، لكنَّ أجملها على الإطلاق تلك التي أخذتها لإطلالةِ موقدِ حاتم الطائي، وطبيعةِ جبالِ المغواة».
المصورة شهد الزميلي
من المنطقة الشمالية
«من أبرزِ ما يميِّزُ مناطقَ الجنوبِ كرمُ أهلها وأصالتُهم، إذ يقدِّم المواطنون الضيافةَ على حسابهم، وفي مواقعهم الخاصَّةِ ومنازلهم، ويحظى زوَّارُ المنطقةِ الجنوبيَّةِ بحفاوةِ الاستقبالِ، وكرمِ الضيافة، اللذين يُعدَّان جزءاً وامتداداً لكرم السعوديين وشهامتهم. أمَّا طبيعياً، فتمتازُ الجبالُ في الجنوب بأنها بيئةٌ مملوءةٌ بالغموضِ والمتعةِ، فمرتفعاتُها الشاهقةُ والمتباينةُ، وأحجارُها الملوَّنةُ، وأشجارُها ونباتاتُها الغنيةُ، تمنحُ الزائرَ متعةً بصريةً لا تقاوم.»
ناصر محمد سعيد العرفجي
مرشدٌ سياحي مرخَّصٌ من وزارة السياح
المنطقة الجنوبيَّة
تشتملُ منطقةُ الجنوبِ السعودي على أربعِ مدنٍ رئيسةٍ، هي عسير، الباحة، جازان، ونجران، وتتمتَّع هذه المنطقةُ بمقوِّماتٍ سياحيَّةٍ ومناخيَّةٍ، تؤهلها لاستقطاب الزوَّارِ على مدار العامِ، حيث تتميَّزُ بتنوُّعٍ مناخي فريدٍ، يتيحُ الاستمتاعَ بأكثر من طقسٍ خلال يومٍ واحدٍ.
إلى جانب ذلك، تمتازُ المنطقةُ، المصنَّفةُ منطقةً زراعيَّةً، بالمناظرِ الطبيعيَّةِ الجاذبةِ، والتضاريسِ المتنوِّعةِ، والمحميَّاتِ، والحياة البريَّةِ الغنية، كما تحتوي على كثيرٍ من المتنزَّهاتِ، والمواقعِ الأثريَّةِ، والقرى التراثيَّةِ العتيقة، والقصورِ التاريخيَّة.
هذا وحظيت المنطقةُ بحصَّةٍ كبيرةٍ من استراتيجياتِ التطوير والتنمية عبر تمويل المشروعاتِ الحيويَّة، وتطويرِ مناطقِ الجذب السياحي بهدف تحقيق نهضةٍ تنمويَّةٍ شاملةٍ، وتعزيزِ مكانةِ المنطقة بوصفها وجهةً عالميَّةً، تكمنُ قوتها في قدرتها على الجمعِ بين الأصالةِ والحداثة.
وإذا كنتم تُخطِّطون لجولةٍ سياحيَّةٍ غنيةٍ، فلا بدَّ وأن تضيفوا المنطقةَ الجنوبيةَ إلى قائمتكم، في مقدمتها عروسُ الجبل وسيدةُ الضباب «أبها» عاصمةُ منطقة عسير، الغنية ثقافياً وتراثياً وطبيعياً، ففيها يمكنُ القيامُ بمغامراتٍ جبليةٍ، لا سيما أنها تحتوي على قممٍ عاليةٍ، أكثرها ارتفاعاً جبلُ «السودة»، وهو من أشهرِ الأماكنِ السياحيَّةِ في أبها والسعودية برمَّتها، وتغطي أنحاءه أشجارٌ داكنةٌ، إلى جانب الغيومِ التي تظهرُ في الأفق أغلبَ الأوقاتِ.
كذلك يمكنُ للسيَّاحِ في أبها زيارةُ الأسواقِ المتطوِّرةِ، أو الشعبيَّةِ مثل سوق المفتاحة الشعبي، وسوق الخوبة، أو الاستمتاعُ بالفعالياتِ الثقافيَّةِ والفنيَّة، أو زيارةُ المواقعِ التاريخيَّةِ، على رأسها قصر شدا، والمتحفُ الإقليمي في عسير.
ولمحبِّي الفنون، لا بدَّ من زيارةِ قرية المفتاحة التشكيليَّة التي تحتضنُ أعمالَ الحرفيين والفنانين، وتضجُّ بالفنونِ الجداريَّةِ، والتشكيلاتِ الهندسيَّةِ والفنيَّةِ التي تُعبِّر عن تراث وألوان المنطقة.
وإذا كنتم تحبُّون المناظرَ الغريبةَ، فاقصدوا قريةَ الحبالة المعلَّقة، إذ تحتوي على سلسلةٍ من المنازلِ المبنيَّةِ من الحجر الرملي على جرفٍ، ولا يمكن الوصولُ إليها إلا عن طريق الحبالِ بـ «التلفريك» في تجربةٍ رائعةٍ للاطلاع على منظرِ المنطقةِ وأجوائها الجميلةِ من الأعلى. ومن المناظرِ الخلَّابة، والطابعِ العمراني الفريدِ في النماص إلى الشلالاتِ المتدفِّقةِ من بين الصخورِ في تنومة، التي تقعُ على ارتفاعٍ شاهقٍ، وتُعدُّ إحدى مناطق الجذبِ السياحي لمحبِّي المشي الجبلي، وهواةِ التسلُّق الصخري، مع فرصةٍ رائعةٍ لمشاهدة الطيورِ النادرة.
هذا بالنسبة إلى منطقةِ عسير، أمَّا منطقةُ نجران، فتُعدُّ من المناطقِ السياحيَّةِ المهمَّةِ لما تزخرُ به من معالمَ أثريَّةٍ، منها موقعُ الأخدود الأثري الكبير، إلى جانب عديدٍ من القلاع. كما وتشتهرُ بالمناظر الطبيعيَّةِ، ومنتجاتها الزراعيَّةِ، والحِرف الشعبيَّةِ، ومن المواقعِ السياحيَّةِ المشهورة في المنطقة قصر العمارة، وقصر العان.
في حين، تتميَّزُ منطقةُ الباحةِ باحتوائها على الدوائرِ الحكوميَّةِ، والمراكزِ التجاريَّةِ الكبرى، إضافةً إلى الأسواقِ الشعبيَّة، من أهمها «سوق الخميس». أيضاً تكثرُ فيها الغاباتُ، منها غابة رغدان الشهيرة، وغابة الشهبة. هذا إلى جانب الشواهدِ التاريخيَّةِ، والآثارِ مثل القلاعِ والحصونِ، والقرى القديمةِ، والمدرَّجاتِ الزراعيَّةِ التي تعودُ إلى آلاف السنين، بينما تحتوي عاصمتها، مدينةُ الباحة، على أفضل المنتجعات السياحيَّةِ، لذا أطلق عليها لقبُ «لؤلؤة المنتجعات» و»حديقة الحجاز».
بينما تُعدُّ منطقةُ جازان، التي تطلُّ على البحر الأحمر، من المناطقِ المهمَّةِ التي مرَّت بها الحضاراتُ في العصورِ القديمة، وتمتازُ بتنوُّعها البيئي والمناخي، وفيها آثارٌ، يرجع تاريخها إلى أعوامٍ قديمةٍ جداً، ويتمُّ عرضُ مقتنياتٍ تاريخيَّةٍ مهمَّةٍ لهذه الحضارات في المتحف الأثري «متحف جازان»، كما تضمُّ القلعة العثمانية، وقلعة لقمان، وقلعة الدوسرية، وحصن صامطة، ووادي المطر، وجبل الملح، وقرية مشرف الأثريَّة، ويمكنُ الاستمتاعُ بالرياضاتِ المائيَّة، وأجواء الشاطئ الجميلة، والاستجمامُ في منتجعاتِ جزيرة فرسان، التي تمتازُ برمالها البيضاء، ومياهها الملوَّنة.
المنطقة الشرقيَّة
تُعدُّ المنطقةُ الشرقيةُ أكبرَ الأقاليم السعودية مساحةً، وتضمُّ عديداً من المدن الرئيسة، أغلبها ذاتُ طابعٍ سياحي وترفيهي، منها الدمام، الجبيل، الأحساء، الخبر، الخفجي، الظهران، القطيف، النعيرية، ورأس تنورة.
واجهةُ الترفيه الأولى في المنطقةِ الشرقيَّةِ، هي مدينةُ الدمام، إذ تضمُّ أكبر عددٍ من المتنزَّهاتِ، والشواطئ، والمنتجعاتِ السياحيَّة التي تغمرُ زوَّارها بأجواء طبيعيَّةٍ خلَّابةٍ، تساعدُ على الهدوءِ والاستجمامِ، ومن أجملها متنزَّه الملك عبدالله على الواجهة البحريَّة، والكورنيش. ومن أجمل المواقعِ السياحيَّةِ في الدمام جزيرةُ المرجان، وهي جزيرةٌ طبيعيَّةٌ، تمتدُّ على مساحة سبعة آلاف مترٍ مربَّعٍ، وتزخرُ بالمساحاتِ الخضراء، والأماكنِ الترفيهيةِ من ملاعبَ رياضيَّةٍ، ومساراتٍ للتنزُّه، وركوب الدرَّاجات. ونذكر أيضاً بحيرةَ مدن أكبرُ وأجملُ البحيرات الصناعيَّة على مستوى السعودية، ما يجعلها من أفضل الأماكنِ السياحيَّة في المنطقةِ الشرقيَّة لما توفِّره للزائرِ من أجواء هادئةٍ ومريحةٍ وسطَ مساحاتِ الخضرة، وأشجارِ النخيل، ومياهِ البحيرةِ الصافية.
أمَّا الجبيل، فتُعدُّ واحدةً من أهم الأماكنِ السياحيَّةِ في الشرقيَّةِ لما تشتملُ عليه من طبيعةٍ جميلةٍ، ومتنزَّهاتٍ خضراءَ، ومحميَّاتٍ بحريةٍ، وشواطئ ساحرةٍ، منها شاطئ النخيل الذي تكتسحُ مساحاتُ الخضرة، وأشجارُ النخيل رمالَه البيضاءَ النقيَّة. ويشهدُ الشاطئ مهرجانَ الزهورِ الربيعي كل عامٍ.
ومن الوجهاتِ المثاليَّةِ للعائلاتِ والأطفالِ في الجبيل محميةُ الجبيل، التي تعكسُ تنوُّع الحياةِ البريَّة في المنطقة.
وهناك أيضاً محافظةُ الأحساء التي تمَّ إدراجُها عام 2018 ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي لـ «يونسكو»، بينما اختيرت في 2019 عاصمةً للسياحةِ العربيَّةِ، ودخلت واحتها في 2020 موسوعةَ «جينيس» للأرقام القياسيَّة بوصفها أكبر واحةٍ قائمةٍ بذاتها في العالم. وهي أيضاً عضوٌ في شبكة «يونسكو» للمدنِ الإبداعيَّةِ في مجال الحِرفِ اليدويَّة والفنون الشعبيَّة. وتضمُّ المحافظةُ عدداً من المعالم مثل متحف الأحساء للتراث، سوق القيصرية التراثي، مسجد جواثا التاريخي، قصر إبراهيم، وبيت البيعة.
فيما تبرزُ الخُبر بوصفها إحدى المدنِ الحديثة، وتتميَّزُ بموقعها الجميلِ على شاطئ الخليج العربي، وتضمُّ عديداً من المجمَّعاتِ التجاريَّةِ، والأماكنِ الترفيهيةِ والسياحيَّة، ولا يمكنكم بالطبع زيارتها دون إلقاء نظرةٍ على جسر الملك فهد أكبرُ وأطولُ جسرٍ في الشرقِ الأوسط، وثاني أكبرِ وأطولِ جسرٍ في العالم، ويربطُ السعودية بالبحرين. وستحظون عند زيارةِ الجسرِ بإطلالةٍ جميلةٍ على البحرِ فيما تتناولون المأكولاتِ، أو المشروباتِ في أحد المطاعم والمقاهي المنتشرة على امتداده. وتشتهرُ الخُبر كذلك بكورنيشها الجميل، إذ إنه من أهم المعالمِ التي تُميِّز المدينة، وينفردُ بشواطئه ومنتجعاته الرائعة.
ومن مدن الشرقيَّةِ، نذكر أيضاً مدينة الخفجي واحدةٌ من أهم المدنِ التراثيَّةِ في المنطقة، وتتميَّزُ بموقعها الاستراتيجي على الحدود السعودية الكويتية، وإذا كنتم تُخطِّطون لزيارتها، فعليكم بالتعرُّف على أبرز معالمها مثل كورنيش الخفجي بواجهتهِ البحريَّةِ الساحرةِ، ومساحاتِ الخضرة التي تزيِّنه، إلى جانب أماكنِ الترفيه المخصَّصةِ للأطفالِ والشبابِ مثل ألعابِ الملاهي، وكرةِ القدم، وإطلاقِ الطائراتِ الورقيَّةِ، والسباحةِ، وصيد الأسماكِ. ومن مواقعِ الأنشطةِ الترفيهيةِ في المدينة ميدانُ الفروسيَّةِ، حيث تقامُ مسابقاتٌ تنافسيَّةٌ في ركوبِ الخيل.
«ما يميِّزُ المنطقةَ الشرقيَّةَ قربُها من دول الخليج العربي، وتنوُّع الخيرات فيها، وتعدُّد المواقعِ الطبيعيَّةِ والتاريخيَّةِ والأثريَّةِ التي يحرصُ السيَّاحُ على زيارتها، ويتفاعل معهم أهالي المنطقة بشكلٍ جميلٍ، إذ إنهم يتميَّزون بالتسامحِ والتعايشِ، وحبِّ التعاونِ مع الجميع، والاستقبالِ الطيِّب للوفود. وتشتهرُ المنطقةُ الشرقيَّةُ بالأكلاتِ القديمةِ الشعبيَّة الخليجيَّة. ومن أهم المواقعِ السياحيَّةِ في المنطقة جبلُ القارة، الذي سُجِّل في لائحةِ التراث العالمي عام 2018، ومسجد جواثا، الذي بُني في السنةِ السابعةِ للهجرة، وحي القوت التاريخي، وقلعة تاروت في القطيف، وميناء دارين القديم، وجسر الملك فهد، ومركز إثراء، وواحة الأحساء، التي تُعدُّ أقدم وأكبر واحة نخيلٍ في العالم، وسُجِّلت في موسوعة «جينيس»، وهذا ما أسهم في تتويجِ الأحساء عاصمةً للسياحةِ العربيَّة في 2019. وهناك فعالياتٌ كثيرةٌ، تقامُ في المنطقةِ الشرقيَّة، مثل مهرجان التمور، ومهرجان القيصريَّة، ومهرجان الزهور، ومهرجان التراث.»
عادل حسن الشبعان
مرشدٌ سياحي في المنطقة الشرقيَّة
«من أكثر المناطقِ أهميَّةً للمسلمين لوجود الحرمين الشريفين، وكونها قبلة الأنبياء. تتميَّزُ منطقةُ الحجازِ بتنوُّع الثقافاتِ نظير قدوم عددٍ كبيرٍ من أبناءِ الجنسيَّاتِ المختلفةِ إليها، إذ سكنت المنطقةَ، ونشرت في المكان ثقافةَ بلدانِها. وتُعدُّ الغربيَّةُ منطقةَ جذبٍ سياحيَّةً على مدار العامِ في ظل رؤيةِ حكومتنا الرشيدة بمضاعفة الأعدادِ من المعتمرين والزوَّارِ والسيَّاحِ عبر توفيرِ مقوِّماتٍ، تمنحُ الزيارة طابعاً دينياً وترفيهياً وثقافياً، فيأتي الزائرُ للعمرةِ، ثم يجوبُ في المدينةِ المنوَّرة، والعُلا، وخيبر، والطائف، وجدة لوجود الآثارِ التاريخيَّةِ والنبويَّةِ التي تعودُ إلى العصورِ الأولى في بعضِ المناطقِ الغربيَّةِ لمملكتنا الحبيبة. وللمرأةِ في المنطقة دورٌ مهمٌّ في خدمةِ ضيوفِ الرحمن، ولها أثرٌ جميلٌ في دعمِ القطاعِ السياحي باعتمادها مرشدةً، تُعرِّف السيَّاح على المعالمِ التاريخيَّةِ والنبويَّةِ المرتبطةِ بالسيرةِ العطرة، ما يسهم في نشر ثقافةِ المشاركةِ المجتمعيَّة.»
الدكتورة بشرى كيماوي
مرشدةٌ سياحيَّةٌ معتمدةٌ من هيئة السياحة والآثار السعودية في المدينة المنوَّرة
المنطقة الغربيَّة
تحظى المنطقةُ الغربيَّةُ من السعودية بمكانةٍ خاصَّةٍ لوجود بيت الله الحرام فيها، وعديدٍ من المعالمِ الدينيَّةِ والتاريخيَّةِ، وهو ما يجعلها مقصداً للسياحةِ الدينيَّةِ للمسلمين من كل أنحاء العالم. وتضمُّ المنطقةُ خمسَ مدنٍ رئيسةً، هي جدة، مكة المكرمة، المدينة المنوَّرة، الطائف، وينبع، وتتفرَّعُ منها محافظاتٌ وقرى عدة. الوجهةُ الأولى للسيَّاح في الغربيَّةِ، والسعوديةِ ككل، مدينةُ جدة، الملقَّبةُ بـ «عروس البحر الأحمر»، إذ يدخلُ إليها سنوياً عبر مطارِ الملك عبدالعزيز الدولي أعدادٌ كبيرةٌ، تصلُ إلى خمسة ملايين شخصٍ بهدف العمرةِ، أو الحجِ، أو العملِ، أو السياحة والترفيه. تكثرُ فيها المتاحفُ الأثريَّةُ والعلميَّةُ والتاريخيَّةُ، ومتاحفُ التراث، وتتنوَّعُ المشروعاتُ السياحيَّةُ والترفيهية المتطوِّرة مثل الفنادقِ، والشققِ المفروشة، والمنتجعات، والمطاعم، والأسواقِ والمراكزِ التجاريَّة، وتزدهرُ فيها سياحةُ الأعمال والتجارة. أكثرُ ما يميِّزُ جدة حالياً منتجعاتها السياحيَّةُ الساحليَّة، التي تتيحُ الغوصَ داخل مياه البحر الأحمر، والاستمتاعَ بالكائنات البحريَّةِ البديعة، كما وتكثرُ فيها المتنزَّهاتُ، والحدائقُ، والمواقعُ السياحيَّة المتنوِّعة.
كورنيش جدة، هو الأكثرُ شهرةً في المنطقةِ، ومنه يمكنُ مشاهدة أعلى نافورةٍ في العالم، وهي نافورةُ الملك فهد، التي ترتفعُ 312 متراً عن سطح البحر.
وعلى الرغم من النهضةِ التي تشهدها المدينةُ إلا أنها لا تزالُ تحتفظُ بلمساتٍ من الحياةِ التقليديَّة ذات الطابعِ الاجتماعي والاقتصادي القديم، وقد أدرجت «جدة التاريخيَّة» في قائمةِ مواقعِ التراث العالمي، وتنتشرُ فيها محلاتُ الحِرف الشعبيَّة، والأسواقُ التاريخيَّة، والخاناتُ التقليديَّة القديمة، منها خانُ الهنود، وخانُ القصبة، وخانُ الدلالين، وخانُ العطارين. أمَّا مكة المكرمة، فتحتوي على عديدٍ من المعالمِ الإسلاميَّة المقدَّسة، التي تجعلها مقصدَ المسلمين. وقد اهتمَّ القادةُ بتطويرها، وتحسين الخدماتِ الأساسيَّة فيها من بنيةٍ تحتيَّةٍ، ومخططاتٍ تنمويَّةٍ، ومساكنَ، وطرقٍ. وفي الجانب السياحي، تضمُّ مكة المكرمة كثيراً من الحدائقِ العامَّة، وعديداً من الملاهي الترفيهية للعائلات، إضافةً إلى ممرَّاتِ المشاة، والأنديةِ الرياضيَّة، والأسواقِ، والمراكزِ التجاريَّة، كما توجد فيها متاحفُ متنوِّعةٌ، من أهمها متحفُ برج الساعة، ومتحفُ كسوةِ الكعبةِ المشرّفة، ومتحفُ مكة الذي يشتملُ على كثيرٍ من الآثار القيِّمة. وتبرزُ في الغربيَّةِ أيضاً المدينةُ المنوَّرةُ، الملقَّبةُ بـ «طيبة الطيبة»، وتحتلُّ المناطقُ العمرانيَّةُ فيها مساحةً صغيرةً، أمَّا الباقي فعبارةٌ عن جبالٍ، ووديانٍ، ومنحدراتِ سيولٍ، وصحراءَ، وأراضٍ زراعيَّةٍ. وفي المدينة المنورة ثلاثةٌ من أقدمِ المساجد في العالم، وكثيرٌ من المعالمِ والآثارِ والمواقع، منها مدائنُ صالح التي تتميَّز بموقعها الاستراتيجي، وتشتملُ على عديدٍ من المعالمِ الأثريَّة. وتشتهرُ من المحافظاتِ التي تتبع إدارياً للمدينة المنوَّرة محافظةُ العُلا، إذ تنفردُ بالأماكنِ الاستثنائيةِ الزاخرةِ بالتراثِ الطبيعي والإنساني والثقافي، وفيها أيضاً الواحاتُ الخضراءُ، والجبالُ الشاهقةُ من الحجر الرملي، والمواقعُ التراثيَّةُ القديمةُ التي يعودُ تاريخها إلى حضاراتٍ، سكنت المنطقةَ قبل آلاف السنين.
وتُعدُّ الحجر الموقعَ الأكثر شهرةً في محافظة العُلا، وهي أوَّلُ مواقعِ المملكة العربيَّة السعودية المسجَّلةِ في قائمة التراث العالمي لـ «يونسكو». ولا بدَّ لأي زائرٍ للمنطقةِ، أن يمرَّ بالطائف، فهي مدينةٌ ذات أجواء لطيفةٍ، وتُعدُّ مصيفاً قديماً للأهالي وسكان المدنِ القريبة، كما تنفردُ بموقعٍ استراتيجي مهمٍّ، ومن أبرز الأماكنِ التاريخيَّةِ والسياحيَّةِ فيها قصر شبرا الذي يرجعُ تاريخُ بنائه إلى العصر العثماني، وسد سيسد، وهو سدٌّ أثري قديمٌ، بُني في العصر الأموي. كذلك تضمُّ المنطقةُ مجموعةً من المتاحفِ المهمَّة التي تستقبلُ الزوَّارَ على مدارِ العام مثل متحف أم السباع، ومتحف القرية الخضراء، ومن معالمها السياحيَّة أيضاً سوق عكاظ الذي يُعدُّ محفلاً ثقافياً واجتماعياً واقتصادياً عريقاً، إذ يشملُ مزيجاً من الفعالياتِ الفنيَّة، والتراثيَّة، والثقافيَّة، والرياضيَّة، لا سيما سباقاتُ الخيول. في حين تُلقَّب ينبع بـ «لؤلؤة البحر الأحمر»، وترجعُ تسميتها إلى ينابيعِ المياهِ الكثيرة الموجودة فيها، وتَقسمُ المدينة إلى ثلاثِ مدنٍ، هي ينبع البحر، وينبع النخل، وينبع الصناعيَّة. ينبع الصناعية، يتمُّ تطويرها حالياً، لتكون أكبر مدينةٍ صناعيَّةٍ في العالم، أما ينبع النخل فمدينةٌ قديمةٌ، تتكوَّن من مجموعةٍ من القرى الزراعيَّةِ المشهورةِ بمزارعِ النخيل، بينما تُعدُّ ينبع البحر الجزءَ الأساسَ من المدينة، إذ يقطنها أغلب سكانِ ينبع، وفيها معظمُ المحلاتِ التجاريَّة، والمرافقِ العامَّة، وهي مدينةٌ سياحيَّةٌ بالدرجة الأولى، ومن أفضل المناطقِ في العالم للغوَّاصين.
المنطقة الوسطى
هي أكثرُ مناطقِ السعودية من حيث عدد السكان، وأُطلقَ عليها هذا الاسمُ لوقوعها وسطَ البلاد، وتمتازُ بمناخٍ صحراوي جافٍّ، وتضمُ 22 محافظةً، وتمثِّلُ مدينةُ الرياض العاصمةَ الإداريَّة لها.
تحتوي المنطقةُ الوسطى على عددٍ كبيرٍ من المعالمِ الأثريَّةِ والتاريخيَّةِ، تتوزَّعُ بين محافظاتها.
وتأتي الرياضُ في مقدمةِ المدنِ سريعةِ النمو، وعاليةِ الجذب، فهي مقصدٌ سياحي متنوِّعٌ، إذ تبرزُ فيها السياحةُ الترفيهيةُ، نظراً لما تقيمه من فعالياتٍ على مدار العامِ، لعل من أهمها «موسم الرياض» الذي استُحدث خلال الأعوامِ الأخيرةِ، وبات يستقطبُ عشرات الملايين من الزوَّار سنوياً. وهناك أيضاً الفعالياتُ الثقافيَّة والاجتماعيَّة المتنوِّعة، وسياحةُ الأعمالِ من خلال استقطاب رجالِ الأعمال، وممثِّلي الشركاتِ والمؤسَّسات العالميَّة لبحثِ فرص التعاون، وعقدِ الشراكاتِ المثمرة. كذلك تضمُّ العاصمةُ عديداً من المراكزِ الطبيَّة المتطوِّرة التي تؤهلها لـ «السياحة الطبيَّة والعلاجيَّة»، إلى جانب الأسواقِ الفاخرة، والشعبيَّةِ، والمطاعمِ والمقاهي، والفنادقِ العالميَّة، والحدائقِ، ومدنِ الملاهي، وأماكنِ السياحة التي تفضِّلها العائلات، والمواقعِ التاريخيَّةِ مثل قصر المصمك، والمتاحفِ كالمتحف الوطني الذي يحتضنُ أكثر من 3.700 قطعةٍ تراثيَّةٍ من تماثيلَ، ومخطوطاتٍ، ومنحوتاتٍ لا مثيلَ لها.
ومن محافظات المنطقةِ الوسطى، التي تُسلَّط عليها الأضواءُ بشكلٍ كبيرٍ منذ أعوامٍ، محافظةُ الدرعيَّة التاريخيَّة، التي تمتدُّ على ضفافِ وادي حنيفة، وتُعدُّ من أكثر المناطقِ جاذبيةً في السعودية لاحتوائها على مظاهرَ حياتيَّةٍ مختلفةٍ، حضاريَّةٍ وطبيعيَّةٍ.
وتتيحُ الدرعيَّةُ التاريخيَّةُ تجربةَ التجوُّلِ بين نسيجٍ متناغمٍ من الأحياءِ القديمة وآثارها، ومن أجمل أحيائها حي الطريف أحدُ المواقعِ السعودية الخمسة المدرجةِ في قائمة «يونسكو» للتراث العالمي، هذا إلى جانب أنشطةٍ وفعالياتٍ عدة، تقامُ على مدارِ العامِ في مرافق الدرعيَّة.
«منطقةُ الرياض بالنسبةِ إلى المملكةِ العربيَّةِ السعودية قلبُها النابضُ بالحياةِ. مساحتها الكبيرةُ، وموقعها المهمُّ، أعطياها بُعداً استراتيجياً، انعكسَ بمردودٍ إيجابي على مسارِ التنمية والنمو فيها وفي المناطقِ المحيطةِ بها بشكلٍ عامٍّ. تُعرَف بـ «ملكة الصحراء» لما فيها من مناظرَ جميلةٍ، وتضاريسَ متنوعةٍ، وواحاتٍ خضراءَ، ومناطقَ أثريَّةٍ وتاريخيَّةٍ، جنباً إلى جنبٍ مع التطوُّر الحضاري العمراني، لذا فهي مزيجٌ من التراثِ الغني، واللمساتِ العصريَّةِ الجميلةِ التي رسمتها الرؤيةُ، وظهرت ملامحها واضحةً في الأعوامِ الأخيرةِ من خلال الفعالياتِ الثقافيَّة والترفيهية، والمشروعاتِ الاقتصاديَّة، والتطوُّر في كافة جوانبِ حياةِ المواطنين والمقيمين بالمنطقةِ خاصةً، كما السعودية بشكلٍ عامٍّ. وهناك عديدٌ من المواقعِ المعروفةِ في المنطقة، مثل حصن المصمك، ووادي حنيفة، وأحياء الدرعيَّة التاريخيَّة، والأبراج الحديثة، ومراكز التسوُّق والترفيه».
عبدالرحمن المبردمرشدٌ سياحي في المنطقة الوسطى