البروفيسور زاهر عزّام :”الإنفلونزا مرض صعب له مضاعفات خطيرة ويجب عدم التهاون به”

 

*التطعيم ضد الإنفلونزا يساعد الجسم على مواجهة الفيروس ويمنع مضاعفاته*التطعيم ضد الكورونا قد يصبح موسميا ويعطى بالتزامن مع تطعيم الإنفلونزا*من مضاعفات الإنفلونزا الخطيرة: إلتهاب رئوي وقصور في عضلة القلب ونبة قلبية لدى من أصيب قبل ذلك بنوبة*

محمد عوّاد


في مثل هذا الوقت من كل عام  تعاني معظم مستشفيات البلاد من اكتظاظ في غرف الطوارئ والأقسام الباطنية بسبب الأمراض الموسمية مثل الانفلونزا والأمراض الڤيروسية الأخرى وقد وصل الاكتظاظ في بعض المستشفيات،خلال الفترة الحالية ، الى ضعف القدرة على الاستيعاب  ففي مستشفى الجليل في نهاريا وصلت النسبة الى 200%، والى اكثر من 160٪ في عدد من مستشفيات مركز البلاد.

حول هذا الموضوع أجرينا هذا اللقاء مع البروفيسور زاهر عزّام رئيس جناح أقسام الأمراض الباطنية في مستشفى “رمبام” في حيفا.

 

“الصنارة”: ما هو الوضع في مستشفى “رمبام” من حيث الضغط وعدد المرضى في الأقسام الباطنية؟

البروفيسور عزّام: عدد المرضى في الأقسام كبير جدًا وللأسف الشديد هناك مرضى تم ترقيدهم في الممرّات، ونسبة الأسرّة المليئة تعدّت نسبة 100٪ ووصلت الى حوالي 130٪ .والأمر الذي  ساعدنا على تحمل هذا الضغط الأسرّة الموجودة في قسم الكورونا الذي لم يتم إغلاقه وما زلنا نستخدمة لمرضى الكورونا وقسم منه نستخدمه للمرضى العاديين. ولدينا 30 سريرًا اضافيًا نستعملها إضافة الى الأسرّة التي في الممرات.

 

الصنارة: ماهي الأمراض المميّزة لهذه الفترة؟

البروفيسو عزّام: الأمراض التي نواجهها في هذه الفترة هي الأمراض الشتوية مثل الانفلونزا التي قطعنا معها  ذروة المرض في اليومين الأخيرين، والانفلونزا ليست مرضًا بسيطًا كما يعتقد البعض، فهو مرض له مردودات صعبة  ومضاعفات خطيرة خاصة على المسنين والأطفال الصغار (أو ما يسمّى أطراف العمر). وكمدير لجناح أقسام الأمراض الباطنية أقول  لك إننا نتحمّل وزر الانفلونزا ومضاعفاتها على المسنين الذين يعانون من أمراض أخرى مثل الأمراض الخبيثة والأمراض القلبية وكل هذه تزيد  من صعوبة وحدّة هذه الأمراض.

 

الصنارة: هل هبوط درجة الحرارة ونزول الأمطار زاد من عدد المرضى الذين وصلوا الى المستشفى؟

البروفيسور عزام: لا شك أنّ  البرد هو عامل مهم بالنسبة لهذا الموضوع، ولكنه ليس العامل الرئيسي. فالعامل الرئيسي هو وجود ڤيروس الانفلونزا  في هذا الموسم- موسم الخريف والشتاء، وهذا ما يصعّب الأمور، مع أنّ التطعيم كان عاملاً مهمًا جدًا لمنع العدوى ومنع تفاقم المرض، بنفس القوى  لتطعيم الكورونا.

 

الصنارة: ما هي نسبة الذين تلقوا التطعيم ضد الانفلونزا؟

البروفيسور عزام: هناك انخفاض في نسبة الذين تلقوا التطعيم وبضمن ذلك لدى الطواقم الطبية العاملة في المستشفيات، قياسًا مع سنوات ما قبل الكورونا. فبالكاد تعدّينا نسبة 30٪ في المجتمع العام وهذه نسبة منخفضة وهذا شيء مقلق.

 

الصنارة: ما هي نسبة المتطعين حسب الفئات العمرية؟

البروفيسور عزام: من جيل 65 لغاية75 عاما نسبة التطعيم تقترب من  60٪ وبين  50 لغاية 64  عاما نسبة التطعيم 27٪ وبين 49-20 عامًا نسبة التطعيم 12٪، وفي المجمل النسبة العامة حوالي 24٪.

 

الصنارة: هناك من يمتنع عن تلقي التطعيم بسبب ما سمعه من آخرين بأنهم مرضوا بعد أن تلقوا التطعيم!

البروفيسور  عزام: من السهل إلقاء  التهمة على التطعيم، مثلما حصل أيضًا في فترة الكورونا.  وهنا أُؤكد على أن التطعيم هو الذي يساعد الجسم على مواجهة حدّة أعراض الانفلونزا ويمنع مضاعفاتها الصعبة.  التطعيم مهم جدًا  فعندما نحمي الجسم من الڤيروس نمنع مضاعفات الانفلونزا.

 

الصنارة: ما هي أهم مضاعفات الانفلونزا؟

البروفيسور عزام:  من مضاعفات الانفلونزا حصول قصور في عضلة القلب لدى مرضى القلب بعد أن يحصل اختلاج في الرئتين و امتلاء الرئتين بالسوائل. كذلك قد يحصل التهاب في الرئتين. والانفلونزا قد تؤدي أيضًا الى التهاب في عضلة القلب وهناك مرضى وصلوا الى وضع احتاجوا فيه  الى التنفس الاصطناعي والى الاستعانة بالآلات الطبية للحفاظ على حياتهم مثل جهاز الإكمو لعلاج المرضى الذين وصل وضع الرئتين لديهم الى حالة التهاب شديد. وهذه مضاعفات صعبة جدًا. كذلك، الأشخاص الذين كانت لديهم نوبة قلبية سابقة ومشكلة في شرايين القلب فإنّ  إصابتهم بالانفلونزا قد تؤدي الى إصابة بنوبة قلبية أخرى. وهذا امر يجب أخده ايضًا بعين الاعتبار. وكذلك الامر لمن يعانون من مشاكل في كهرباء القلب. ففي حال الاصابة بالانفلونزا يحصل التهاب في الجهاز التنفسي وكمية الأكسجين  التي تصل الى القلب تكون قليلة وعندها يضطر القلب الى أن يشتغل اكثر كي يضخ كمية الدم ويوصل نفس كمية الأكسجين الى باقي الانسجة، فدقّات القلب  السريعة تحتاج الى عضلة قلب سليمة ومعافاة والعضلة عندما لا تكون سليمة تحصل المضاعفات.

 

الصنارة: وماذا عن وضع الإصابات بالكورونا؟

البروفيسور عزام: أصبحنا نتعايش معها، فدائمًا هناك إصابات بالكورونا واليوم عندما نكتشف مريضًا مصاباً بالكورونا نعزله داخل القسم ولا ننقله الى قسم الكورونا. معظم المستشفيات في البلاد استغنت عن أقسام الكورونا، ونحن سنستغني عنه في منتصف هذا الشهر ( شباط)، علمًا أن عدد مرضى الكورونا اليوم   هنا في رمبام 15-14 مريضًا. صحيح أن العدد ليس كبيرًا ولكن يجب عدم الاستهانة بهذه الامراض : كورونا وانفلونزا بالإضافة الى الأمراض العادية مثل الأمراض القلبية والربو و مشاكل الكلى وغيرها. ونقطة مهمة ايضا هي ان كمية الأسرّة في المستشفيات  في هذه البلاد أقل من معدّل الأسرّة في دول  الـ OECD…

 

الصنارة: أما من نهاية لهذه المشكلة مع تعاقب وزراء الصحة  والحكومات والوعودات التي يقطعونها في الحملات الانتخابية؟

البروفيسور عزام: من المهم أن يتم حل هذه المشكلة، يجب زيادة عدد الأسرّة وعدد الملكات للمستشفيات. فهناك الكثير من الأطباء  الذين يمكن الاستفادة من مهاراتهم وتخصصاتهم ولكن بسبب عدم وجود ملكات لهم لا تتم الاستفادة منهم.

 

الصنارة: هناك حديث عن جعل التطعيم للكورونا موسميًا مثل الانفلونزا. هل هذا صحيح؟

البروفيسور عزام: نراقب ماذا سيحصل مع الكورونا. فعندما وصلت الى العالم والى البلاد لم تكن موسمية بل كانت على مدار فصول السنة وقد نصل الى وضع يكون التطعيم ضد الكورونا متزامنًا مع التطعيم ضد الانفلونزا، أي في الخريف باعتبار أن الكورونا أصبحت مرضًا موسميًا مثل باقي الأمراض الڤيروسية التنفسية. وبرأيي هذا شيء صحيح. ولكن لننتظر ونرَ كيف ستتطور الأمور ولكن بالنسبة للانفلونزا فإنّ التطعيم مهم جدًا ويساعد جدًا.

 

 

:”الإنفلونزاالبروفيسورالتهاونبهخطيرةزاهر:صعبعدمعزاملهمرضمضاعفاتويجب
Comments (0)
Add Comment