الحكواتية خولة أبو احمد لـ “الصنارة”: “أحببت الإستماع للقصص بطفولتي واليوم أعيش شغفها”

“الحكواتي” هي تلك الشخصية المشهورة في البلدات العربية بشكل عام والتي ترتدي قبعة أحيانا وتحمل عصا في يدها ونجدها على وجه الخصوص  في المقاهي الشعبية أو في القوافل أو الحارات أو حلقات السمر و السهر، والتي يجتمع من حولها مجموعة من الشباب والأطفال وكبار السن لسماع القصص والحكايات خاصة في شهر رمضان المعظم .

ولكن هذه المرة الحكواتي معنا بشخصية مختلفة، شخصية نسائية، إختارت أن تسير في طريق شغفها منذ الصغر، بعد ان كانت تستمع الى القصص والروايات من الحكواتي ومن والدها وجدها، اصبحت اليوم تنقل هذه الروايات للناس.

التقينا الحكواتية خولة أبو احمد (37 عاماً)، من سكان مدينة الناصرة ، للحديث عن اختيارها لاحياء مجال الحكواتي، وللتطرق إلى هذه الشخصية في الأيام الحالية، حيث قالت: ” منذ حوالي 10 سنوات قررت ان أسير بطريق شغف الطفولة، حين كنت استمع للقصص بكل حب ومتعة من جدي ومن ثم من والدي، وبعد ان تعلقت بشخصية الحكواتي كثيراً والتي شاهدتها على التلفاز ومن خلا المسرحيات، قررت ان اسلك هذا الطريق وأطور نفسي بكل جهد حتى استطيع سرد الحكايات والقصص بطريقة ممتعة للمستمع”.

وأردفت خولة قائلة عن القصص التي تتمحور حولها روايات الحكواتي: “قضايا الحكايات التي ارويها تتمركز حول مواضيع تراثنا والمواضيع الاجتماعية والتربوية وقيم الأمانة والصدق والنظافة والحب والتسامح والاحترام، وكذلك حقوق المرأة ونبذ العنف الاجتماعي, بطريقة سهلة وبسيطة”.

الصنارة: ذكرت مواضيع معاصرة مثل العنف الاجتماعي وهي التغييرت التي يعيشها مجتمعنا حاليا ولم تكن جزءا من الماضي, فكيف تتطرقين الى المواضيع المعاصرة وكيف تعالجينها عن طريق الحكايات؟

خولة: بكل تأكيد أتطرق لهذه المواضيع بالقصص التي اسردها وخاصة على الأطفال الصغار، جيل المستقبل الصاعد، الذي يستطيع تغيير المجتمع إلى الأفضل، لهذا أتحدث لهم عن أهمية التسامح والعفو عند المقدرة وان القوي هو من يسامح اولاً ويصفح عن الأخر ولا يرُد العنف بالعنف، وان التسامح هي لغتنا ولغة كافة الديانات السماوية. لأن هذه الأجيال هي من يستطيع تغيير المجتمع إلى الأفضل ويجب ان نغرس فيهم قيم المحبة والتسامح منذ الطفولة بشكل مستمر حتى يخرج لنا جيل جديد ينبذ العنف بكل اشكاله.

الصنارة: هل يقتصر عملك على شهر رمضان الكريم؟

خولة: لا يقتصر عمل الحكواتي فقط على شهر رمضان، كما يعتقد البعض، فهذا مجال مطلوب على مدار العام، حيث اقوم بفقرات ونشاطات داخل أروقة المدارس في البلدات العربية وفي بيوت المسنين والمناسبات الاحتفالية والأمسيات التي تقام بشكل مستمر، وهذا الشيء يقرب الأطفال ويحببهم بشخصية الحكواتي وبالإستماع الى القصص والتفاعل معها بدلاً من مشاهدة فيدوهات على الهواتف او التلفاز.

وعن أكثر المواضيع المحببة لدى الأطفال قالت خولة: “الأطفال يحبون قصص وطرائف جحا التي ترعرعنا عليها بطفولتنا، وهذا دليل ان هذه القصص الطريفة والتي تحمل العبر والقيم بداخلها مهمة للغاية لكافة الأجيال وبكل زمان ومكان، لأنني اذكر من جدي ان قصص جحا موروث قديم جداً تم تناقلت عبر الأجيال، وأنا اليوم أقوم بسرد قصصه وطرائفه للأطفال بعام 2023”.

“أحببت“أعيشأبواحمدالإستماعالحكواتيةالصنارةبطفولتيخولةشغفها”لـِللقصصواليوم
Comments (0)
Add Comment