شجرة الميلاد أضيئت بعيدا عن البهجة والفرح في الناصرة!
الأب سمعان بجالي لـ”الصنارة”: الناصرة وكنيسة الروم الأرثوذكس بالتحديد مستهدفان بالقيود المفروضة عليهما
المحامي بسيم عصفور لـ”الصنارة: لو تم الأخذ باقتراحاتنا لكان تم تنفيذ حفل اضاءة الشجرة
تفاجأ أهالي الناصرة عصر يوم الجمعة الماضي، بإضاءة شجرة الميلاد في ساحة كنيسة الروم الأرثوذكس، من قبل مجلس الطائفة. بينما كان الموعد المحدد لإضاءة الشجرة والذي انتظره الآلاف من أبناء المدينة والمنطقة، يوم الأحد الماضي، وولّد خيبة أمل كبيرة وصدمة لديهم، خاصة بين الأطفال الذين حرموا من هذا الاحتفال البهيج للسنة الخامسة على التوالي.
من جهته عمل مجلس الطائفة على تعويض الأهالي بافتتاح “سوق الميلاد” في موقف المطرانية، حيث شارك آلاف المواطنين من أهالي مدينة الناصرة والمنطقة، هذا الأسبوع، في احتفالات مهرجان الميلاد التي أُقيمت في المدينة، وذلك تحت إشراف مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة، وسط أجواء احتفالية مميزة.
وفي بيان مشترك، أعلن مجلس الطائفة الأرثوذكسية وبلدية الناصرة أنه، وبحسب تعليمات الأمن والأمان وحرصًا على سلامة أهالي المدينة والزوار، سيتم إغلاق عدد من الشوارع في منطقة عين العذراء وكنيسة البشارة الأرثوذكسية، من تاريخ 17 وحتى 21 كانون الأول الجاري.
للوقوف على أسباب وأبعاد قرار الغاء اضاءة الشجرة الجماهيري، التقت “الصنارة” الأب سمعان بجالي، راعي الكنيسة الأثوذكسية في الناصرة والمحامي بسيم عصفور، رئيس مجلس الطائفة الأرثوذكسية في الناصرة.
الصنارة: لماذا ألغيتم احتفال إضاءة الشجرة الجماهيري وتم بهذا الشكل المبتور؟
الأب بجالي: لقد جوبهنا بتقييدات عديدة وشروط تعجيزية لا يمكن تطبيقها، بحجة الأمان وهذا يأتي بعد حادث ميرون كما علمنا. والمثير أن أعدادا كبيرة حضرت إلى الناصرة والى سوق الميلاد بعد اضاءة الشجرة دون تقييد في العدد، فلماذا جرى ذلك فقط عند إضاءة الشجرة؟ لقد حاول مجلس الطائفة وقمنا باجراء مداولات مع المسؤولين لكن لم يسمحوا بادخال أكثر من 1520 شخصا إلى الساحة، وهذا العدد لا يجيب على عدد أبناء الرعية لوحدهم، فما بالك بأهل الناصرة ووزوارها.
الصنارة: لماذا لم تكتفوا بالعدد المطلوب ودعوة أبناء الرعية للاحتفال بدل اضاءة الشجرة بهذا الشكل؟
الأب بجالي: منذ أن بدأنا بتقليد اضاءة الشجرة منذ العام 2010 واقامة كريسماس ماركت، نذرناه لأهل البلد ووزوارها، لأنه لا يمكن حصر الاحتفال على عدد محدود، وكان العدد يصل إلى 30 ألأف شخص، فكيف يمكننا اليوم اقتصاره على 1520 شخصا، هل هذا معقول؟
الصنارة: هل تعتقد بأن التقييدات تقتصر على الناصرة فقط؟
الأب بجالي: نعم على الناصرة وكنيسة الروم الأرثوذكس بالتحديد. حتى في عيد الغطاس يضايقون علينا في الاحتفال الذي يتم في نهر الأردن. أضف الى ذلك الاحتفال بعيد التجلي في جبل الطور، حيث تم اغلاق الجبل أمامنا، وفي احتفالات سبت النور تتم التقييدات، وكل ذلك يدعو للسؤال، لماذا تتم التقييدات في هذه الاحتفالات، بينما في حيفا يمكن التجول بحرية، وفي القدس وأماكن أخرى لا يطبقون القيود.
الصنارة: هل تفهم الأهالي ما جرى وتجاوزوا خيبة الأمل؟
الأب بجالي: نعم أظن أن الناس تفهمت الوضع، صحيح ان اضاءة الشجرة دون جمهور أمر محزن ومؤسف، لكن الأمر لم يكن بارادتنا. ومما نلاحظه أنه لا تواجد للشرطة في سوق الميلاد، حيث تدخل أعداد كبيرة دون مراقبة. لكن القيود الرسمية تمنع ادخال أكثر من 1500 شخص، فهذا ظلم كبير لا يجري في أماكن أخرى.
الناطق بلسان الشرطة لـ”الصنارة”: الشرطة دعمت الفعالية بالكامل، لكنها شددت على ضرورة الالتزام بالإجراءات الأمنية
أوضح الناطق بلسان الشرطة، حسن فرج، لمراسل موقع وصحيفة “الصنارة”، أن الادعاءات المتعلقة بتقييد الشرطة لاحتفالات إضاءة شجرة الميلاد لكنيسة الروم الأرثوذكس في الناصرة غير صحيحة، مؤكدًا أن الشرطة دعمت الفعالية بالكامل، لكنها شددت على ضرورة الالتزام بالإجراءات الأمنية.
وقال فرج: إن مجلس الطائفة هو من جلب مهندسًا أمنيًا لتقدير العدد المسموح به للمشاركة في الساحة، وقد قرر المهندس أن الحد الأقصى هو 1520 شخصًا لضمان إمكانية التعامل مع أي طارئ وإخلاء الحاضرين بأمان. وأضاف أن مجلس الطائفة رفض هذا العدد أثناء الاجتماع مع قيادة الشرطة، واتخذ قرارًا بإقامة الاحتفال دون الالتزام بالعدد المسموح به.
وأكد فرج أن الشرطة لم تمنع أي نشاط، بل كان دورها توفير الحماية وسبل الأمن والسلامة للجميع، مشددًا على أن أي انتقاد للشرطة في هذا السياق غير صحيح. ولفت إلى أن الشرطة تعمل على ازدهار مدينة الناصرة والحفاظ على أمنها، مستشهدًا بحملات الاعتقالات التي تنفذها لضبط الأمن في المدينة.
المحامي بسيم عصفور لـ”الصنارة”: الشرطة رفضت جميع اقتراحاتنا وفرضت علينا شروطا صعبة لا يمكن الموافقة عليها
عقب المحامي بسيم عصفور، رئيس مجلس طائفة الروم الأرثوذكس في حديث خاص مع “الصنارة”، على رد الشرطة بالقول: ” إن أي حفل في منطقة مفتوحة يحتاج إلى أمرين: رخصة بلدية ومصادقة من الشرطة. لقد أرسلت البلدية مهندس أمن من قبلها، وبعدما عاين الموقع وأخذ قياسات الساحة، أصدر تقريره بأن الساحة تستوعب 1520 شخصا، وبناء عليه ألزمتنا الشرطة باصدار 1520 بطاقة دخول، لكن ردنا كان بأنه لا يمكننا كمجلس توزيع 1520 بطاقة فقط واجراء تصنيف بين الناس، لذا اقترحنا بأن يتم ادخال العدد المذكور الى الساحة، وبعده يتم ادخال الوافدين الى الشوارع والساحات الفرعية المجاورة، الأمر الذي لم توافق عليه الشرطة ووضعت شروطا صعبة.”
وأضاف عصفور: ” أضف الى ذلك أن الشرطة طلبت اغلاق الأكشاك في الساحة، وأمرت البلدية باصدار أوامر اغلاق، الأمر الذي لم نقبل به، لأنه سيخلق خلافا بيننا وبين أصحاب الأكشاك الذين نحترمهم ولا نوافق على قطع رزقهم خاصة بعد الظروف الصعبة التي مررنا بها. كذلك رفضنا توزيع البطاقات التي لا تكفي خاصة وأن هناك أكثر من 5000 شخص عبروا عن رغبتهم في زيارة سوق الميلاد”.
وأكد عصفور أنه لو تمت الموافقة على اقتراح المجلس وتنفيذه ولو على مضض، لكان تم تنفيذ حفل اضاءة الشجرة، الذي يحضره أهل الناصرة والمنطقة عموما وليس أبناء الرعية فقط.
وعبر عصفور عن ارتياحه للأجواء السائدة في سوق الميلاد بعد افتتاحه الكبير والناجح، وأضاف: ” الأجواء رائعة، جميلة ومطمئنة، حيث يتوافد الآلاف يوميا الى كريسماس ماركت، بما فيهم مجموعات من الزوار اليهود ومن مكاتب حكومية، ونتمنى أن تستمر هذه الأجواء النصراوية بامتياز التي عادت برونقها وكما يجب أن تكون. وأنوه هنا إلى أن بطاقات الدخول الى السوق نفذت بالكامل ولم يعد هناك مجال من استقبال المزيد”.