مؤشر التمثيل: ارتفاع نسبي لتمثيل المجتمع العربي في التغطية الإعلامية للإنتخابات
وقبيّل الانتخابات منح الإعلام الإسرائيلي بن جفير منصة، ثلاثة أضعاف كلّ النوّاب العرب
تبيّن معطيات فحص جيد لمؤشر التمثيل أنه وفي مساء يوم الانتخابات وفي جل القنوات الإسرائيلية وبهذه الجولة الانتخابية أيضا لم يكن هناك تمثيل كاف للمتحدثين العرب لكنها كانت الأكثر تمثيلا من بين الجولات الانتخابية الأخيرة لمتحدثين عرب.
ففي إطار الفحص الجديد الذي أجراه مشروع مؤشر التمثيل الذي تقوم عليه جمعية سيكوي أفق بالتعاون مع العين السابعة وشركة يفعات للأبحاث الإعلامية (منذ عام 2016)، تم رصد المحتويات في البرامج الإخبارية وبرامج مواضيع الساعة الرئيسية على القنوات الإسرائيلية: كان 11، كيشت 12 وريشت 13، منذ نشر العينات الانتخابية وحتى الساعة 22:00 من اليوم التالي. يبين الفحص أنّه من بين 135 ضيفًا ومتحدثًا في الاستوديوهات التلفزيونية الإسرائيلية التي قامت بتغطية الانتخابات، 12 فقط كانوا عربًا- أي أنّ نسبة المتحدثين العرب بلغت %8.9 من مجمل المتحدثين. وتعتبر أكبر نسبة تُسجّل في جميع الجولات الانتخابية، ولكن بما أنّ المواطنين العرب يشكلون %18 من مجمل السكان، ما تزال النسبة متدنية وغير كافية.
كما تبيّن من الفحص (الذي لم يشمل أعضاء الطاقم الإخباري للقناة أو المحللين الثابتين) أنه وفي اختيار المتحدثين والمواضيع المطروحة أيضًا- اختارت العديد من وسائل الإعلام إتاحة المنبر الإعلامي لنفس المتحدثين، بدلًا من اختيار تمثيل متنوع، بالإضافة إلى ذلك، طُلب من المتحدثين العرب اختزال حديثهم في موضوع التصويت في المجتمع العربي، ولم يتح لهم المجال تقريبًا للتعبير عن آرائهم حول مواضيع أخرى، مع أنّ الزيادة الملحوظة في قوة اليمين المتطرف مثلًا قد تؤثر بشكل كبير على المجتمع العربي.
كذلك تم فحص كمية البث من البلدات العربية في يوم الانتخابات حتى الساعة الثامنة مساءا، تبيّن أن معظم القنوات بثت بالأساس من البلدات اليهودية، فقط في القناة 13 كانت نصف التغطية من البث للبلدات العربية. في المساء أيضا تم منح التغطية الإعلامية أو البث للمراسلين العرب عبر القنوات 12 و13 تحديدا بعد إعلان النتائج بوقت قصير.
يذكر أن القناة 13- تفوقت على سائر القنوات في زيادة نسبة المتحدثين العرب، حرصت على تقديم %50 من التغطية الإعلامية الميدانية من البلدات العربية- وكانت القناة 12 أول من يقوم بتغطية الانتخابات من مقر حزب عربي بعد إعلان النتائج الأوليّة. بالمقابل، كانت النتائج في كان 11 مخيبة للآمال، واحتلت أسفل درجات السلم- فقد قامت هيئة البث الإسرائيلي العام، والتي يفترض أن تمثل الجميع، واحتلت في السابق مكانة جيدة في المؤشر- بدعوة متحدثين عربيين اثنين فقط!
وفي تعقيب على نتائج الفحص يقول ينال جبارين مركز مشروع التمثيل الملائم للمواطنين العرب في الإعلام العبري في جمعية سيكوي- أفق: “بفضل جهودنا الحثيثة والتغيير الحاصل في الخطاب العام في السنوات الأخيرة، يدرك العديدون في هيئات تحرير البرامج الإخبارية أنّه لا يمكن متابعة الحديث عن المجتمع العربي بدون وجود تمثيل حقيقي للمتحدثين العرب، وأنّ الوقت قد حان للتوقف عن التحدث عنا بدوننا”. ويضيف: ” نريد أن نرى في الإعلام العبري ، المزيد من المتحدثين والمتحدثات العرب، الذين يمثلون مختلف الهويات ووجهات النظر- نساءا ورجالًا، ذوي مواقف سياسية مختلفة- للحديث عن التحولات الحاصلة في المجتمع والسياسة بشكل عام، لا يعقل أن يحصل بن جفير المدان بدعم منظمة ارهابية مساحة شاسعة قبيل الانتخابات، التي قد تكون أثرت على نتائج الانتخابات، بالمقابل النواب العرب والمحللين العرب يتم اقصاءهم عن المنصات الإعلامية”.
جدير بالذكر أنه وفي فحص اخر لمؤشر التمثيل قبيل الانتخابات – لحلقات البرامج الإخباريّة وبرامج شؤون الساعة المركزية على الراديو والتلفزيون (قناة 12، قناة 13، كان 11، ريشت “ب” وإذاعة الجيش)، التي بُثَّت خلال الشهرين، آب وأيلول. تبيّن أن بن جفير ظهر في المقابلات، أسمِعَ أو اقتُبِسَ 1,204 مرّات. بالمقابل، تمّ ذِكر كلّ النوّاب العرب معًا 412 مرّة لا غير. برغم أنّ النوّاب العرب يمثّلون نحو خُمس السكان – أي %8 فقط من مضامين البرامج تطرّقت لذكرهم.