– اذا كانت المدرسة مجرد مصدر معلومات وبصم فليس لها معنى بهذا العصر.
– في ثورة الذكاء الاصطناعي الوظائف ستتوفر لكنها ستختلف عن سابقتها.
– ما زلنا بحاجة للمعلمين ولكننا يجب ان نفكر بتغيير طريقة توجهنا لهدف المدارس والجامعات
– على الشباب والشابات ان يجتهدوا ويقووا مهاراتهم خاصة بموضوع الرياضيات لان له علاقة بموضوع الذكاء الاصطناعي.
– رغم الذكاء الاصطناعي علينا ان نحافظ على اجتماعياتنا وان نحذر من الغباء البشري
يوضح البروفيسور رجا جريس، بروفيسور في هندسة الكهرباء في جامعة تل ابيب، اننا نعيش ثورة الذكاء الاصطناعي، التي تمثل تغييرا جذريا في العالم وتغير امكانيات كثيرة، والتي من الممكن ان نستغلها لتحسين وتطوير مجتمعنا. من أجل تحقيق ذلك علينا ان نتعلم ما نرغب فيه ونتميز فيه، مع التشديد على ان نحتلن أنفسنا بالتكنولوجيا وأن نعرف كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي.
هل نحن مواكبون للتطورات، وهل مدارسنا مؤهلة لتخريج طلاب يستطيعون مواجهة العالم في عصر الذكاء الاصطناعي؟ ماذا يحمل المستقبل من تغييرات في المهن؟ وكيف نستطيع استخدام الذكاء الاصطناعي لمصلحتنا؟ الاجابات في اللقاء التالي المثير والهام جدا!
الصنارة: بداية لموضوع جدا واسع وفي بداياته، كيف تعرّف الذكاء الاصطناعي AI؟
بروفيسور جريس: فكرة الذكاء الاصطناعي هي: كيف نستطيع ان نجعل الكمبيوتر يقوم بمهام وأمور التي نؤديها نحن كبشر. عمليا، نحن نريد ان نمكّن الكمبيوتر من ان يتعلم لوحده كما نحن نعلّم، على سبيل المثال، ولدا صغيرا حين نعرض له صورة القطة او الكلب ونعلمه اسمها، ومن ثم يتعلم الولد بقدراته ان يميز بين القطط والكلاب، ثم نعلمه القراءة وهلم جرا، هو يخزن معلومات التي يصبح لاحقا بامكانه ان يستخدمها لأمور أخرى ولحل قضايا متعددة.. فنحن عمليا بنفس الطريقة نريد ان نعلّم الكمبيوتر عن طريق الأمثلة كيف يقرأ المعلومات ويستدل معلومات من الأمور التي قرأها. واحيانا الكمبيوتر يستطيع ان يحل المسائل بشكل أفضل من الانسان.
الصنارة: وبالنهاية يستبدلنا..
بروفيسور جريس: هذا سؤال آخر.. انا لا اعتقد انه سيستبدلنا، وهناك فرق بين الكمبيوتر والانسان. دار حوار بين جاك ما، مؤسس علي بابا، وبين الون ماسك، قال خلاله جاك ما جملة أعجبتني وهي: اذا أردنا ان نقارن انسانا مع سيارة، فالسيارة تتحرك أسرع بكثير من الانسان، واذا اراد انسان ان يبذل مجهوده ليتسابق مع السيارة سوف يفشل، لكن سيكون بسبب جهل من جانبه، لأن السيارة وسيلة نقل هدفها ان تجعل الانسان يتحرك بشكل أسرع بكثير وتطور امكانياتنا مثلا عن طريق امكانية السكن في بلد والعمل في بلد آخر. ذات الامر بخصوص الذكاء الاصطناعي بحيث يفتح أمامنا امكانيات كثيرة لم تكن متوفرة لنا سابقا. وكما ان السيارة لا تستبدل الانسان كذلك الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الانسان انما سيفتح لنا مجالات وامكانيات لم تكن سانحة في السابق.
الصنارة: الماكنات والذكاء الاصطناعي اصبحت تستبدل الانسان، فمن ناحية هذه الامور ستقلل من توفر الوظائف ونحن نخسر وظائف، لكن من بالمقابل تخلق وظائف جديدة التي بحاجة لكفاءات جديدة لسنا ندركها من تجارب سابقة ويجب علينا اكتسابها. برأيك، هل سيكون توازن معين أم ان الوظائف التي سنخسرها ستفوق بكثير الوظائف الجديدة التي ستتوفر؟
بروفيسور جريس: باعتقادي نحن على عتبة ثورة صناعية جديدة! كما نعرف من الثورة الصناعية السابقة، وظائف جديدة عديدة ولدت واستبدلت غيرها، فنحن الآن أمام ثورة صناعية جديدة، والذكاء الاصطناعي والتغييرات الناجمة عنه تحضر معها وظائف جديدة وستستبدل وظائف اخرى. صعب ان نتنبأ ما سيكون التأثير الناتج على مجتمعنا جراء ذلك، لكن اعتقد انه مثلما حصل خلال الثورة الصناعية ففي ثورة الذكاء الاصطناعي الوظائف ستتوفر لكنها ستختلف عن سابقتها. على سبيل المثال، هناك اقتراح في الولايات المتحدة ان يقلصوا اسبوع العمل الى 4 ايام ومن ثم الى 3 ايام لان الذكاء الاصطناعي سيستبدل الكثير من الوظائف, فليس هناك نفس الحاجة لأيام عمل كثيرة. فاعتقد ان الاختلافات ستكون في نوع الوظائف التي لن تكون كالتي نحن معتادين عليها اليوم.
الصنارة: اليوم كثير من الأشخاص في سنوات الأربعين والخمسين من حياتهم لم يعد هناك طلب لمهنهم، ومن ناحية اخرى نرى ارتفاع الطلب والحاجة لذوي المهن اليدوية او الجسدية مثل العمال في مجال البناء، كيف ستتعامل الانسانية مع هذه التغييرات؟
بروفيسور جريس: العالم المهني سيتغير. من جهة سيكون هناك رجوع لمهن يدوية ومن جهة اخرى المهن التكنولوجية ستزداد، مثل مهن ومهارات تكنولوجية. يرددون جملة: الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الانسان، بينما الانسان الذي يعرف استخدام الذكاء الاصطناعي سيستبدل الانسان الذي لا يعرف استخدام الذكاء الاصطناعي!
الصنارة: ماذا بخصوص مهن مثل هندسة كمبيوتر وبرمجة وطب، أي مهن ستكون مطلوبة في المستقبل القريب بين 5 لـ 10 سنوات؟ لأي مجالات دراسية تقترح على خريجي المدارس اليوم ان يتوجهوا؟
بروفيسور جريس: صعب جدا تنبؤ المستقبل، ربما قبل 5 سنوات كانوا سيجيبون ان مواضيع الفن هي اخر مواضيع سيتم استبدالها، لكن منذ عامين نرى الكثير من أمور الفن التي أصبح الذكاء الاصطناعي يستبدلها، مثلا دالي الذي أصبح يرسم بنفسه، او تشات جي بي تي الذي اصبح يعرف كتابة القصائد والأغنيات لوحده.. وتطبيقات التي تعرف تأليف اغاني لوحدها. اليوم الذكاء الاصطناعي يؤلف الأغاني ويرسم لوحات ويصنع أمورا فنية التي قبل سنتين فقط كنا نعتقد انه آخر شيء ممكن ان يحصل.
لكن توجهي هو ان نقلل التفكير بما ممكن ان يستبدله الذكاء الاصطناعي لان ما نريده نحن كبشر هو الابداع وعلى كل شخص ان يفكر ما هو المجال الذي يستطيع ان يبدع فيه ويستطيع ان ينجح فيه. وعمليا بما اننا لا نعرف ان نتنبأ بالتالي على كل شخص ان يدرك ميوله ويتعلم الموضوع الذي يحبه. وبالاضافة، عليه ان يحتلن نفسه بالتكنولوجيا وان يعرف كيف يستخدم الذكاء الاصطناعي وفي النهاية من لديه ميول فنية عليه ان يتجه لهذا المجال مع تعلم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بالفن الذي تعلمه ويمارسه. كذلك الأمر، الشخص الذي يهوى الطب فلا شك ان كل طبيب سيكون عليه ان يعرف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجاله.
هل ستكون هناك وظائف التي سيتم استبدالها كليا؟ باعتقادي ان الجواب سيكون نعم، لكن المهم ان على كل شخص ان يتعلم وان يشدد على تطوير نفسه. ربما مستقبلا لن تكون حاجة لمعلمي سياقة.. فالمستقبل غير واضح.
الصنارة: لربما بعد 20 عاما ستكون ظاهرة زواج الانسان مع الروبوت الذي سيصبح شريك حياتك أو صديقك او مديرك في العمل!
بروفيسور جريس: حاليا هناك أشخاص في اليابان يتزوجون روبوتات ولكن برايي هذا ليس امرا ايجابيا، لانني اعتقد ان ذلك سيولد مشاكل، وحاليا احدى المشاكل الناتجة عن “حلول” شريك AI هي ان الشريك يكون كأنه الشريك المثالي! يفعل ما تريده ويقول ما تتمناه. برأيي الشراكة الحقيقية هي عدم موافقة الشريك لك بشكل كامل وفي كل شيء. والذي يبحث عن شريك اصطناعي يطبطب له ويقول له كل ما يريده، فهذا الانسان سيستصعب مواجهة الحياة الحقيقية. هناك امر ايجابي عندما يعيش الانسان مع شريك الذي لا يتفق معه في كل شيء واحيانا تحصل بينهما احتكاكات، لان تلك الاحتكاكات (طبعا لا اتكلم عن امور عنف او مؤذية) هي طبيعية، والشريك الذي يعرف التحاور ولديه رغبة في مساعدة الطرف الآخر على ان يفكر بغيره وان لا يكون أنانيا. ان يعيش الشخص مع شريك هو فقط ذكاء اصطناعي سيجعله انانيا ولا يعرف التعامل مع غيره.
حاليا حلول العيش مع شريك AI فيها هذه المشاكل، ممكن بعد 5 سنوات ان يساعد هؤلاء الشركاء الـ AI الانسان على تعلم كيفية التطور اجتماعيا.
الصنارة: اريد ان احاورك بخصوص الجامعات والمدارس، في هذا العصر التلاميذ يجدون ما يحتاجون من معلومات في غوغل او تشات جي بي تي وهناك يتمرنون على الامتحانات ويذهبون للامتحان جاهزين وليسوا اصلا بحاجة للمعلم! مدارسنا لربما لا تعلم الطالب على التفكير، فقط اجلس صامتا واسكت، في الواحدة لديك فرصة وهلم جرا.. وعندما اصرخ عليك كمعلم عليك ان تخاف.. لربما قبل 30 عاما كان التعليم أهم ومختلفا، اليوم حتى المعلم عليه ان يتعايش مع واقع جديد! فما رأيك بوضع مدارسنا اليوم, هل تستطيع ان تعد تلميذا لمواجهة مستقبل يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي؟ وهل فعلا ما زالت هناك حاجة لمنظومة المدارس والجامعات حين تستطيع ان تجلس في البيت وتحصل على كل المعلومات؟
بروفيسور جريس: صحيح جدا، احد المعلمين قال لي خلال حديث عن احد التحديات اليوم له كمعلم اليوم. قال انه في الماضي قبل 30 او 40 سنة، كان التلاميذ يأتون للمدرسة حتى يأخذوا منه كمعلم المعرفة، كان المعلم هو تقريبا مصدر المعرفة الوحيد للتلميذ ليأخذ منه المعلومات. بينما اليوم المعلم هو مصدر معلومات اضافي للتلميذ، اضافي لمصادر عديدة اخرى متاحة للتلميذ. بالتالي ضعفت الافضلية التي كان يتمتع بها المعلم ولذلك اليوم للاسف نرى ان التقدير للمعلمين ضعف، لان التلميذ يستطيع ان يجد مصادر معلومات عديدة اخرى.
السؤال هنا: هل هذا يقول اننا لم نعد بحاجة للمعلمين في المدارس والجامعات؟ لا اعتقد ان الجواب هو “نعم”، ما زلنا بحاجة للمعلمين ولكننا يجب ان نفكر بتغيير طريقة توجهنا لهدف المدارس والجامعات. هل علينا ان نعاملها على انها مجرد مصدر معلومات؟ الجواب هو “لا” وبالنهاية ستنقرض المدارس والجامعات اذا استمرينا باعتبارها مجرد مصدر معلومات. هناك امور اخرى هامة جدا في منظومة المدارس والجامعات وهي مثلا، تطبيق نظام. مثلا، انا استطيع ان اتلقى معلومات ولكن بدون نظام استصعب التعلم، والمدرسة تستطيع ان تساعدني بهذا الامر. الانسان بحاجة لبيئة اجتماعية واحدى اهم المهارات التي يكتسبها الاولاد في المدارس والجامعات هي الامور الاجتماعية. من اهم الامور التي نكتسبها في الجامعة هي الروابط والدوائر الاجتماعية التي نكوّنها هناك وتستمر معنا في حياتنا. كثيرون منا يكوّنون صداقات طفولة في المدرسة تستمر معنا مدى الحياة وتدعمنا وتكون اساسية في حياتنا. يجب ان نوجه المدارس والجامعات اليوم الى ان تعمل اكثر على التجربة الشخصية والامور الاجتماعية وعلى الروابط والدعم والارشاد والشغل واحد لواحد وعلى الاهتمام الشخصي. ممكن ان يكتسب التلميذ معلومات من الخارج ولكن تكون لديه فجوة مشاعره أو فجوة اجتماعية, فلو استطاع المعلم ان يعطي الولد اكثر معاملة شخصية فهو يستطيع ان يساعده بهذه المشاكل. نحن اليوم امام جيل لديه كل المعلومات ولكن من ناحية اجتماعية وعاطفية هو جيل حساس أكثر بكثير من الجيل الذي سبقه، فالمدارس تستطيع أن تساعد بهذا الشيء.
الصنارة: ماذا عن المنهاج الدراسي، هل يجب حتلنته؟
بروفيسور جريس: اليوم مع الذكاء الاصطناعي هناك امكانيات ان نعلّم الاولاد بأساليب مختلفة ومنها بواسطة الفيديوهات، مثلا مادة التاريخ, التي تجعل التلميذ ليس فقط يستوعب المادة بل ان يربط الماضي بالحاضر. بمعنى ان يفهم وليس ان يبصم، لان البصم معناه ان المدرسة هي مجرد مصدر معلومات، وهدف المدرسة لا يجب ان يكون مصدر معلومات وانما تعليم التلميذ كيف يفكر وكيف يعمل تفكيرا نقديا او تحليليا وكيف يتوجه لمسائل معينة. انا لم اتعلم التاريخ لمجرد ان اعرف من هو نابليون وماذا فعل، بل لاتعلم ما علاقته بالحاضر وما الامور التي عملها بشكل صحيح والمشاكل التي تحداها والتي ممكن ان تفيدني كيف اتحدى المشاكل في حياتي. يجب ان نجلب هذه الامور التاريخية الى الحاضر ونفكر كيف نستطيع اليوم بحياتنا ان نستفيد من تلك الامور التاريخية للافضل حتى لا نكرر أغلاط الماضي. يجب استغلال الذكاء الاصطناعي لنمنح كل تلميذ دراسة مخصصة له وان نجعل التلميذ يرى حياته بطريقة مختلفة. اذا كانت المدرسة مجرد مصدر معلومات وبصم فليس لها معنى بهذا العصر. اذا علمتنا المدرسة كيف نستعمل المعلومات فهذا هو المهم.
الصنارة: بنهاية حديثنا، هل ترى ان مجتمعنا يتماشى مع هذا التطور ومع التحديات لنا كأقلية، ومنهاج المدارس القديم؟ هل ترى ان وضعنا جيد بنظرة الى المستقبل؟ هل لدينا التطور المطلوب وهل نمنح التلاميذ القدرات لمواجهة العالم؟
بروفيسور جريس: للاسف اليوم، كما قلت خاصة كأقليات، لدينا نواقص عديدة وافكر ان ثورة الذكاء الاصطناعي هي امكانية لمجتمعنا ان يصنع تغييرا كبيرا! بمعنى، حين تحدث ثورة صناعية او ثورة تكنولوجية تنتج لدينا فرصة ان نقلب وضع مجتمعنا. مثلا، لدينا امكانية ان يتوجه طلابنا المتميزون لدراسة امور متعلقة بالثورة التكنولوجية، ان يؤسسوا شركات جديدة تدخل مجتمعنا وتعطي اقتصادنا قفزة للامام، او ان يفكر المعلمون المتميزون في مجتمعنا كيفية ادخال الذكاء الاصطناعي للمدارس. رغم انه احيانا تكون الموارد التي تعطيها الدولة غير كافية، لكن الذكاء الاصطناعي متاح للاغلبية والمعلم يستطيع ادخاله الى صفه. عمليا، اليوم لدينا امكانيات التي مع القليل من الابداع، نستطيع ان نستغل الذكاء الاصطناعي لاخراج مجتمعنا من القوقعة التي هو موجود فيها.
الصنارة: ما هي نصائحك ورسالتك لابناء مجتمعنا؟
بروفيسور جريس: نحن نعيش ثورة صناعية كبيرة جدا واشجع الشباب والشابات على الاجتهاد على تطوير انفسهم. عليهم ان يجتهدوا ويقووا مهاراتهم خاصة بموضوع الرياضيات لان له علاقة بموضوع الذكاء الاصطناعي. لدينا امكانية لاجراء تغيير كبير في مجتمعنا، ممنوع ان نخاف من التغيير بل يجب ان نفكر كيف نستطيع ان نستخدمه لتطوير انفسنا وان نجري انقلابا جذريا في مجتمعنا. نحن نتكلم كثيرا عن الذكاء الاصطناعي ولكن علينا ايضا ان نفكر بالامور السلبية التي قد تنتج عن الذكاء الاصطناعي، مثل استخدامه من الاخرين لتشويه الحقائق وبالتالي يجب ان نكون حذرين من المعلومات التي نحصل عليها وان نعرف كيف نميز الصح من الغلط، وان لا نتكل على كل شيء يرسل لنا. علينا ان نعرف ان الذكاء الاصطناعي يأخذ معلومات ومن ثم يقدمها لنا، لكن هذه المعلومات التي استقاها ليس بالضرورة ان تكون صحيحة. علينا دائما استخدام التفكير الناقد لنفحص صحة المعلومات التي نستقيها من خلال الذكاء الاصطناعي. هذه التكنولوجيا لها حسناتها وسلبياتها. ورغم الذكاء الاصطناعي علينا ان نحافظ على اجتماعياتنا وان نحذر من الغباء البشري، لدينا فرصة كبيرة ويجب ان نستعمل هذه الأمور بحكمة.
الصنارة: خبرنا عن عملك في الجامعة وماذا تطور مع تلاميذك؟
بروفيسور جريس: لدي في الجامعة “مختبر ذكاء اصطناعي” فيه 9 طلاب دكتوراة و7 طلاب ماجستير، في مختبري نحن نبحث امورا مختلفة في الذكاء الاصطناعي. ساذكر أمثلة منها: جزء من الامور التي نبحث فيها هي في المجالات الطبية، نبحث كيف نجعل الذكاء الاصطناعي يميز امراضا معينة، ويعرف كيف يجدها مثلا من خلال سي تي او ام ار أي، احيانا ينتظرون راديولوغ ليفحص الصورة، فالسؤال اذا ممكن ان يميز الكمبيوتر الامر لوحده، او هل يستطيع الكمبيوتر ان يتنبأ نجاح علاج معين. احيانا، الطبيب يحتار أي علاج يقدم للمريض، فنحن نفحص اذا نستطيع استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة الطبيب على تنبؤ نسبة النجاح للعلاجات المختلفة وعندها يستطيع الطبيب ان يختار العلاج الافضل. من بين امور اخرى، نحاول تطوير انواع كاميرات جديدة! السؤال، هل نستطيع صنع كاميرات أصغر من تلك التي نستعملها للتصوير في الهواتف وان تعطينا جودة تصوير افضل في العتمة. او ان نستعمل الكاميرات لاستعمالات طبية افضل. ونعمل على فهم الصورة مع اللغة، بمعنى هل استطيع ان اجعل الكمبيوتر يرى الصورة وان يشرح لي اياها. احدى مشاكل الذكاء الاصطناعي هي اننا لا نستطيع دائما الاتكال على المعلومات التي يقدمها لنا، لذلك نحن ايضا نبحث متى نستطيع الاتكال على الذكاء الاصطناعي وهل نستطيع ان نفحص متى يفشل وهل نستطيع ان نصحح او نعطي مرجعية للمعلومات التي يوفرها لنا. ايضا نعمل على generative AI, أي كيف نستخدم الذكاء الاصطناعي لنعمل امورا جديدة.